لندن_ ماريا طبراني
قبل ستة أسابيع في هامبورغ، قام كارل لاغرفيلد بتصميم مجموعة أحادية اللون لخط "شانيل Metiers d’Art" الذي سيصل إلى المحلات التجارية في شهر مايو/أيار، والتي كانت آنذاك. أحدث مجموعة أزياء راقية لربيع/ صيف 2018، وعلى استعداد ليتم طلبها من قبل العملاء الآن وتسليمها لهم في خلال ستة إلى ثمانية أسابيع (حتى في نفس الوقت تقريبا مع مجموعة Metiers d’Art ولكن في نقطة سعر أعلى)، لا يمكن أن يكون أكثر تناقضا.
إذا استعان معرض " Metiers d’Art " بتصاميم فائقة الأناقة من محاور هامبورغ، بما في ذلك قبعات البيتلز ومعاطف الصيادين، كان هذا العرض وكأنه خاص بباريس ليسلي كارون، عندما كانت راقصة الباليه، وكأنه يعيد احيائها من جديد، وقد تم تحويل القصر الكبير إلى حديقة باريسية مثالية، واحدة حيث الورود والتعريشات الخضراء وحراس الحديقة والحصى.
وجاءت مجموعة ربيع / صيف 2018 للعلامة التجارية شانيل بالألوان الوردية والبنفسجية، بالإضافة إلى لون الليمون واللون الكريمي، وقد تم إعداد ذلك من خلال أقمشة الصوف والحرير ما يعد في حد ذاته فن، وكانت ملابس السهرة أكثر جرأة ولكن مع لمسة إضافية من الخرز اليدوية المخيطة باليد. بالإضافة إلى أحذية طويلة الطول بمختلف الطبعات ذات كعب ومطابقة للملابس وكانت إما مطرزة أو منحوتة بالصوف.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قام كارل لاغرفيلد، المدير الإبداعي للعلامة، بتنظيم عرض وطني مبهج في فندق ريتز باريس الذي أعيد افتتاحه حديثًا، وكان العرض مؤثرًا بشكل مضاعف بمناسبة الذكرى العشرين لوفاة الأميرة ديانا، التي انتهت لحظاتها السعيدة الأخيرة هنا، ولأن كوكو شانيل قضت أعوامها الأخيرة في الفندق ذاته، وهذا العام، انتقل لاغرفيلد إلى مزيد من الأراضي الشخصية مع عرض في مسقط رأسه هامبورغ، والتي كانت بمثابة مصدر الإلهام له كعاصمة ثقافية جديدة لألمانيا، حيث أقيم معرض المنصة في إلبفيلهارموني، وهي قاعة هيرتسوغ ودي مورون الجديدة للحفلات الموسيقية، إنه مكان مذهل مع سلالم منحنية تحمل حشدًا متألقًا إلى قاعة الحفلات الموسيقية في قلب المبنى الذي أقيم فيه المعرض.
وعودة لاغرفيلد إلى مسقط رأسه في هامبورغ لم تكن بدافع الحنين إلى الجذور كما صرح، ولكن للاستفادة من كل المقومات الهندسية التي تقدمها دار الأوبرا الجديدة في المدينة، والتي قيل إن هندستها ومؤثراتها الصوتية تضمن الحصول على أنقى صوت ممكن على الإطلاق، فملابس البحارة في مدينة هامبورغ خلال ستينيات القرن الماضي شكلت مصدر الإلهام الأساسي لهذه المجموعة من التصاميم التي حافظت أيضًا على طابعها العصري بامتياز. وكنزات وجوارب صوفية سميكة، سترات ومعاطف تزينت باللمسات البحرية، تايورات من الصوف الملون وبالتأكيد تايورات التويد الأيقونية...حضرت جميعها في إطلالات العارضات.
أما أزياء السهرات، فتزينت بالتطريزات الأنيقة، الخيوط اللامعة، والخامات الشفافة بالإضافة إلى تفاصيل من الترتر ولمسات من الريش، وغطت جميع العارضات رؤوسهن بقبعات مستوحاة من أزياء البحارة تم لفها بأوشحة شفافة بطريقة مبتكرة، وجاءت الحقائب التي رافقت الأزياء مستوحاة أيضًا من حقائب البحارة والمستوعبات التي تُنقل فيها البضائع من وإلى ميناء هامبورغ.
مرة جديدة تبهرنا مجموعة Metiers d’Art بالحرفية العالية التي تتميز بها مشاغل هذه الدار الفرنسية العريقة، وذلك من خلال تقديم تصاميم تخرج عن حدود "اللحظوية"، التي تحكم عالم الموضة، لتبقى متألقة في كل زمان ومكان، وبالنسبة لأولئك الذين يفضلون تقديم أغمق، أكثر رياضية، أكثر إثارة من شانيل هناك دائما ما سيجده في "Metiers d’Art" بمجموعة هامبورغ.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر