لندن ـ سليم كرم
أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة بريستول واكستر البريطانية أن الأمهات اللواتي يعانين من زيادة في الوزن خلال فترة الحمل، هم أكثر عرضة لإنجاب أطفال أكبر حجمًا، وتوافرت لدى العلماء المزيد من الأدلة على أن تحجُّج الحوامل القديم بأنهن يأكلن نيابة عن شخصين ليست نصيحة جيدة.
وتشير معتقدات ماضية إلى أن النساء الكبيرات في الحجم يلدن أطفالًا كبيري الحجم، ولكن الدراسات الحديثة وجدت أنه وبغض النظر عن علم الوراثة فإن تناول الكثير من السكريات وانخفاض ضغط الدم يزيد خطر ولادة طفل كبير الحجم، وخلص الباحثون إلى أن الأمهات اللواتي يعانين من ارتفاع نسبة السكر في الدم حتى داخل النطاق الصحي ينجبن أطفالًا أكبر حجمًا، ومع ذلك فإن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يسبب ولادة أطفال أصغر، وترتبط نسبة الدهون في دم الأم أيضًا بحجم الطفل.
وشرحت دكتور كلية الطب في جامعة إكستر، راشيل فريثي، أن ولادة الطفل كبيرًا جدًا أو صغيرً جدًا يعتبر أمرًا يحمل مخاطر صحية له، لاسيما عندما يكون الأمر في حالاته القصوى، وترتبط الأوزان المرتفعة أو المنخفضة عند الولادة بالإصابة بالسكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحياة، وتابعت: يعثر فهم أي من الخصائص الوراثية لدى الأم والتي تؤثر على وزن الطفل عن الولادة في إدارة الحمل الصحي لخفض عدد الأطفال الذين يولدون سواءً بحجم كبير أو صغير جدًا.
ونشرت الدراسة في المجلة الطبية "جاما" واستخدمت بيانات أكثر من 30 ألف امرأة سليمة وأطفالهم ومسجلات في 18 دراسة سابقة، وفحص الباحثون المتغيرات الجينية المرتبطة بمؤشر كتلة الجسم لدى الأم ونسبة السكر في الدم ومستويات الدهون وضغط الدم، جنبًا إلى جنب مع قياسات هذه الخصائص في فترة الحمل، ودراسة وزن الأطفال عند الولادة، وكانت جميع النساء المشاركات في الدراسة من أصول أوروبية ويعشن في أوروبا وأميركا وأستراليا، وولدن أطفالهن بين العامين 1929 و2013.
وأوضح مدرس في جامعة إكستر، الدكتور جيس تيريل، أن هناك الكثير من البحوث حول الحمل ووزن الطفل عند الولادة، مما أدى إلى صعوبة تحديد الأسباب والتأثيرات وخلق صورة مشوشة لدى الأم والأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وتابع "لدينا الطريقة الجينية الأكثر قوة والتي تعطي دليلًا واضحًا أن وزن الأمهات والجلوكوز وضغط الدم يؤثران على حجم الطفل، وعادة ما ترتبط زيادة الوزن بارتفاع ضغط الدم، ولكن وجد العلماء أن له علاقة أيضًا مع ولادة أطفال أصغر حجمًا".
وأشارت الدكتورة من جامعة بريستول، ديبي لولر، إلى أن "هذا البحث يعتبر مهمًا؛ لأنه أشرك عددًا كبيرًا من العلماء والمشاركين من عدة دول، ونحن ممتنون لكل من شاركوا وسنستمر في العمل معًا من أجل إيجاد إجابة على مسألة إذا ما كان وزن الأمهات والجلوكوز في الدم وضغط الدم يؤثران على وزن الأطفال عند الولادة أم لا، وكيف ينعكس هذا التأثير على صحتهم في المستقبل، فهل الأطفال الذين يولدون لأمهات ذوات مستويات عالية من السكر في الدم يبقون بدناء طوال حياتهم؟ أم لا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر