القاهرة-اليمن اليوم
مع بداية الموسم السياحي الجديد وفي إطار خطة وزارة السياحة والآثار المصرية لتطوير المناطق الأثرية ورفع كفاءة الخدمات السياحية بها، نفذت الوزارة مشروعاً متكاملاً لتطوير معبد كوم أمبو الأثري بأسوان (جنوب مصر)، عبر تطوير نظم الإضاءة، وتخفيض منسوب المياه الجوفية، وتحسين الخدمات السياحية، وتصميم مجموعة من اللوحات الإرشادية التي تستنسخ أهم نقوش المعبد، كان آخرها لوحات مصورة للمناظر الأصلية الخاصة بنقش «أدوات الجراحة» الشهير في المعبد.
الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قال، في بيان صحافي أمس، إنّ «اللوحة الخاصة بنقش أدوات الجراحة صممت وفقاً لأحدث الطرق العلمية المتبعة في هذا المجال، ووضعت في الساحة الخارجية للمعبد بالقرب من الممر الضيق الذي يوجد به النقش الأصلي، بهدف تخفيف تكدس وزحام الزائرين الذين يقفون بالساعات أمامها لمشاهدة دقة الأدوات الطبية والجراحية التي استخدمها المصري القديم، والتي تعكس مدى التقدم العلمي والإعجاز الطبي خلال تلك الفترة الزمنية».
وتتضمن اللوحة صوراً لأدوات الجراحة الطبية الموجودة بالنقش الأصلي وشرح مختصر لها، وتهدف وزارة السياحة والآثار من خلالها إلى تخفيف تكدس السائحين أمام اللوحة، عبر توفير هذه اللوحات التي تتيح للمرشدين السياحيين الوقوف أمامها فترة أطول، وشرح تفاصيلها، في مكان واسع بدلاً من الممر الضيق الذي توجد به اللوحة، ثم يتوجه السائح لزيارتها والتقاط صور لها.
وتعد لوحة أدوات الجراحة، أو «لوحة الطب»، أحد أهم نقوش المعبد، التي يحرص السياح على زيارتها، وتأملها، مما يتسبب في تكدس السياح أمامها، حسب تصريحات عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان، لـ«الشرق الأوسط»، موضحاً أن «85 في المائة من زوار المعبد يصلون إليه عبر المراكب السياحية في الفترة من الرابعة وحتى السابعة مساء، ويستمر المعبد في استقبال الزوار في الفترة المسائية حتى التاسعة مساء، ويتسبب ذلك في تكدس نحو ألفي سائح أمام النقوش المهمة بالمعبد وعلى رأسها لوحة أدوات الجراحة، حيث يضطر السائح للانتظار نحو الساعة ليأتي دوره في مشاهدة اللوحة».
وقال سعيد إنه «رغبة في حل هذه المشكلة نفذت الوزارة مجموعة من اللوحات الإرشادية التي تضم أهم نقوش المعبد، وهي لوحة الطب، وقائمة القرابين المعروفة باسم التقويم»، مشيراً إلى أن «معبد كوم أمبو يتميز بنقوشه الفريدة التي لا توجد في أي معبد آخر، وأهمها بالطبع لوحة أدوات الجراحة».
ويوجد معبد كوم أمبو على الضفة الشرقية لنهر النيل بأسوان في مدينة كوم أمبو التي تبعد نحو 40 كم عن مدينة أسوان، وهو واحد من المعابد الأثرية البطلمية، وكان مخصصاً لعبادة الآلهة سوبك وحورس، ويتميز بنقوشه الفريدة والجميلة.
ولا يقتصر مشروع التطوير على تصميم لوحات إرشادية، بل يشمل أيضاً تطوير نظام الإضاءة، والمرسى السياحي، وتحسين الخدمات وعلى رأسها دورات المياه، إضافة إلى أعمال الترميم الدقيق لنقوش المعبد التي أعلنت وزارة السياحة والآثار الانتهاء منها.
وقال سعيد إن «الوزارة انتهت من تطوير منظومة الإضاءة بشكل كامل مع بدء الموسم السياحي لتناسب مع مواعيد الزيارة المسائية للمعبد، كما تم وضع بعض الكتل الأثرية المتناثرة في المعبد على مصاطب في المنطقة المفتوحة بالمعبد، وربط دورات المياه بشبكة الصرف الصحي بدلاً من نظام البيارات القديمة، ويجري العمل حالياً مع الوحدة المحلية في كوم أمبو لتطوير الكورنيش والمرسى السياحي للمعبد». وكانت وزارة الآثار قد أعلنت الوزارة في مارس (آذار) الماضي، عن انتهاء تنفيذ مشروع خفض منسوب المياه الجوفية في المعبد بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، والهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي.
قد يهمك أيضًا:
الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار يعلن عن كشف جديد السبت
الثقافة" تنظم الملتقى الثاني لشباب الحدود بأسوان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر