أظهرت بيانات رسمية ,الجمعة, انتعاشًا صناعيًا كبيرًا في الصين، مخالفًا التوقعات بحدوث تباطؤ تحت وطأة الصراع التجاري بين بكين وواشنطن، أكدت وزارة التجارة الصينية أن بكين ستحافظ على الوتيرة التي تسير بها في عملية الإصلاح والانفتاح، بالإضافة إلى العمل مع معظم بلدان العالم لحماية النظام التجاري التعددي بغض النظر عن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية غاو فنغ، في تصريحات له الجمعة, ردًا على ما تصفه الولايات المتحدة بـ"ممارسات الصين التجارية غير النزيهة"، إن أنشطة التجارة الخارجية الصينية تتفق بشكل صارم مع قواعد النظام التجاري الدولي التعددي منذ انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية.
وأضاف أنه في الوقت الذي تقوم فيه الصين بتصدير البضائع والخدمات عالية الجودة وذات الأسعار التنافسية إلى باقي بلدان العالم، فإنها أيضا تشهد زيادة متسارعة في شراء البضائع والخدمات من البلدان الأخرى، بالإضافة إلى أن الشركات متعددة الجنسيات، ومن بينها شركات من الولايات المتحدة، سجلّت نموًا سريعًا في مبيعاتها بالسوق الصينية.
وتابع المتحدث أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة، متبادل النفع والمربح للجانبين، حقق نموًا ملحوظًا للشركات من البلدين ومنافع استفاد بها الشعبان، معربًا عن أمله في "ألا تزن الولايات المتحدة الوضع الشامل بمعايير خاصة وألا تخدع نفسها وتضلل شعبها".
و قال غاو إن الصين تأمل في أن يعمل الجانبان سويًا على حماية التعاون متبادل النفع والمربح للجانبين عبر حوار متكافئ ونزيه وبراغماتي وقائم على الاحترام المتبادل.
وأوضح عن إعراب أكثر من 90 في المائة من المشاركين في جلسات استماع عقدها مكتب التمثيل التجاري الأميركي ,300 ممثل تجاري, عن معارضتهم لفرض تعريفات على الواردات الصينية،قائلًا "هذا يوضح أن القرار الأميركي الأحادي بفرض الرسوم الجمركية جاء ضد إرادة الشعب".
وأكّد أن الصين تأمل في أن تدرك الولايات المتحدة وتقدر أهمية أصوات الصناعات والمستهلكين في كل من الصين والولايات المتحدة، والتعاون الثنائي طويل الأجل في إطار السلسلة الصناعية، والمصالح الأساسية للشعبين، حتى تصل إلى القرار الصائب.
وأعرب المتحدث عن ثقته في نمو التجارة الخارجية الصينية، حيث ستواصل البلاد تعزيز تيسير التجارة، وستطرح إجراءات جديدة لحماية حقوق الشركات، ومنها الشركات الأجنبية في الصين، بما يتفق مع قواعد منظمة التجارة العالمية.
و سجّل المؤشر الرسمي لمديري مشتريات المصانع في الصين ارتفاعا بشكل غير متوقع هذا الشهر، في إشارة إلى تعافيه تحسبًا لتصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وحقق المؤشر في شهر أغسطس /آب الجاري 51.3 في المائة، مقارنة بنسبة 51.2 في المائة في يوليو /تموز وتجاوز المؤشر التوقعات التي أشارت سابقًا إلى تراجعه إلى 51 في المائة في استطلاع أجرته "بلومبرغ".
وأفاد مكتب الإحصاء الصيني أمس الجمعة، بأن مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي، الذي يغطي الخدمات والإنشاءات، ارتفع هو الآخر محققاً 54.2 في المائة في أغسطس الجاري، مقارنة بمعدل 54 في يوليو الماضي. وتشير المستويات فوق 50 في المائة إلى التحسن.
وكان في الوقت الذي رفعت فيه الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على واردات صينية بقيمة 50 مليار دولار، فإنه قد يكون من الصعب الحفاظ على هذه الزيادة، وربما يتم فرض رسوم على واردات أخرى بقيمة 200 مليار دولار الأسبوع المقبل. وتعزز الإجراءات الحكومية الهادفة لضمان توفير الائتمان والدفع باستثمارات في البنية التحتية ,بالفعل التوقعات بين الشركات في الداخل.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن رغبته في المضي قدمًا في خطة لفرض رسوم جمركية على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار، بمجرد انتهاء فترة دراسة هذا الأمر من جانب الوكالات الحكومية الأسبوع المقبل، وفقا لستة أشخاص على دراية بهذه المسألة. ورداً على سؤال لتأكيد رغبته خلال مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" في المكتب البيضاوي الخميس، ابتسم ترامب قائلًا إنها "ليست خاطئة تماماً". وانتقد أيضًا أسلوب إدارة اليوان، قائلا إن الصين خفضت عملتها ردًا على التباطؤ الأخير في النمو الاقتصادي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر