آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

حَظِي باشتقاقات في اللغة العربية وعظَّمه العرب

وجه الشبه بين الملح ووصف النساء ذوات الوجه الجميل به

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- وجه الشبه بين الملح ووصف النساء ذوات الوجه الجميل به

النساء ذوات الوجه الجميل
القاهرة ـ سعيد فرماوي

حَظِي الملح باشتقاقات كثيرة في اللغة العربية، جعلت منه كناية عن جمال المرأة أو صفتها بالجمال، وذلك رغم حلاوة السكّر وهو الحبيبات التي تُوضع على مأكول أو مشروب ليصبح طعمه حلوا، فيقال "مليحة"، ويقال للحسن، بصفة عامة، مليح، وكل ما هو مرغوب من طرف ونوادر، صار مُلحا، لكن كيف تشتق كلمة من الملح، يشار بها إلى جمال المرأة، أو الحسن في الشيء، عوضا من السكّر، مثلا، والذي لعذوبة طعمه، كان يمكن أن تخرج منه كلمة تدل على جمال النساء، أو الرجال، أو الحسَن المقبول المرغوب الجميل؟

ولماذا في السليقة العربية أخرج من ملوحة الملح، ملاحة وجمالا، لتصير المرأة الجميلة، مليحةً، وما يعجبنا من أشياء ونوادر، وما يُستظرَفُ، مُلحا؟

الملح هو اللبن وهو الرضاع أيضًا
لا تأتي كتب اللغة، بالكثير الكاشف عن سرّ خروج كلمة تصف الجَمال البشري، من الملح. إلا أن العودة إلى الأمهات، تضيء جانباً خفياً وجوهرياً، وهو أن من معاني الملح "الرضاع!"، كما ينقل الفراهيدي، في أقدم قواميس اللغة العربية.

وتتحرك كلمة الملح، في الذائقة العربية القديمة المنتجة لهذه اللغة، فتقول "أملح البعيرُ، إذا حمل الشحم". يقول الزبيدي في تاجه، ويضيف: "ويقال: كان ربيعنا مملوحاً"، وينتقل إلى معنى الرضاعة في الملح، فيقول: "المِلاحُ، الرضاع، مصدر مالح ممالحة". ثم، في مكان آخر: "الملحُ اللَبنُ".

وانتبه الزبيدي المشهور بسعة اطلاعه، إلى مدلول الملح، أصلاً، عند العرب، فيقول بالنقل: "والعرب تعظّم أمر الملح والنار" وفي موضع آخر: "العرب تحلف بالملح والماء تعظيما لهما"، وكذلك فعل الأزهري في تهذيبه: "الملح، الرضاع" ناقلاً عن الأصمعي: "ملَحنا، أي أرضعَنا". ويضيف رقيقة من رقائقه، فيؤكد: "الملح يؤنّث ويذكر، والتأنيث فيه أكثر". ثم يعمم كغيره من مؤلّفي الأمهات: "الملحُ، اللبن". ويستخدم فيقول: "ملَحَ اللهُ فيه، أي مبارك له".

ويقطع الزبيدي، في التاج، في أحد الاستعمالات، أن الملح هو "الحُسن، من الملاحة" وقد ملحَ يملح، أي حَسُنَ.

العرب كانت تعظّم الملح وتحلف به
لكن، هل يكفي اتحاد الملح باللبن، في قديم اللغة العربية، ليكون سببا في توليد كلمة تدل على حسن المرأة، أو حسن الرجل في استعمالات قليلة، أو ما يستظرَف، بصفة عامة؟
ما أشار إليه لغويون كبار، في أن العرب تعظّم الملح وتحلف به، يوضح جانبا تاريخيا من أهمية هذه المادة عند العرب، إلى جانب التصاقها باللبن، مجازاً وتصريحاً.

فقد تحدث العلاّمة العراقي، جواد علي، في كتابه (المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام) عن "القصور الملحيّة" في كثير من "أنحاء جزيرة العرب" ووجوب أن ترتبط "بظهور قصص بناء القصور من الملح المنتشرة في كتب التاريخ والأدب" على حد تأكيده.

وبناء عليه، يؤكد علي، وهو الباحث المنقّب في طيّات اللغة العربية، أن العرب "حلفت بالملح والماء"، أو "بالملح والخبز". ثم يسرد جانبا من تعظيم العرب للملح، فكانوا يتعاقدون عليه، ثم يحلفون، مشيرا هو الآخر، إلى أن الملح عند العرب، شيئان، الملح المعروف الذي يتملح به، واللبن.

ويقول في مفصّله إن العرب من الذين يقيمون للقسم بالخبز والملح، وزناً عظيماً عندهم، فكانوا يحلفون بهما، كما يحلفون بالله. على حد سرده. فضلاً من أن الملح كان جزءاً من طقوس دينية، قبل الإسلام، لدى جماعات دينية معروفة، كان لها وجود قديم في الجزيرة العربية.

التصاق اللبن بالملح، وما يشتمله من معنى الحياة والنمو والغذاء، وتعظيم العرب للملح وحلف اليمين به، جعل من الكلمة إشارة إلى القرب والمودة والعهد، فمن نقض العهد، كمن ينقض صلة القربى الناتجة من الإرضاع، ذلك أن الملح الرضاع، والملح اللبن، ويحلف به، حتى إذا أكلت مع فلان، أصبح الفعل "ممالحةً" يعتبرها الزبيدي من المجاز، على اعتبار أن الممالحة لفظة "مولدة ليست من كلام العرب". إلا أنه يوضح بالنقل: "إنما الملح رضاع الصبي".

المليحة العذراء ترمي فؤاد عنترة بسهام عينيه!
تأتي كلمة الملح، بمعنى "البركة" فيقال "لا يبارك الله فيه ولا يملّح". وإن أراد أحد من أحد أن يحسّن صورته وسمعته، عند شخص آخر، فيقول له: "أحب أن تملحني عند فلان..". ينقل الزبيدي. هنا التمليح، بمعنى التجميل، تماما، إلا أن ما اعتبره صاحب التاج، لفظة مولدة ليست من كلام العرب، قطع بها أقدم قواميس العربية، العين، فيقول: "الممالحة، المواكلة". من الأكل. وهو تعبير لا يزال بين الناس، إشارة إلى العهد وحبال المودة. وإلى الآن، يقال: "بيننا، خبز وملح".

وفي ما يقول الزبيدي، إن السُّكَّر، من الحلوى، معتبراً أنها "معرّبة"، يستخرج الفراهيدي مفرداً لها، ويقول "السكّرة، الواحدة من السكّر، وهو من الحلوى". لكن، على الرغم من حلاوة هذا السكر وعذوبته، إلا أن الملح أشار للجَمال وإلى الحسن وإلى المستظرف، أكثر منه. فالملح، لبن وإرضاع، وذو شأن عظيم عند العرب فحلفت وتعاقدت به، ثم صار الشيء المرغوب مليحا، والنوادر مُلحا، أما الحسناء صاحبة الوجه الوضيء، فهي "مليحة"، ومِن أجل هذا كان الملح إلى جمال النساء، أقرب في الوصف، وإلى ما نستظرفه أقرب في التعبير، من السكّر الذي هو حلو المذاق، إنما عجز بالإحاطة بـ"حلاوة" الحسناوات، فبقي مجرد طعم، فيما الملح يتنقّل، بسعة وغزارة، ما بين ملح الطعم، وملح اللبن، والملح المعظّم لدى العرب، فصار من الطبيعي، مثلاً، أن يتوجّه عنترة لمحبوبته بهذا القول: رمتِ الفؤادَ مَليحةٌ عذراءُ بسهام لحظٍ ما لهنّ دواءُ

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجه الشبه بين الملح ووصف النساء ذوات الوجه الجميل به وجه الشبه بين الملح ووصف النساء ذوات الوجه الجميل به



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen