بدأت في الخرطوم ,الإثنين, أعمال "المنتدى الإقليمي الأول للزراعة الذكية"، الذي تنظمه على مدى 3 أيام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، بالتعاون مع المنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، ووزارة الزراعة والغابات السودانية، وذلك بمشاركة عدد من الدول والمؤسسات والمنظمات ذات الصلة، ومجموعة من الخبراء.
واستمع المشاركون في المنتدى إلى كلمة مسجّلة لمدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" جوزيه جرازيانو دا سيلفا، بشأن الزراعة الذكية وفائدتها ودورها وآفاقها في المستقبل.
وقال مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية الدكتور إبراهيم الدخيري، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، إن المنتدى يهدف إلى تأسيس استخدام التقنية الرقمية في المجال الزراعي خلال المرحلة المقبلة في المنطقة العربية والإقليمية، ويناقش التقنيات الحديثة المستخدمة في المجال الزراعي.
ونوّه بأن المنتدى سيدفع بمسيرة الزراعة الذكية في السودان عبر استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، مشيرًا إلى مناقشة كثير من أوراق العمل والأبحاث وتنظيم عدد من ورشات العمل بشأن موضوع المنتدى.
وقال إن المنتدى سيخرج بـ"إعلان الخرطوم"، الذي سيكون بمثابة خريطة طريق في هذا المجال خلال الفترة المقبلة، كما سيدفع نحو تبني مبادرة الرئيس السوداني بشأن الأمن الغذائي العربي.
و أكّد الدكتور إبراهيم الدخيري عقب إطلاعه الرئيس السوداني عمر البشير على استعدادات المنظمة للملتقى، أن "مبادرة الرئيس السوداني للأمن الغذائي العربي أول المستهدفات بهذا الملتقى، حيث يفرد جانبًا كبيرًا من الجلسات لمناقشة سير تنفيذها، والتي مضى عليها أكثر من 5 سنوات، من دون أن تقطع شوطًا كبيرًا في توفير فاتورة غذاء الدول العربية، التي تتجاوز 25 مليار دولار سنويًا".
وبيّن الدخيري في تصريحات صحافية أن بلاده تعول على الملتقى في دفع جهودها التي تقوم بها حاليا لاستخدام التقنيات في الزراعة، مشيرًا أن مخرجات الملتقى المتمثلة في "إعلان الخرطوم" ستكون خريطة طريق لتوسيع وتأطير استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات في الزراعة، موضحًا أن اليوم الختامي للمؤتمر سيتم فيه توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين المشاركين.
للمهندس سعد سالم، المدير المالي والإداري للهيئة العربية للتنمية الزراعية أن "المنتدى الأول للزراعة الذكية يعد الأول من نوعه في الدول العربية والأفريقية، وتشارك فيه كبريات شركات العالم العاملة في استخدام تكنولوجيا المعلومات في الممارسات الزراعية، بجانب الحضور الكبير لوزراء ووكلاء وزارات الزراعة في عدد من الدول العربية والأفريقية".
ويشير المهندس سالم إلى أن المنتدى "يهدف بشكل أساسي إلى سد الفجوة في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العمليات الزراعية في الوطن العربي، سواء كانت مشاريع زراعية تابعة للدولة أو القطاع خاص، فهناك قصور كبير في استخدام هذه التقنيات، رغم التقدم العالمي الهائل في هذه المجالات، وهو الأمر الذي دعا المنظمة العربية إلى تنظيم هذا المنتدى" .
وأوضح أن هناك 3 قضايا رئيسية تحد من التوسع في استخدام التقنيات الزراعية، سيبحثها الملتقى من خلال أوراق عمل، "بخاصة أن التقنية الحديثة في الاتصالات
وتكنولوجيا المعلومات أتاحت للمزارع، وهو تحت أشجار مزرعته، أن يستخدم هاتفه في الحصول على الخدمة أو الإرشاد الذي يريده دون تكلفة"، موضحًا أن "كثيرًا من مزارعي دول العالم يستخدمون الجوال في عملياتهم الزراعية، مما أثر في ارتفاع إنتاجيتهم إلى الأضعاف".
و يركز المحور الأول على تأثير التحول التكنولوجي في مجال الزراعة المستدامة، ودور استخدام التقنية في مراقبة الموارد الطبيعية للدول العربية، والمحور الثاني يركز على مشكلة نقص الموارد والمياه التي يواجهها كثير من الدول العربية، بجانب المحور الثالث وهو التغير المناخي الذي سبب معاناة كبيرة للقطاع الزراعي في الدول العربية.
وبيّن سالم أن منظمي المنتدى يأملون أن يتضمن "إعلان الخرطوم" اتفاقًا لتعزيز التعاون الإقليمي بين الدول العربية والأفريقية لتحقيق مستقبل أفضل للزراعة الذكية في الوطن العربي، وأن يتضمن اتفاقًا صريحًا لإيجاد التمويل المالي للمشاريع العربية التي تمت إجازتها خلال السنوات الماضية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر