تُعد دوبروفنيك.. "لؤلؤة البحر الأدرياتيكي" من أجمل مدن أوروبا والعالم، وتوصف بأنها "جنة على الأرض"، مدينة التاريخ والآثار والشواطئ، ووجهة مثالية للعطلات الرومانسية والطبيعة الخلابة.
وتقع مدينة "دوبروفنيك" الكرواتية على البحر الأدرياتيكي، في منطقة "دالماسيا"، وعلى الرغم من أنها ليست العاصمة السياسية لكرواتيا، إلا أنّ دوبروفنيك تتقدم على العاصمة زغرب بشهرتها وجاذبيتها، فهي عاصمة السياحة والإقتصاد، وتعيش على مدخولها السياحي والتجاري، وهي وجهة محببة للمشاهير والأثرياء، الذين يتهافتون على شراء المنازل الفخمة المطلة على سواحل البحر الأدرياتيكي، كما أنها وجهة شاملة وكاملة، فهي تقدم متعة الشواطئ والبحر وروعة الآثار والمدن القديمة وكذلك المحميات الطبيعية الساحرة، وهي مناسبة لعطلات العائلات وشهر العسل ورحلات الشباب، وقد نالت المدينة شهرة واسعة خاصة بعد تصوير مسلسل "صراع العروش" في عدد من المواقع الشهيرة فيها.
تستقطب السياح من مختلف انحاء العالم
وتقف دوبروفنيك عالية بين المدن ذات الأسوار في العالم، وترجع حصون المدينة إلى العصور الوسطى، ويصل عرضها إلى 18 قدمًا وتتسع في الأماكن العالية ويصل طولها إلى 75 قدمًا، والذي حطم معظمها بـ 111 قذيفة في عام 1991-1992، ولكن تم إصلاحها بالكامل.
ويصعب إدراك جمال المدينة إلا بعد القيام بجولة مشيًا على الأقدام في المدينة القديمة الخالية من السيارات، حيث توصف بأنها إحدى أجمل المدن القديمة في أوروبا، وهي على لائحة التراث العالمي، وتصبح مزدحمة بشكل كبير في شهور الصيف، وقاومت هذه المدينة العديد من الحروب ومحاولات التدمير خلال تاريخها.
وتم إعادة ترميم معظم أجزائها، وتضم المدينة مئات المطاعم والمقاهي الأنيقة ومحلات بيع التذكارات مع ارتفاع ملحوظ في الأسعار، ويُعد الشارع الرئيسي Stradun أشهر معالم الجذب السياحي فيها، وهي مثالية للتنزه والمشي في الأزقة الضيقة ومشاهدة البيوت الجميلة ذات العمارة الفنية المميزة.
ويعد ركوب التلفريك فيها من أجمل الأنشطة السياحية، حيث تنطلق الرحلة إلى أعلى جبل مُطلّ على المدينة، وتبلغ تكلفة الرحلة قرابة 16 يورو للشخص ذهاباً وإياباً، وينصح بالقيام بهذه المغامرة في أوقات الصباح أو المساء تجنباً لطوابير الإنتظار الطويلة، ويتمتع الزوّار بمنظر بانورامي خلاب على المدينة، في حين يوجد على قمة الجبل عدد من المطاعم ذات الإطلالة التي تحبس الأنفاس، ومنصّات للمشاهدة والتصوير.
المتاحف الممتعة
تشتهر دوبروفنيك بوجود الكثير من المتاحف الممتعة والمسلية للصغار والكبار، وهذا الأمر جعلها قبلة لرحلات الطلبة والعائلات، مع تذاكر مخفّضة للأطفال وتلاميذ المدارس، ويستقطب متحف "صور الحرب" العديد من المتعاطفين مع كرواتيا، حيث يعرض صوراً حقيقية ومشاهد من معاناة الناس إبان الحرب اليوغسلافية، مع وجود مرشد سياحي بعدة لغات، وكذلك متحف "حرب استقلال كرواتيا"، ومتحف Gornji Ugao الذي يعود تاريخه إلى القرون الوسطى.
وقت الزيارة
وتعد أشهر الصيف الأنسب لزيارة هذه المدينة، ولكنها تتطلب الكثير من الصبر والتحمل، حيث تصبح مزدحمة بشكل كبير وخاصة من السائحين الأوروبيين الذين جعلوا من دوبروفنيك وجهة سنوية للعطلات، ولذلك إذا كنت ممن يُفضلون الهدوء ننصحك بزيارتها في فصلي الخريف والربيع، حيث تكون أقل اكتظاظاً، ويمكنك التمتع بمشاهدة معالمها الشهيرة بروية.
ويُذكر أنّ دوبروفنيك تُقيم "مهرجان دوبروفنيك الصيفي" السنوي الذي يمتد بين شهري يوليو وأغسطس ويستقطب آلاف الفرق الموسيقية من كافة أنحاء العالم ليُحيل ليل المدينة إلى شعلة من الرقص والمرح والفرح.
المطبخ المحلي
وتُعد أطباق البحر والمأكولات البحرية أروع شيء يمكن تجربته في المدينة ويلحظ الزائر ارتفاع تكلفة تناول الطعام في المطاعم وخاصة في المدينة القديمة، حيث تمتاز بالأسعار السياحية لا سيما في شهور الصيف.
وسائل التنقل
وتمتلك المدينة مطارًا دوليًا يقع على بعد عشرين كيلو مترًا من الجهة الجنوبيّة الشرقيّة لمركز المدينة، بالقرب من منطقة سيليبي، وتحتوي على حافلات موجودة في محطة دوبروفنيك القديمة، الموجودة في منطقة جروز، وتربط هذه المحطة مع مطار المدينة، ومع جميع الأحياء التابعة للمدينة، وتعمل هذه الحافلات منذ ساعات الفجر وحتى منتصف الليل، ويمتد هذا الطريق من مدينة زغرب إلى بلوتشي، ثم إلى مدينة دوبروفنيك.
معالم سياحية
وتضم مدينة دوبروفنيك الكرواتية العديد من المعالم السياحية، التي ينصح بزيارتها منها على سبيل المثال:
1. ميناء دوبروفنيك القديم
يقع ميناء دوبروفنيك القديم في القسم الشرقي، وهو محميّ من قبل اثنين من حواجز الأمواج، وقد بني في عام 1873 ويتميز هذا الميناء بالمناظر الخلابة.
2. شاطئ بانجي
وهو أقرب شاطئ إلى المدينة القديمة، ما يجعل منه مكاناً جذاباً وملائماً لمختلف النشاطات التي تستهوي السياح. هناك جزء من هذا الشاطئ مرصوف بالحصى، ولكن هناك أيضاً جزء عام مليء بالحيوية.
3. نافورة أونوفريو
وهي ينبوع تاريخي لا يزال يوفر الماء البارد للزوار يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر عندما أخذت دبروفنيك خطوات لضمان إمدادات المياه العذبة في المدينة.
4. حصن لوفرجيناك
ويقع هذا الحصن على صخرة شاهقة تطل على البحر الأدرياتيكي، شيد حصن لوفرجيناك كونه حصناً فاصلاً لصد المهاجمين من البر والبحر. يعود بناء الهيكل الأصلي إلى عام 1301
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر