الجزائر _ اليمن اليوم
لم تكن تربط خير الدين زطشي، الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري، أي علاقة رسمية بكرة القدم، عدا الشغف وممارستها مع أقرانه وجيرانه على غرار معظم الجزائريين. لكن بطولة كأس العالم 1994 لكرة القدم في الولايات المتحدة الأميركية، ظلت علامة فارقة في المسار الرياضي لزطشي الذي توقعت عائلته نجاحه في التجارة والأعمال، بعدما حصل على شهادة في مجال إدارة الاقتصاد من إحدى الجامعات السويسرية.
ورغم غياب المنتخب الجزائري (الخضر) عن المونديال الأميركي، كان تألق بعض المنتخبات ومنها نيجيريا والمملكة العربية السعودية في تلك البطولة دافعا لزطشي على التفكير في تأسيس نادي يحمل اسم (بارادو) وهو الحي الذي كان يقطنه. وقال الإعلامي صالح باي عبود، المتابع لشؤون الفريق منذ نشأته، إنه في زخم مباريات المونديال الأميركي، قرر زطشي وشقيقه حسان بمساعدة بعض الأصدقاء تأسيس نادي أتلتيك بارادو.
وأضاف أنه خلال أسابيع قليلة تم الانتهاء من الإجراءات الإدارية ليحصل النادي الجديد على إذن بالمشاركة في دوري الدرجة الأدنى في هرم الكرة الجزائرية، وبلاعبين كان بينهم زطشي نفسه كلاعب وسط ليسير بذلك على خطى والده سعيد، الذي كان لاعبا في نادي برج بوعريريج شرقي الجزائر حيث تنتمي أصول عائلته لبرج بوعريريج. ولم تدم مغامرة زطشي كلاعب طويلا لانشغاله بإدارة أعماله التجارية، لكنه قرر منح رعاية أكبر للفريق من خلال رئاسته للنادي ومساعدة شقيقه.
وأكد باي عبود أن عزيمة الشقيقين والخبرة من إدارة أعمالهما التجارية كانت عوامل قادت نادي بارادو لاجتياز ثماني درجات في الدوري بسرعة ليصل عام 2005 إلى دوري الأضواء، ويحصل في موسمه الأول على المركز السادس مع فوز تاريخي 3 / صفر على شبيبة القبائل النادي الأكثر تتويجا في البلاد. ولكن هبوط الفريق في الموسم التالي لدوري الدرجة الثانية كان صفعة قوية لزطشي.
وأوضح عبود "بارادو لم يصمد في دوري الدرجة الأولى لأكثر من موسم واحد. لم يكن هذا بسبب عدم كفاءة الفريق وإنما لكون المنظومة الكروية الجزائرية لم تكن قادرة على حفظ حقوق أندية مثل بارادو".
وفي عام 2008 ، وبعد استشارة عدد من المختصين بينهم رابح سعدان المدير الفني الأسبق لمنتخب الجزائر، دشن زطشي مدرسته الكروية. وفي تموز/يوليو من نفس العام ، وضع حجر الأساس لتأسيس مركز تكوين هذه المدرسة التي افتتحت رسميا في 22 نيسان/أبريل 2013 .
ولم ينتظر زطشي طويلا لجني ثمار ما زرعه، وبدأ في عام 2012 بتحويل بعض اللاعبين المتألقين الشباب إلى أوروبا. وكانت البداية مع ثلاثة لاعبين فقط بينهم الدولي رامي بن سبعيني، الذي استقر به المقام الصيف الماضي في نادي رين الفرنسي. وربما لم ينجح زطشي في كسب التحدي الأوروبي مثلما خطط له لكن بارادو بات رمزا للنجاح ونموذجا يحتذى به في الجزائر، فالكثير من خريجي مدرسته الكروية يلعبون اليوم في صفوف عدد لا بأس به من أندية دوري المحترفين على شكل إعارة، وهو ما يضمن إيرادات جيدة لإدارة النادي التي تنفق 200 ألف دولار سنويا على المدرسة كما ضمن الفريق عودته لدوري الأضواء قبل ست جولات من نهاية الموسم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر