القاهرة ـ إسلام خيري
أثارت تصريحات الفنانة شيرين رضا بشأن الأذان الجدل، لا سيما أنها لم توضح بشكل كبير إذا كانت تسئ للأذان أم تتحدث عن فكرة توحيده من خلال اختيار أصوات مميزة، وقولها إن هناك أطفالًا يشعرون بالازعاج بسبب ارتفاع صوت المكبرات بالإضافة إلى أصوات وصفتها "بالجعير"، متسائلة أين قرار توحيد الأذان ولماذا ارتفاع هذه الأصوات وربطتها بأنها تنفر السياحة.
وتسائُل شيرين رضا جعل "اليمن اليوم" يفتح مرة أخرى قضية توحيد الآذان ومكبرات الصوت، لا سيما أن الشيخ الشعراوي وصف المكبرات بأنها غوغائيات التدين بل أن الميكروفونات أكبر نقمة خلال العصر الحديث، ومن هذا المطلق رصدنا آراء أهل الدين بشأن تصريحات شيرين وتنفيذ القرار الذي ما زال حبيس الأدراج منذ أعوام.
من جانبه، رفض الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني وكبير مستشاري وزير الأوقاف، التعليق على تصريحات شيرين رضا، ونفى ما يردده البعض عن سعي وزارة الأوقاف لتوحيد الأذان ومنع مكبرات الصوت بداية من شهر رمضان المقبل، مؤكدًا على عدم نية الأوقاف في الوقت الجاري تطبيق مشروع توحيد الأذان من منطلق أنه يعطل شعيرة من شعائر الله حث الرسول على التسابق لأدائها.
وفي سياق متصل، علق الدكتور محمد مأمون ليله، الباحث الإسلامي، على واقعة إهانة الفنانة شيرين رضا لآذان الصلاة ووصفها له بـ"الجعير"، قائلًا: "ألفاظ الفنانة شيرين رضا خانتها في التعبير وكانت شديدة قاسية ولا تعبر عن الوضع الاجتماعي الذي ينبغي أن تكون فيه ولا يتناسب مع بيئتها التي توصف بأنها بيئة الرقي والنجوم ولم يكن في كلماتها احتياط ودقة وتفريق بين فعل المؤذن والآذان".
وأضاف ليله: "هذا أمر خطير ينبغي أن ينتبه له من يتصدر للكلام في هذه القضايا الحساسة والتكلم بألفاظ غير محسوبة وأنه تجعير ويهدد السياحة، فهذا كله لا يستحق الرد عليه ولا يجوز لمن لم يقدر الأمور حقها أن يتصدر ويتكلم في هذه القضايا التي تمس قلوب الناس وتستثير حميتهم وتزعجهم وليذهب كل متكلم فليبدع في تخصصه، ويصلحه وينهض به".
وتابع "ليله"، أن "الأخطاء الفردية من بعض المؤذنين في رفع الصوت بشكل مبالغ فيه وما قد تضيع هيبة الأذان وتشوش على الناس وتزعج المريض والطالب أمر واقع لا نستطيع إنكاره ولكنها ليست ظاهرة بل حالة خاصة ينبغي أن تعالج بمفردها ولا نعمم الأحكام وإلا لو كانت هذه ظاهرة يفعلها المؤذنون تعمدًا لمضايقة الناس لوجب محاسبة وزارة الأوقاف ولكنها ليست ظاهرة وليست مما يفعل تعمدًا".
ودعا الباحث الإسلامي، وزارة الأوقاف بحسن اختيار المقيمين للشعائر وانتقاء الأصوات البديعة، ورفع الصوت بمقدار ما يحتاجه الحي الذي يقع فيه المسجد وأن يراعى عدم تداخل الصوت مع صوت المساجد القريبة منه وأن يكون على قدر الشعائر فقط، مضيفًا "إذا نظمت وزارة الأوقاف ما يشبه المسابقة؛ لاختيار مؤذنين أصحاب أصوات بديعة وأعطتهم تصريحًا يتيح لهم الآذان في أي مسجد في الجمهورية، بالتفاهم مع المساجد التي ينزلونها؛ لكان أولى وساهموا في القضاء على هذه الظاهرة بشكل فعال".
ومن ناحيته، طالب الداعية السلفي زين العابدين كامل، بالتحقيق مع الفنانة شيرين رضا بتهمة ازدراء الأديان على خلفية تصريحاتها المثيرة للجدل التي كانت قد طالبت فيها بتوحيد الآذان وعدم السماح لأصحاب الأصوات غير الطيبة بأداء الأذان، وقال إنه يرفض استخدام لفظة "الجعير" التي استخدمتها الفنانة شيرين في حديثها، مضيًفا: "أين هي من الأفراح التي تقام في الشوارع حتى منتصف الليل وأين هي من الباعة الذين يستخدمون مكبرات الصوت".
وتابع الداعية: "توحيد الأذان مخالف للسنة النبوية ولفعل أصحاب "رسول الله"- صلى الله عليه وسلم- ثم أن الأَذان من أَفضل العبادات القولية ومن فروض الكفايات، ومن شعائر الإسلام الظاهرة التي إِذا تركها أَهل بلد وجب قتالهم وهو واجب للصلوات الخمس المكتوبة"، مختتمًا "كان هو العلامة الفارقة بين بلاد المسلمين وبلاد الكفر، لأَن "النبى"- صلى الله عليه وسلم- كان إِذا أَراد الإِغارة على قوم انتظر حتى تحضر الصلاة فإِن سمع الأَذان كف عنهم وإِلا أَغار عليه".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر