واشنطن ـ رولا عيسى
يأتي مهرجان "كان" السينمائي في دورته هذا العام بتنظيم مختلف كليًا، حيث يطلق العديد من المبادرات التي تخدم المرأة والطفل من ضيوفه، كما خصص في قاعاته أماكن للأطفال والرضاعة الطبيعية. ويقدم مهرجان كان السينمائي هذا العام مبادرة أطلق عليها اسم "لا بالون روج" تيمنًا باسم فيلم للأطفال من تأليف ألبيرت لامورسي، والتي تقدم مجموعة من الخدمات تهدف إلى جعل المهرجان أكثر جاذبية للعائلات.
ويوفر المهرجان مناطق للرضاعة الطبيعية وتغيير ملابس الأطفال، كما يوجد جناح مخصص للأطفال لتسهيل وصول الآباء والأمهات إليهم وعربات للأطفال، بالإضافة إلى وجود منطقة تسمى "بالون روج" والتي تشمل قائمة من المربيات المعتمدات يراعين الأطفال.
وتعد كل تلك الابتكارات جزء من عملية تحديث المهرجان، في رد على فضيحة هارفي واينشتاين، المنتج والمخرج الأميركي الذي يحاكم حاليا بتهمة التحرش الجنسي، وكذلك حركة "أنا أيضا" المناهضة للتحرش الجنسي، ولكن هل هذه المبادرة تستحق الاهتمام أم أنها حيلة لا يمكن تطبيقها؟
وترحب الناقدة السينمائية ليزلي فيلبرين، بتلك الإجراءات، ولكنها تتسائل عن مدى نجاحها، قائلة:" إنها لفتة لطيفة، لكنني لا أعرف أي أم عاملة كانت ستحلم يوما بإحضار أطفالها إلى كان، إن فكرة وضع عربة أطفال هناك فكرة مروعة، فحتى المشاة لن يتمكنوا من التحرك."
ورغم المبادرة، بدا أن المهرجان لا يريد معالجة بعض القضايا الصارخة، إذ وجهت انتقادات لمهرجان كان بسبب منحه جائزة الشرف الذهبية للممثل الفرنسي آلان ديلون، رغم المخاوف التي أثارتها المجموعات حول تصريحاته التي تعارض تبني الأزواج من نفس الجنس، حيث قال إنها ضد الطبيعة، وقبوله بصفع النساء. ويأتي القرار بعد 12 شهرا بالترحيب بعودة النجم لارس فون للمهرجان، والذي اتهمته المعنية بيورك، بمضايقتها جنسيا.
ويشهد هذا العام، وجود عدد قليل من المخرجات الإناث اللاتي ينافسن على أفضل الجوائز، حيث 3 نساء فقط، جيسيكا هوسنر، سيلين سياما، وجوستين ترييت، وبالتالي في كل الأحوال يبدو أن المبادرة تتعلق بالعمل فقط وليس دعم النساء.
وفي هذا السياق، قالت الممثلة والمخرجة الإيطالية آسيا أرغنتو، في العام الماضي:" في عام 1997، اغتصبني هارفي واينشتاين في مدينة كان، كان عمري 21 عاما."، وهاجمت في المهرجان من تعتقد أنهم ساندوا واينشتاين، مؤكدة أنه سيعيش في خزي. ونظمت 82 امرأة، على السجادة الحمراء احتجاجا ضد التحرش، ولكن يعود مهرجان هذا العام، بفيلم افتتاحي يسمى "ديد دونت داي" لجيم غارموش، يتحدث عن شبح الاعتداءات الجنسية الذي مايزال قائما، وعدم القدرة على أخذ التفاوت بين الجنسين على محمل الجد.
وقــــــــد يـهمك أيـــــضًأ :
أيشواريا راي تُظهر أناقتها على السجادة الحمراء
فيلم ''آدم" يُمثل المغرب في مهرجان كان السينمائي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر