برازيليا - رامي الخطيب
تقدّم منظمة "Graff Tours"، برامج إرشادية لرسم الغرافيتي بين الطلبة، والتي تسعى إلى تنظيم جولاتها الفنيّة في الشوارع، ويعتبر ليف أبرز المدربين في الشركة، هو شاب نحيل أسمر طويل القامة يرتدي نظارات بلاستيكية مع سترة تتناثر عليها ألوان الطلاء المختلفة، ويحيي ليف البروفيسور المصاحب للطلاب ثم ينطلقون إلى بدء الجولة الميدانية في إطار دورة دراسية تحمل اسم مدينة نيويورك سيتي.
وقاد ليف الطلبة في جولة إلى المنشآت الفنية التي تحظى برسوم الغرافيتي على جدرانها، وبدأ في شرح بعض العلامات الفنية على جدران المباني المختلفة إلى الطلبة ومنها إحدى الجداريات التي رسمها فنان برازيلي والتي سيتم إزالتها من المبنى في غضون أشهر قليلة وفقا لليف حيث يحل محلها محطة غاز.
وشرح ليف إلى الطلبة بعض الممارسات العملية الحديثة في فن الرسم على الجدران، موضحًا أن كل شخص يمكنه استخدام منصة التجارة الإلكترونية "Big Carte" لبيع أعمالهم الفنية، إلا أن الفنانين الكبار يفضلون موقع "Katsu" والذي يضم تطبيقات خاصة للبيع عبر "iTunes"، ومشيرًا إلى أن جماعات فن الرسم على الجدران التي تعمل معا ربما تسمى "طاقم أو رابطة" لكنهم في الحقيقة ليسوا أعضاء فعليين في جماعة.
وأشار ليف إلى أنّه "لا يزال البعض ينظر إلى فن الغرافيتي باعتباره غير مشروع، وفي هذه الأيام في ظل التكيّف بالكثير من الأعمال مثل تزيين الأبواب والمتاجر، فربما تفلت من العقاب، ولكن إذا كنت تقوم بالرسم على بوابة واقتربت منك الشرطة يجب أن تظهر لهم الإذن الخاص لديك للقيام بعملك والذي كتبه لك صاحب المتجر، وفي أغلب الأوقات لا تفكر الشرطة حتى في قراءة الإذن"، وبيّن ليف وجود طرق أخرى لتجنب الكشف، ومنها استخدام طفايات الحريق المستخدمة من قبل، حيث لا تعتبرها الشرطة جريمة إلا أن علب رش الطلاء تعتبر مشبوهة لدى الشرطة.
ويشير سماع عبارة "إذن الرسم" عند الرسم على الجدران إلى الاختلاف الصارخ الذي أصبحت عليه نيويورك عما كانت في فترة السبعينات حيث كانت معظم جدرانها مغطاه برسم الغرافيتي، ويقول ليف إنه "تم القبض علي مرة واحدة في حياتي"، ونشأ ليف في بلدة صغيرة تبعد ساعة عن بوفالو في نيويورك، حيث استلهم الرسم على الجدران بواسطة والده الفنان، ويتذكر اللحظة التي اصطحبه فيها والده إلى رحلة على الطريق ليعرض عليه قطار قديم مغطى بالغرافيتي عندما كان في عمر 16 عامًا، وحينها قرّر ليف الاستمرار في هذا الفن لكنه انتظر حتى وصل إلى بروكلين بعد 4 سنوات، واصطحب الطلاب إلى حديقة "First Green Cultural Park"، حيث يجرب الطلاب أول رسم لهم، وأعطي الطلاب قفازات لاتكس زرقاء لحماية الأصابع من الطلاء، وأظهر لهم كيف يغيرون من تدفق الطلاء وكيفية استخدام ظلال الألوان وكيفية استخدام اللون لتحقيق التأثير الكامل.
وعمل مؤسس شركة "Graff Tours"، غابي شوينبيرغ، كمرشد جولات في الحافلات ذات الطابقين في نيويورك أثناء دراسته في الكلية، وكان يساعد أحد أعمامه الذي كان يدير أحد شركات الجولات، ولذلك يعد إنشاءه لشركة جولات خاصة به خطوة منطقية تالية، وبدأت الشركة بتقديم جولات لفن الغرافيتي إلا أنها تطوّرت فيما بعد حيث أضاف شوينبيرغ فصول تعليم الغرافيتي، والتقى بالعديد من الفنانين الذين مارسوا فنهم في مصنع "Queens art venue 5Pointz" والذي تحوّل إلى منصة لفن الغرافيتي، وقضى العديد من وقته في المعارض المتخصّصة في الغرافيتي للقاء الفنانين الذين أتاح لهم الوصول إلى سطح المصنع حاليا حيث يستأجر الشقة الخاصة به، وعنما حوّل شوينبيرغ سطح المصنع إلى معرض نجح في جذب المزيد من الفنانين وكسب ثقتهم.
وكانت أول ورقة غرافيتي نظمتها شركة "Graff Tours" لصالح شركة الأحذية "Vans" في لوس أنجلوس، وتوالت طلبات الشركات فيما بعد بالإضافة إلى طلاب الجامعة، وقامت الشركة بتدريب موظفي شركات "الفيسبوك" و"إسنتغرام" و"غوغل" في إطار المهارات اللازمة لبناء فريق العمل، ويأمل شوينبيرغ في توسيع أعماله التجارية لتشمل نيويورك ولوس أنجلوس وفيلادلفيا حيث يقيم بالفعل بعض الأحداث في مناسبات معينة، مختتمًا "بالنسبة لي ربما يظل الغرافيتي فن غير مشروع فعندما يتعلقا لأمر بالرسم على الجدران تحتاج إلى التسلل في جميع الإنحاء لمنح الفن مثل هذه الطاقة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر