لندن ـ كاتيا حداد
يقلق العديد من الأشخاص من مشاكلهم أو مخاوفهم كالمال والمهنة، أو أيضًا ما يظنّه الآخرين بها، ما يجعل الكثير منهم يشعرون بالقلق الذي يتجاوز المزيد من المخاوف مثل القلق الذي يبدو أنه لا نهاية له، وأوضح كلو براذريدج، أنّ "سرعة الحياة الحديثة جعلت الصفاء شعور وكأنه استثناء، بدلًا من أن يكون القاعدة، فضلًا عن شعور من الرهبة أو عدم الاستقرار والمتاعب مع التركيز، والقلق يمكن أن تجعلك تشعر بالدوار والمرضى، ذلك الشعور يدمّر الزيجات والمهن، ولديه أعراض جسدية أيضًا، يمكن أن تسبّب توتّر العضلات، ومشاكل في المعدة، وقلة في النوم والخفقان".
وأضاف براذريدج أنّ "الأبحاث أثبتت أن القلق مشكلة متزايدة - وأن النساء من المحتمل أن يتأثرن بها بشكل غير متناسب، وقد وجدت الدراسات أن 22 في المائة من النساء في بريطانيا يشعرن بالقلق في معظم الأوقات، وبصفة عامة، ضعف احتمال تعرض الرجال للقلق، فما هو الوقود لهذا الحريق المستعر من القلق؟، أعتقد أننا أصبحنا مهووسين بشكل متزايد بأننا نتولى مسؤولية شيء ما، النساء يرون الانشغال كما الكأس المقدسة، حيث إن أدمغتنا الفقيرة، ببساطة، تكافح من أجل التعامل مع كل ما نطالب بها، نحن فقط لا نعرف كيفية الاسترخاء أكثر من ذلك، وبدلا من قياس إنجازاتنا على مقياس الرضا أو راحة البال، نحن نسعي إلى السعادة التي لا يمكن الحصول عليها على أساس أشياء مثل المال أو النجاح المهني، ويعتبر أسوأ جزء، هو أن كثيرا ما يعاني الأطباء بسبب عدم وجود علاج واضح لهذا الوباء القلق، لذا بعد ان بعد أن أدركت أن لا أحد آخر سيساعدني في الخروج من هذا القلق المؤلم، وضعت علاجي الخاص، استنادا إلى التدريبات الخاص بي مثل التنويم الإيحائي السريرية والتغذية، ولقد شاركت ما تعلمت في كتاب جديد، بعنوان علاج القلق، وهو كتاب معبأة بأمثلة ونصائح تهدئة ونصائح لا تقدر بثمن ونمط حياة".
وأشار براذريدج، إلى أنّه "في هذه الأيام، أنا شخص مختلف عن ما كنته في وقت سابق أصبحت أكثر سعادة، أكثر حرية، أكثر تحررًا، وسوف اظهر كيف يمكنك تحقيق هذا أيضا، بالنسبة لي، بدأ القلق في طفولتي، والدي كان يقول لي أنني كنت الطفل الحذر جدا، من هذا النوع من الأطفال الذين يجلسون أسفل الدرج، وفي فصول الباليه كنت أبكي في الزاوية، ولا استطيع المشاركة، أدركت أن مخاوفي لم تكن "طبيعية" عندما كنت فقط في سن 15 وكان أول حادث ذعر واجهته عندما كانت في منزل أحد الأصدقاء، وبالنسبة لأولئك المحظوظات بما فيه الكفاية الذين لم يتعرضوا لتلك النوبات من الذعر، اسمحوا لي أن اصف لكم ما يبدو في تلك الأوقات، تتسابق ضربات قلبي بمعدل لا يمكن وقفه، وهو الأمر الذي يشعرك بانك على حافة الموت، حينما واجهت تلك الأزمة صليت وتوسلت صديقي لاستدعاء سيارة إسعاف".
وكشف براذريدج أنّه "اعتقدت بصدق إنني انتهيت، استمر الذعر لعدة ساعات وهدأ فقط عندما استنفذ جسدي طاقته بحيث كنت قادرًا على النوم، تعتبر نوبات الذعر شائعة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من القلق الشديد، خلال الذعر جسمك يتفاعل مع ما يعتبره تهديدا، في كثير من الأحيان، على الرغم من ذلك، هو الجهاز العصبي الخاص بك مما يسبب الإفراط في رد فعل، ويمر المرضى الذين يعانون من اضطراب الهلع بنوبات متكررة غير مبررة أو متوقعة، فيقول المرضى إنهم قبل حدوث النوبة يشعرون أنهم بخير، أو في حالة استرخاء أو حتى نائمين، وأنهم غير قادرين على تحديد أي مسبب لهذه النوبات، وفي عصور ما قبل التاريخ، عندما تشكّل الحيوانات المفترسة خطرًا حقيقيًا على البشرية، كان هناك قاعدة واحدة "القتال أو الهروب" هذا ما يمكن أن ينقذ حياتك، إن نوبات الذعر هي عبارة عن المبالغة فى رد فعل الفعل الطبيعي للجسم فى حالات الخوف أو الإجهاد أو الاستثارة، و فى مواجهة المواقف التي قد يراها الجسم مهددة بالخطر الجسم فإن الجسم يقوم بشكل تلقائي بإعداد نفسة لمجابة هذا الخطر وذلك بإنتاج كميات من الأدرينالين".
وبيّن براذريدج، أنّه "بعد هجوم الذعر الذي تعرضت له لم أعد أشعر بالأمان في جسدي، وأصبحت مثل كثير من الناس الذين يعانون من القلق، وأصبحت أكثر تركيزا على كيفية حالتي الجسدية، والخوف من أي تغيير أو إحساس جديد من الممكن أن يكون مشكلة خطيرة، لذا كان كل صداع أو آلام في المعدة بالنسبة لي من الممكن أن يؤدي بي إلى ذلك المرض الحاد، سنوات من الوسواس تلي ذلك الهجوم الأول، حاولت أن أداوي النفس مع الكحول والمواد الغذائية، وهو الأمر الذي جعلني فقط أكثر سخونة، حاولت أيضا السيطرة على كل تفاصيل حياتي، إلا إنني فشلت في ذلك، كانت طريقتي تتبلور حول محاولتي للشعور بالأمان في عالم لا اشعر فيه إلا بالعكس تماما في معظم الوقت، وقد تميز وقتي خلال الجامعة بهذه الندوب من القلق - بدلا من متعة والمرح، وحينما وقفت على عتبات حياتي المهنية نظرت إلى الوراء إلى أيام دراستي حينما كنت في دوامة من القلق والتي من الممكن ان تمنع بداية حياتي المهنية، وفي الواقع، الحساسية التي شعرت بها منذ طفولتي استمرت في حياتي حينما أصبحت راشدا، وجعلتني هذه السمة، دون شك بأن الحياة ليست إلا فترة قصيرة من الخطورة، مليئة ببؤس لا نهاية لها من شأنها أن يفتك بي، لم يكن من المستغرب أن وجود علاقات كان أمر صعب للغاية، كما كنت دائما اشعر بعدم الارتياح بشكل لا يصدق، على الرغم من إنني كنت متجاوبة ومحبوبة خلال بعض العلاقات ألا إنني كنت دائما اضن إنني مرفوضة، حاولت أن تمويه الحقيقية، إلا إنني رفضت، كنت أتساءل هل يتقبلني احد بحالتي؟ كان الرجال الذين يرتبطون بي إما باردين عاطفيا أو أنهم يظهروا لي عدم احترام اكنه لنفسي، عندما بدأت العمل كخبير التغذية، كان الأسلوب الأساسي لإدارة القلق هو التجنب، وأود البقاء في منطقة الراحة مع الناس كنت أظن إنني هكذا اشعر بالأمان، في الواقع فإنني أخجل من نفسي، وكذلك الكثير من الناس الذين يعانون من القلق، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أن أقل قليلا من ثلث أولئك الذين يعانون من القلق يشعرون بالحرج حتى أنهم لا يحصلون على المساعدة، في نهاية الأمر، كان هذا هو الحال معي، عندما اكتشفت بعض جلسات العلاج التي كان من المفيد بالنسبة لي، رفضت الذهاب إليهم لأنهم كانوا في منتصف اليوم، لذا لحضورهم كان يعني أن أقول لمديري سبب استئذاني وهو الأمر الذي كنت ارفض الإفصاح عنه، حيث كنت أخشى من التحامل والمفاهيم الخاطئة الشائعة جدا عندما يواجه الناس القلق، لكن على الرغم من تقنيات التفادي التي اصطنعتها إلا أن الأمور سرعان ما جاءت رأس على عقب عندما زاد عبء العمل بشكل كبير، فضلا عن العمل بدوام كامل، كنت قد دربت نفسي على التنويم الإيحائي السريري وكانت لي وشك إعداد الممارسة العلاج الخاصة بي خلال المساء، كنت أمارس الضغط على نفسي كي أكون أفضل" و "و أكون أكثر إنتاجية" حيث كانت حالات الذعر تتملكني وتشعرني بأنني لن أكون جيدا في شيء".
وأفاد براذريدج، أنّه "باختصار كنت استنفذ قواي طوال اليوم ولعدة أسابيع كنت أعود إلى البيت في 10 مساء وأزحف إلى سريري وابكي، كان عقلي وجسدي لا يزالان يخوضان بالكثير من الأفكار، كنت بائسة تماما، كنت أعرف أنني بحاجة إلى التخلص من عقلي وحياتي، ولكن لم أكن أعرف كيف، الآن، ومع ذلك، أصبحت اكثر هدوء، ولم يعد تعذيب القلق ينتابني، فكيف توقفت حياتي عن القلق؟، في عام 2013، قرأت اقتباسا غير حياتي: "ضع راحة البال كأولوية قصوى وتنظيم حياتك حوله"، كم منا يمكن أن يدعي القيام بذلك؟ ليس كثيرا، ولكن رأيت على الفور أن هذا هو ما كان علي أن أفعله، كانت "الإنتاجي" ومحاولة أن أشعر بجدارة من خلال العمل الجاد، أولويتي، لكنه لم يجعلني سعيدا، بدلا من ذلك كان يدمرني تماما، تعهدت بإجراء تغييرات، استقالت من وظيفتي للتركيز على أعمالي والعمل على سلامي النفسي، استخدمت مهاراتي كطبيب التنويم الإيحائي والتغذية للعمل على ذهني وإزالة السموم من جسدي عن طريق قطع الكربوهيدرات المكررة والكحول، وبدلا من الضغط باستمرار والضغط على نفسي، أصبحت اذهب للمشي، في هذه العملية، علمت نفسي أن أتمكن من التعامل، وبعد فترة، هذه العادات الجديدة خففت بشكل كبير من القلق الشديد الذي كان ينتابني منذ سنوات عديدة، وغني عن القول، بعد حوالي 6 أشهر، شعرت إنني أفضل بشكل لا يقاس، ومن المفارقات، كنت أخشى من العودة إلى الوراء والانشغال، تخيلت أنني سوف أعاني ماليا، اتضح أن العكس كان صحيحا، حياتي العملية تحسنت كما قدرتي على التركيز بهدوء وتقديم أفضل ما عندي، أن القلق يمكن أن يأسرنا في هذه الحالة دون أن نرى مخرج، حينما تكون وسط دوامة القلق تكون عالق في مربع زجاجي خانق، وتشعر بالمرض لذا أود أن أقول لكم حاولوا أن تغيروا من أنماط حياتكم وتجعلوا من راحة البال أول أولوياتكم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر