سنغافورة ـ عادل سلامة
كنت قد سافرت من قبل إلى جزر المالديف، ولم أتوقع أن يبهر أحد شيء آخر فيما يخص الحياة البحرية، لذا فنعود مرة أخرى إلى ذلك اللقاء السريالي في جزيرة دالو النائية، فقد نستطيع أن ننقل عالم جديد عجيب لنضيفه على تلك الأماكن المبهرة.
فعندما وصلنا إلى منتجع سانت ريجيس المالديف فومولي، وهي جزيرة خاصة فاخرة والتي تم صنع موجات بها لتكون جزءً من الخيال، منذ افتتاحه في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2016، حيث أبدع المعماريين، في اختيار مقرها الحالي في سنغافورة، ليستطيع زوارها الاستمتاع بمخلوقات خيالية سخرت لهم للاستمتاع بها.
"لقد قمنا بعمق الجمال الطبيعي للجزيرة، ونود أن نشارك ونخلق الوعي بالبيئة التي تجعل من جزر المالديف جزيرة مرجانية، وكأنك تخوض تجربة في الجنة"، فبالإضافة إلى جراد البحر والحيتان، هناك أيضًا مجموعة من "أشعة مانتا" التي تنعكس على 44 فيلا خشبية فوق الماء، ومكتبة على شكل محارة عملاقة.
وكان شهد العقد الماضي إقامة مجموعات من الفنادق الفاخرة مثل سانت ريجيس وفور سيزونز، حيث تمر الجزيرة بثورة هادئة في محاولة ناجحة إلى حد كبير لجذب الشباب الأصغر سنًا على نحو متزايد، فمن خلال سانت ريجيس المالديف تواصل فومولي ذلك الاتجاه، ولكن تلك المرة في إعادة تصور الجزيرة الأنيقة بتصميم واعي يعيش في وجدان المسافرين في عصر "إنستغرام"، فيعتبر واحدًا من الفنادق الأكثر تميزًا من الناحية المعمارية في العالم.
ويبدأ التدليل والاستمتاع بمجرد أن ينطلق الضيوف من الطائرة المائية، إلى العربات التي تجرها الدواب والعربات الكهربائية لتسهيل الرحلة القصيرة التي يخوضها الضيوف من أجل اختيار الفيلات المعروضة، حتى الآن، لذلك الفاخرة جزر المالديف.
فباستثناء بعض الملاذات، يوجد مجموعة من المراسي لفيلات ذات حديقة رومانسية قامت بتصميمها شركة "جون جاكوب أستور" العقارية، وهي واحدة من أكبر فيلات فوق الماء، حيث تحتوي على أسرة بأربعة أعمدة، وثلاثة حمامات سباحة خاصة وعربات الكهربائية ذات العلامات التجارية "بنتلي"، وتتميز الـ 43 فيلا المجاورة فوق المياه باتساعها في حد ذاتها، ولكل منها منظر بانورامي للمحيط الهندي، ويمكنك الاستمتاع بالغطس الرائع مباشرة من الشرفة الخاصة بك، في حين أن بركة الغطس المصاحبة والأراجيح توفر بقعة لا تقبل المنافسة للتأمل.
وفي الداخل، توجد اللوحات والمفروشات الأنيقة ونوافذ تمتد من الأرض إلى السقف، والعالم الطبيعي يؤثر أيضًا على تفاصيل التصميم الداخلي، من السجاد الذي يصور المياه إلى الإضاءة التي تذكرنا بالشعب المرجانية، وأفضل من ذلك كله تلك الـ 14 فيلا الموجودين على الشاطئ، والمستوحي تصميمهم من أكواخ الصيادين، على الرغم من أنهم يعتبروا شيئًا متواضعًا على غرار الكاتدرائية، إلا أن التصميم المتطور والمغطس المخبأ وراء أوراق الشجر الخصبة، والتي تبتعد مجرد خطوات من المحيط، يجعلها مكانًا متميزًا يوصى به للعائلات.
وبمجرد وصول الضيوف واستمتاعهم ببعض الراحة، سيستسلموا لإيقاع الجزيرة المتميز: كتناول الطعام، والنوم، ورؤية المياه غير المستكشفة إلى حد كبير في جميع أنحاء الجزيرة – تبعد 45 دقيقة بالطائرة المائية من العاصمة مالية -، ومعبأة مع الحياة البحرية، بما في ذلك أسماك القرش، الشعاب المرجانية، والسلاحف الصقر، الراي اللساع.
وهناك جرف دراماتيكي تحت الماء يساعد الغواصين الزوار في الوصول إليه، والاستمتاع بالكهوف الموجودة وتجاور المنطقة، ويضم الفندق أيضًا مجموعة من الرياضات المائية، بدءً من الطيران الشراعي إلى الزوارق الزجاجية، وبالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن التدليل فهناك "سبا إريديوم"، وهو موطن لأحد أكبر حمامات المعالجة المائية في الهواء الطلق في جزر المالديف، من الطراز العالمي ويستحق الفوز بجوائز، ليس فقط لتصميمه الفريد الذي جاء على شكل جراد البحر، ولكن لمجموعته من العلاجات التي يقدمها.
وسيستمتع الزائرين بتدليك كامل للجسم وهم متمددين ومواجهين للبحر، وبالطبع لهؤلاء المهتمين باليوغا هناك أوقات شروق الشمس والغروب للتأمل، كما يقدم المنتجع مجموعة مختارة من خمسة مطاعم، وأفضلها لتقديم الأطباق الشرق أوسطية في الغابة وفي الغلاف الجوي؛ من خلال بوفيه إفطار هائل وطعام إيطالي كامل طوال اليوم.
ويوجد البيتزا المميزة ومجموعة مذهلة من الأطباق الآسيوية الموجودة على قائمة الأطباق الشرقية، ولا ينبغي تفويت النبيذ المخزن والمعتق في قبو النبيذ تحت أرض المنتجع، فالآلاف من الزجاجات موجودة على الجدران، بما في ذلك خمر يعود تاريخها إلى عام 1755 إلا أن ثمنها يصل إلى 33333 دولار.
وأهم ما يميز الفندق، هم الموظفين الذين يتمتعون بنسب شهيرة في المواقع المالديفية في فورسيزونز وشانجريلا، وبعد ستة أشهر تقريبًا من الافتتاح، تظهر الخدمة التي تتداولها مجموعة سانت ريجيس، حيث حدثت بضع الزلات خلال إقامتي حيث كان في اليوم الأخير العديد من المشاكل البسيطة خلال مغادرة بعض الزائرين، وهو الأمر الذي يجب أن يسعى المدير العام لمعالجتها كي يتحرك الفندق بحزم للخروج من مرحلة افتتاحه، ويصل إلى مرحلة الاستقرار في تقديم الخدمة والرسوخ في عالم الفنادق المميزة.
لذلك هي الجنة البيئية التي تبدو حقيقية، فبالنسبة لجزيرة معرضة للتهديد بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر يمكن أن ترى أنها غارقة تمامًا بحلول نهاية هذا القرن، ويجب أن تكون هناك رسالة أكثر قوة فيما يتعلق بالاستدامة والسياحة المسؤولة.
وينبغي إدخال مبادرات مثل زجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام بدلًا من البلاستيك، وإرشادات أكثر وضوحًا بشأن كيفية تعطيل التغييرات اليومية كحد أدنى، ولكن يبدو أن هذا النقص في التركيز يتعارض مع روح التصميم الأصلية.
وعلى الرغم من تلك القضايا، فإن فومولي يستقطب بالفعل أغنى الضيوف في العالم، بما في ذلك الملوك في الشرق الأوسط وابن الملياردير الصيني الذي استأجر الفندق مؤخرًا للاستخدام الحصري للاحتفال بعيد ميلاده الثامن والعشرين، وقد توجت تلك الاحتفالات بطفل عيد الميلاد، وهو يطلب 200 زجاجة من أرماند دي بريغناك الشمبانيا، التي يبلغ سعر كل واحدة منهم 1000 دولار أميركي "800 جنيه إسترليني"، لغرض وحيد هو الرش على رواد الحفلة.
ودفعني افتتاح "سانت ريجيس"، بأشكاله المعمارية الرائعة، إلى تلك الرحلة بعد أن غادرت المالديف في مناسبات سابقة لصالح وجهات أكثر مغامرة، وأدى ضوء فومولي المبهر والشواطئ الرملية البيضاء والمياه المرجانية النابضة بالحياة، إلى جذبي لقضاء العطلة، وقضاء أيام في استكشاف المياه البلورية بحثًا عن الحياة البحرية التي ألهمت بنية المنتجع.
وقد ثبت أن أسماك القرش الحوت وأشعة مانتا كانت بعيدة المنال، ولكنك لا تزال تشعر بالامتياز للسباحة إلى جانب أسماك الفراشة والتونة وأسماك الببغاء، وتكلفة الإقامة في منتجع سانت ريجيس المالديف فومولي في فيلا الشاطئ مع تكاليف بركة سباحة خاصة يبلغ 2082 دولار في الليلة الواحدة، على أساس تقاسم اثنين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر