القاهرة ـ سهير محمد
اتفق كل من وزير الثقافة الفلسطيني، الدكتور إيهاب بسيسو، ونظيره المصري، حلمي النمنم، ورئيس مهرجان الاسكندرية السينمائي، الأمير أباظة، على اعلان عام 2017 عامًا سينمائيًا للقدس، جاء ذلك في مؤتمر افتتاح فعاليات "فلسطين السينمائية"، في مهرجان الاسكندرية السينمائي، في دورته الـ32. وبدأ الافتتاح بعرض فيلم عن القدس، وهو "الطوق الأبيض" للمخرجة حنين جابر ، ومن ثم افتتح رئيس المهرجان المؤتمر بكلمة، أكد فيها على عظم دور الكاميرا، التي تصور وجه الاحتلال الأسود، في سياق الحياة الفلسطينية، داعيًا الفنيين ألا يتركوا القدس فريسة وحيدة للمحتل.
وقال "بسيسو": "نحن جئنا من فلسطين، لنؤكد حق شعبنا في الوجود والإبداع والحياة، رغم كل التحديات التي نواجهها يوميًا، إن ما ترونه عبر شاشات السينما هو نقل حقيقي للواقع الذي نحياه كل يوم في فلسطين، فدور الكاميرا نقل بشاعة سياسات المحتل، الذي يتفنن في تحويل الحياة الفلسطينية إلى كابوس، ورغم هذا مازال شعبنا باقٍ، ليواجه هذه السياسات، مهما أمعنت في عزل القدس وفلسطين عن عمقها العربي والدولي، لطمس الهوية الفلسطينية، ومحاربة الرواية الفلسطينية، لذا نطمح حاليًا أن يكون هناك صناعة سينمائية فلسطينية، وأن تكون محمولة على أجنحة عربية، والخطوة الأولى لتأسيس ذلك أن يكون هناك دعمًا عربيًا في هذا الشان".
وأثنى "بسيسو" على إعلان عام 2017 عامًا سينمائيًا للقدس، من مصر العروبة، الداعم الدائم للقضية الفلسطينية، مما سيوفر منصة جديدة للإبداع والسينما الفلسطينية، مؤكدًا أن رصد مفردات الصمود اليومي في فلسطين عبر الكاميرات، يعكس مدى العمق الوطني، ومدى حضورفلسطين في الوعى العربي والإنساني، مشيرًا إلى أن تخصيص عام 2017 عامًا سينمائيًا للقدس سيكون فرصة مهمة للإبداع السينمائي، لتكون الرواية الفلسطينية حاضرة في مواجهة تداعيات الذكرى الخمسين لاحتلال القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة.
واختتم "بسيسو" كلمته بالتأكيد على دور الثقافة في توثيق الرواية وحفظ الذاكرة، وإعادة إنتاج الوعي وصقله مرة أخرى، رغم التحديات الإسرائيلية التي تحاول تشويهه، وأكد أن فلسطين ترحب، وتسعى دائمًا لمد جسور الصلة مع عمقها العربي والإنساني، الذي دائمًا ما تفتخر به، خاصة الجهود التي تقدمها مصر لدعم الرواية الفلسطينية، لأن الكل في فلسطين يتطلع لدور الثقافة العربية، قائلاً "جئنا من فلسطين لنقول لكم، وأنتم تدعمون القضية الفلسطينية من قلب الاسكندرية , لا تنسوا القدس ولا فلسطين"، شاكرًا وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، ورئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي، الأمير أباظة، لدعمها الجهود الثقافية الفلسطينية، وتعزيز حضور فلسطين عربيًا.
ومن جهته، أكد "النمنم" أن هناك دور مهم للمبدعين في فلسطين، قائلاً:" للقدس حالة إبداعية في المقام الأول، وعلينا أن نجعلها حية في الضمير الإنساني دائمًا"، مؤكدا أن المقاومة ستستمر في فلسطين حتى تسترجع فلسطين كاملة، وتقوم الدولة الفلسطينية، لأنه ما لم تقم الدولة الفلسطينية، لن يكون هناك مستقبل في المنطقة، وسيبقى التشرد، ومن هنا يأتي دور الفن، لتأسيس دولة مدنية وطنية، بعيدًا عن المنظور الديني, مؤكدًا أن السنين المقبلة ستصادف ذكريات عربية كبيسة للاحتلال، فستمر مئة عام على وعد "بلفور"، و70 عامًا على قرار التقسيم، و50 عاماعلى اجتياح الضفة وغزة، لذا فالاحتفاء بالقدس فى السينما العربية ينبع من الاحتفاء بالمقاومة العربية.
وكرم رئيس مهرجان الإسكندرية، الأمير أباظة، ووزير الثقافة المصري، الوزير الفلسطيني خلال الافتتاح، نظير جهوده الثقافية الملموسة في دعم الإبداع الفلسطيني في الداخل والخارج، كما كرم وزير الثقافة الفلسطيني، نظيره المصري، بمنحه درع دولة فلسطين، تقديرًا لجهوده المبذولة في دعم فلسطين، في شتى ميادين الثقافة والفنون، كما كرم رئيس المهرجان، لجهوده المبذولة من أجل ترسيخ فكرة "سينما فلسطين"، وحشد الدعم العربي اللازم لها، بما يحفظها في الخريطة السينمائية العالمية.
وحضر الاحتفالية عدد كبير من ضيوف المهرجان، منهم المخرج علي عبد الخالق، والفنانة فردوس عبد الحميد، وزوجها المخرج محمد فاضل، والناقد طارق الشناوي، وزوجته.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر