آخر تحديث GMT 08:03:06
الاثنين 21 نيسان / أبريل 2025
اليمن اليوم-
أخر الأخبار

رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف

الفنانة السويسرية إيفلين بوريه
صنعاء - اليمن اليوم

لم تكن الفنانة السويسرية إيفلين بوريه مجرد خزّافة شهيرة فقط، ما جعل خبر رحيلها، مساء أول من أمس (الثلاثاء)، عن عمر يناهز 82 عاماً، مشحوناً بعبارات الرثاء الحارّة، وسرد لفيض ذكرياتها في قرية «تونس» المصرية التي أحبتها إيفلين، وجعلتها واحدة من أشهر الوجهات السياحية والفنية البارزة في العالم.

تعلّمت إيفلين بوريه فن الخزف منذ طفولتها، ودرست الفنون التطبيقية في جامعة جنيف، وقضت أغلب سنوات عمرها في مصر التي تزوجت بها الشاعر المصري الراحل سيد حجاب، وتعرفت معه للمرة الأولى على قرية «تونس» في زيارة قاما بها معاً، ووقعت منذ هذا الحين في غرام تلك القرية البسيطة، التي تقع بمحافظة الفيوم على بُعد نحو 100 كيلومتر (جنوب القاهرة).

في «تونس» أسّست إيفلين مع زوجها الأول سيد حجاب، بيتاً بسيطاً بالقرب من بحيرة قارون، تُحيطه الخضرة الصافية والأشجار والشمس وأبراج الحمام، ورغم عدم استمرار تلك الزيجة، ظلّت إيفلين متمسكة بالإقامة في هذا الوسط الريفي، وتزوجت بعدها من زوجها السويسري ووالد أبنائها ميشيل باستور، واستطاعت السيدة التي عُرفت بين الأهالي بـ«مدام إيفلين» و«أم أنجلو»، أن تصير مع الوقت واحدة من أهل القرية، مُبدِّدة غرابة كونها مواطنة سويسرية.

لم يغب ذكر قرية «تونس» عن عبارات التعزية التي باتت تنهال منذ الإعلان عن خبر وفاة إيفلين، فقد ارتبط اسم الراحلة بتلك القرية التي كانت سببا رئيسياً في نهضتها، بفضل تعليمها للأهالي فن الفخار والخزف، وأسست بها مدرسة «الفخار» التي تعد أشهر معالم القرية، وواحدة من أشهر مدارس تعليم هذا الفن في مصر، فكتب الفنان التشكيلي المصري محمد عبلة على صفحته الشخصية عبر «فيسبوك»: «مع السلامة يا إيفلين... حُزن في قرية تونس ومصر كلها»، ولعل هذا الحزن هو ما عبّر عنه بيان لمحافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري الذي جاء فيه أن «إيفلين بوريه كانت تعشق الفيوم، واستقرت بقرية تونس منذ ستينات القرن الماضي، وأسّست جمعية ومدرسة لصناعة الخزف والفخار بالقرية، وتعليم الشباب والفتيات حرفة تصنيع الخزف والفخار، وساعدتهم في إقامة ورش خاصة بهم، وفتح مجالات لتسويق منتجاتهم محلياً ودولياً».

وأضاف أن السيدة إيفلين عملت على تحويل قرية تونس من مجرد قرية ريفية إلى قرية سياحية، ذات طابع خاص، وقِبلة للزوار من مصر ومختلف دول العالم.

يروي الفنان والخزّاف المصري الدكتور خالد سراج، المدرس بكلية الفنون التطبيقية قسم الخزف بجامعة حلوان، كيف بدأت إيفلين بوريه حياتها في الفيوم بالعطاء، وصداقة الأطفال الصغار، وأهاليهم، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كانت تُعطي كل طفل قطعة من طين الفخار، وتتركهم يلهون بها ويشكلونه بعفويتهم، ثم بدأ الأمر يتطوّر، ونما لدى هؤلاء الأطفال الشغف بصناعة الفخار، وهم يشاهدون إيفلين تقوم أمامهم بالتشكيل، ففتحت لهم أبواب المعرفة، وأسست مدرسة للفخار أطلقت عليها (جمعية بتاح)، وصار تلاميذها يعملون على تعليم غيرهم، وأسسوا ورشهم الخاصة في القرية».

يضيف سراج: «عندما وصلت إيفلين لقرية تونس لم يكن بها أي مقومات لصناعة الخزف، فكانت تبني أفران الخزف، وتشتري خامات فنية من القاهرة، وبدأت تختبر هي وزوجها ميشيل تقنيات الخزف، حتى صار من يفكر في قرية تونس اليوم يتذكرها بدرجات التركواز والأحمر المدهشة التي كانت تُميّز خزف إيفلين، وكانت هي أيضاً وراء تأسيس مهرجان الخزف في القرية على غرار مهرجانات أوروبا، رغم أنها كانت قلقة من تنفيذه، لكنه نجح نجاحاً كبيراً، وأصبح له صيت عالمي، ودعمته محافظة الفيوم بالكثير من التسهيلات، وعدد من المؤسسات الثقافية الأجنبية، فالحكاية كلها بدأت بقطعة طين منحتها لأطفال القرية، وعطاء كبير شمل الجميع».

قد يهمك ايضا:

لوحة للتشكيلي الروسي "شاغال" تُطرح في مزاد إسرائيلي

فنان وصحافي يروي شهادته واصفاً الاعتداء الوحشي والهمجي الذي تعرض له

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 14:42 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”

GMT 12:20 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 03:41 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

المخرج سامي عبدالحميد يكشف معوقات المسرح العراقي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen