آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تاريخ التعايش السلمي في مدينة القامشلي

الجمعية السريانية تكشف أهمية التنوع الثقافي في سورية

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- الجمعية السريانية تكشف أهمية التنوع الثقافي في سورية

طوائف الجزيرة السورية
دمشق - لامار اركندي

لم تبخل منطقة الجزيرة الواقعة شمال شرقي سورية بسلتها الغذائية من القمح والشعير والعدس على عموم أرجاء سورية وسخت بكرامتها النفطية وآبارها الغزيرة على عصب الحياة الاقتصادية للبلاد، وتصدرت بؤرة التنوع الثقافي الأولى العائدة لـ"3-4"آلاف سنة ماضية، وتميزت مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية، بالتعدد الحضاري للمنطقة التي استمرت بالتماهي داخل بعضها وبالتواصل مع ما سبقتها ولحقتها من ثقافات أغنتها منتجة كماً هائلاً من المعتقدات والأساطير، ففيها دون الخط وعرفت الأبجدية والفن للحضارات الميدية والسومرية والأكادية والإيتانية التي تتالت على حكم المنطقة وتمازجت معها خصائص وطقوس أطيافها المتعددة، والتحمت أعيادها الدينية والقومية كعيد نوروز "رأس السنة الكردية" وعيد أكيدوا السريانية، والأربعاء الأحمر للإخوة الإيزيديين، ورأس السنة الهجرية للمسلمين .

أشاررئيس الجمعية السريانية حنا حنا أنه وعبر مراحل تاريخ التعايش السلمي أعيد بناء الحضارة مجدداً وخلق اليوم شيئاً جديداً وجميلاً لفسيفساء المنطقة بكردها وعربها وسريانها، واستذكر قصة فقدانه لوالديه وهو طفل واضطراره للعيش مع عائلة عمه السرياني، وتعرضه للظلم الذي دفعه لترك بيت أقاربه والانتقال للعيش في كنف عائلة كردية تبنته كأحد أبنائها في قرية "تل شعير" التي تبعد عن قامشلو بضعة كيلومترات .

ويمضي حنا قائلاً :"العائلة اعتنت بوالدي وعلمته, قدمت له الحب والحنان وحرية بقائه معتنقاً المسيحية، وتكفلت بتزويجه من والدتي بعد أن أصبح شاباً، ووزعت أرثها مناصفة بين أبنائها ومنهم أبي الذي توفته المنية قبل حوالي 10 أعوام، غيران ذلك لم يمنع من استمرار علاقتنا مع أعمامنا الكرد حتى الآن".

وتعدّ بهية موسى سيدة سبعينية العمر من أصول أرمنية مقيمة في حارة الأشورية بقامشلو أعادت حقبة مجازر الأرمن التي ارتكبها الأتراك إبان الحرب العالمية الأولى وبعدها وتحدثت نقلاً عن والدها "نظريان جرجس" أحد الأطفال الناجين من المجزرة حينها :"فر جدي جرجس مع جدتي ماري وأطفالهم الخمسة من مدينة قيصرة التركية إثر إعلان الأتراك فرمان الأرمن وقتها وحسب رواية والدي ذو التسع سنوات هربت العوائل الارمنية بعربات تجرها الاحصنة ضمن مجموعات مع بعضها خوفاً من الضياع وتحسباً من وصول الجنود الأتراك إليهم، والوجهة كانت إلى سورية.

وتوفيت جدتي في الطريق وأكمل البقية حتى وصلوا إلى مشارف الشمال السوري، افترقت المجموعات ضماناً لنجاة البعض وتوجهت بعضها صوب حلب وآخرون إلى دير الزور والبقية إلى "عين ديوار" القرية الكردية المطلة على شواطئ نهر دجلة المحاذية لمدينة جيزره من الجانب التركي، وتابعت بهية تفاصيل الحادث المؤلم إثر وصول الجنود الأتراك لمجموعة والدها قبل وصولهم لعين ديوار وانقضاضهم على المدنيين الابرياء ومثلوا فيهم فظائع الذبح والقتل ومنهم الوالد الطفل “نظريان” الذي طعنه أحد الجنود بخنجر ورماه بين الجثث بعد نهبه مقتنياته البسيطة من اللباس وحذائه الأسود الذي نزعه الجندي التركي عنوة من قدمه متمتماً بالتركية "أنه يناسب ابني" آخر ما سمعه نظريان الجريح المغمى عليه.

صراخ الضحايا دفع العنديوريون الكرد من التوجه صوب الصوت لكن بعد فوات الأوان وانسحاب الجنود الأتراك، نظريان الوحيد الناجي بين الجثث التي لم ينفك القرويون من التأكد مراراً آملاً في العثور عن ناجين آخرين، واختتمت بهية رواية الوالد بصوت مخنوق ودموع حفرت مجراها الموجوع على خدود السيدة العجوز وابتسمت قائلة :"والدي تبناه مختار عين ديوار موسى اسماعيل واعتنق نظريان الإسلام عن طيب خاطر وأتقن الكردية لغة عائلته الجديدة التي منحته اسمها وزوجته أحد بناتها وهي أمي "زينب" وبنت له بيتاً ولم تحرمه من ميراث العائلة كبقية أبناء جدي الذي ربى والدي مصطفى اسمه الجديد الذي اختاره هو، أنهم عائلتي وعلاقاتنا ما تزال متينة مع الأبناء والأحفاد وستستمر لأنهم عائلتي. 

وكشفت زهرة العلي كردية من قامشلو متزوجة من سمير الجاسم طياوي عربي عن عائلتها التي بنتها بعد قصة حب دامت عامين وكللت بزواج دخل عامه الثلاثين أنجبت خلاله بنتين وسردار وشفكر، وتضيف زهرة :"أولادي يتقنون الكردية والعربية وبنتي الكبرى كردية والصغرى عربية".

ليلى جميل من الحسكة عربية جمعها بولات خالد من قامشلو بعد هيام حب رافقهما طيلة أيام الدراسة في الجامعة في كلية الحقوق قبل 10 أعوام فالجامعة كما تقول ليلى شهدت قصص حب جمعت القلوب ولم تبالي بالأصول والقوميات، فالتعايش السلمي المشترك حالة طبيعية وليست جديدة على المنطقة وهي ما حفظت أمنها وأمانها وكانت بمثابة الرادع في وجه النعرات الطائفية والقومية التي عصفت في العديد من المناطق السورية بعد عسكرة الثورة السلمية.
 

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجمعية السريانية تكشف أهمية التنوع الثقافي في سورية الجمعية السريانية تكشف أهمية التنوع الثقافي في سورية



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 01:44 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة توضح مساعدة الأنظمة الغذائية في التصدي للأمراض

GMT 12:20 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وزارة التربية الفلسطينية تعلق الدراسة في "رام الله" و"البيرة"

GMT 04:58 2017 الأحد ,01 كانون الثاني / يناير

جاكلين عقيقي تؤكد أن "القوس" من الأبراج الأكثر تفاؤلًا

GMT 19:20 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النجم الفرنسي أوليفيه جيرو يحرز جائزة بوشكاش

GMT 13:49 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

عرض كارولينا هيريرا carolina Herrera 2015
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen