لندن ـ كاتيا حداد
وصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى المملكة المتحدة في 12 يوليو / تموز، وكان متعجرفا في تعامله، لكن جلالة الملكة إليزابيث الثانية ردت على ذلك التعجرف، إذاستقبلته في قلعة وندرسون، مع حضور جاستين ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، وارتدت ثوبًا أنيقًا من تفصيل خياطتها الخاصة، أنغيلا كيلي، وبدت بمظهر مميز للغاية، كما أنها وضعت دبوسًا كان أهداها إيّاه الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وزوجته ميشال.
ارتدت مجوهرات وجهت من خلالها رسالة
تناولت الملكة الشاي مع ترامب في اليوم التالي، لكن يبدو أنها واصلت هجومها الراقي، حيث ارتدت بروشًا جنائزيًا يعود إلى عائلتها، مما دفع العديد للتساؤل "هل ترسل الملكة برسالة مسيئة إلى ترامب باستخدام مجوهراتها؟"، "هل اختارت الملكة هذه المجوهرات لإرسال رسالة مموهة للزائر المثير للجدل؟ أم كانت مجرد صدفة؟"، لكن في الحقيقة لا نعتقد ذلك.
ويعد التواصل عبر المجوهرات والزخارف فنا جميلا وفريدا من نوعه، كما أن صاحبة الجلالة دائمًا ما فعلت ذلك، حيث تختار شارة الكتيبة العسكرية في حالة الخروج لتفقد القوات، أو ارتداء الزهور والرموز الوطنية حين تحيي الزوار الأجانب، مثل البروش "Maple Leaf" الذي ارتدته أثناء مقابلة الكنديين.
ارتدت الملكة بروش "True Lover's Knot" المصنوع من الألماس في حفلة زفاف دوق ودوقة كامبردج في العام 2011، كإماء لطيف منها للتأكيد على سعادة الزوجين، وفي حفلة زفاف دوق ودوقة ساسكس، في أبريل/ نيسان الماضي، ارتدت بروش "Richmond" وهو يتنمي إلى نفس التاج الذي ارتدته العروس، للملكة ماري.
قصة بروش أوباما
وتمتلك الملكة المئات من البروشات في صندوق مجوهراتها، وورثت الكثير منها، وحصلت على بعضها من الأصدقاء والمعجبين والأعيان، كما أنها تمتلك مجموعة فريدة من نوعها، مثل ألماس كولينان، بالإضافة إلى "ريشة برايمر" الذهبية، التي ترتديها سنويًا في أسكتلندا، لكنّ البروشين اللذين ارتدتهما أثناء زيارة ترامب كانا خيارين عظيمين، إذ علقت صاحبة مدونة "The Queen’s Jewel Vault" على ارتدائها البروش المقدم من أوباما "فقط لأنه ليس أسلوبها، كان الأمر مفاجأة كبيرة، أعتقد بأن هذا البروش كان له غرض وفعل شيئًا".
وأهدى ترامب الملكة بروشا صغيرا باللون الأخضر مصنوعا من الذهب الأصفر عيار 14 قيراطا، والألماس والطحالب، وأعطاه للملكة كونه هدية شخصية وليس من الحكومة الأميركية، وتمت صناعة البروش في الولايات المتحدة ويعود إلى العام 1950، حيث وجده أوباما في متجر للتحف يسمى "Tiny Jewel Box" في واشنطن، عام 2011، صحيح أن الملكة لم ترتديه إلا في مناسبة واحدة أخرى، وهي بعد حصولها عليه في عشاء الدولة مع أوباما في قصر باكينغهام.
الملكة تتألّق هذا الصيف
أما البروش "Palm Leaf" الذي ارتدته أثناء حفلة الشاي، يعود إلى والدة الملكة وهو مفضل لها، ونعتقد بأن هذا الصيف كان يحمل رسالة أزياء حارة عبر مجموعة واسعة من المواضيع، حيث فساتين دوقة ساسكس، من أودري هيبورن، وكذلك جيفنشي، كما فعلت السيدة الأميركية الأولى، ميلانيا ترامب، حين ارتدت معطفًا مكتوبا عليه "أنا حقًا لا أهتم؟ هل تهتم؟"، في رسالة إلى وسائل الإعلام الأميركية، وذلك أثناء زياراتها الأطفال المحتجزين المهاجرين على حدود ولاية تكساس.
وتميزت الملكة إليزابيث بفستانها الأخضر الذي ارتدته في عيد ميلادها التسعين، وكذلك الأزرق أثناء وجودها في افتتاح البرلمان في يونيو/ حزيران، والذي تشابه مع علم الاتحاد الأوروبي.
ولا تزال صاحبة الجلالة محايدة تمامًا في ما يتعلق بالمسائل السياسية، وربما لن نعرف أبدا الحقيقة ورء اختيار البروشات الخاصة بها، ولكن من المؤكد أنها جعلتنا نبتسم، حيث إنها لم تقاوم الفرصة لتحظى ببعض المرح في صورها مع عائلة ترامب أثناء زيارتهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر