"صحيح ان العام 2018 أقفل سياحياً على عدد تقريبي هو مليونين الى لبنان وفق تقديرات وزير السياحة اواديس كيدانيان، الا ان هذا التحسن مرتبط بمدى قدرة هذا القطاع على المساهمة في الناتج المحلي وفي زيادة الايرادات" هذا ما بدأ به ربيع ياسين مقاله في صحيفة “المستقبل”:
أقرأ أيضًأ :أجمل المناطق السياحية والترفيهية الموجودة في لبنان
واستكمل مقاله: وهذا بدوره مرتبط بحجم الانفاق السياحي من جهة، وبنوعية السياح من جهة اخرى وخصوصا من دول الخليج الذين كان يتوقع ان يزخموا زيارتهم الى لبنان مع نهاية العام بعد ارتفاع منسوب التفاؤل بتشكيل الحكومة.
فالسياحة هي إحدى أهم مصادر الدخل لخزينة الدولة، حيث كانت ولا تزال تُشكل دعامة اساسية للاقتصاد، وقاعدة واسعة لتوفير المئات من فرص العمل.
العام 2010 كان عاما سياحيا استثنائيا، اذ وصل عدد السياح الى نحو مليونين و168 الف زائر، وبلغت مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلّي الإجمالي انذاك نحو 29 في المئة. هذا العدد كان مرجحاً للارتفاع في الـ2011 لولا التجاذبات السياسية الداخلية والتوترات الأمنية، فضلاً عن تداعيات الأزمة السورية. كل ذلك ساهم في تراجع القطاع السياحي رغم المحاولات المستمرة لانقاذه. وبذلك، خسر الاقتصاد أهم مورد مالي مع خسارة السوق السياحية الخليجية بعد الحظر الذي فرضته دول الخليج.
رياح الاستقرار السياسي عام 2017 لم تأت بما تشتهيه سفن قطاع السياحة التي، ورغم ارتفاع عدد السياح بشكل ملحوظ عن السنوات الماضية، الا ان الانفاق السياحي ظلّ خجولاً مقارنة بالعام 2010 بسبب غياب العمود الفقري للقطاع المتمثل بالعنصر الخليجي.
اليوم، وبحسب كيدانيان، «وصل عدد السياح حتى نهاية شهر تشرين الثاني 2018 الى نحو مليون و800 ألف سائح»، متوقعاً في حديثه لـ«المستقبل» «ارتفاع هذا العدد بين 10 و 12 في المئة، بحسب حجوزات الفنادق التي تجاوزت الـ 90 في المئة في بيروت في الأسبوع الأخير من الـ 2018 وفي ليلة رأس السنة، لنصل الى ما يقارب المليوني سائح».
ويشرح «ان الحظر الذي فرضته دول الخليج شكلّ عائقاً أساسياً منع لبنان من تكرار سيناريو الـ2010. اذ انخفضت نسبة السياح الخليجيين الى أكثر من 40 في المئة هذا العام. كذلك الأمر بالنسبة الى الأردنيين الذين كانوا يقصدون لبنان عن طريق البرّ حيث وصل عددهم اليوم الى ما يقارب الـ 80 الف سائح مقارنة بـ280 الفا عام 2010، وذلك بسبب الأزمة السورية واغلاق المعابر مع لبنان».
كما يوضح «ان الخطة التي وضعتها وزارة السياحة والتي تعتمد على تعزيز وجهة لبنان وتسويقه لدى منظمي الرحلات السياحية الأجنبية بدأت تُعطي نتائجها اليوم». يضيف «لقد تم انشاء مكتب في باريس بالتعاون مع شركة Visit Lebanon للترويج السياحي. واستضفنا مؤخراً اكثر من 300 شركة عالمية في لبنان، وجرت اجتماعات عديدة مع القطاع الخاص اللبناني. هذه الشركات تفاعلت معنا بشكل كبير وبدأوا بالترويج للبنان عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ونتيجة هذه الحملة، ازدادت نسبة السياح الاوروبيين هذا العام أكثر من 30 في المئة عن عام 2010. اما بقية الجنسيات (الاميركية، الكندية، البرازيلية وغيرها) فازدادت بنسبة 44 في المئة. وكنا قد وضعنا خطة جديدة من أجل الترويج للبنان أيضاً في روسيا والصين لاستقطابهما بهدف تغطية العجز الخليجي».
على الرغم من جهود وزارة السياحة في تسويق لبنان في الدول الأوروبية وعلى الرغم ارتفاع اعداد السياح، الا ان المدخول المباشر وغير المباشر لهذا القطاع ظلّ خجولاً هذا العام ايضاً. مرد ذلك، بحسب كيدانيان «الى اختلاف نوعية السياح وقدرتهم الشرائية. فمدة اقامة السائح الأجنبي لا تتجاوز الـ 7 ايام على عكس السائح الخليجي الذي تكون مدة اقامته في لبنان أطول. كذلك الأمر بالنسبة لاختلاف القدرة الشرائية. فقد بلغ المدخول المباشر وغير المباشر من السياحة عام 2010 نحو 8 مليارات دولار مقارنة بنحو 5 مليارات دولار العام 2018، وهذا بطبيعة الحال ينعكس سلباً على الاقتصاد. لذلك على الجميع تدارك هذا الأمر والعمل جدياً من أجل تشكيل حكومة بأسرع وقت وتعزيز العلاقات اللبنانية – الخليجية لرفع الحظر عن السياح العرب وعلى رأسهم السعوديين كما وعد السفير السعودي وليد البخاري مؤخراً، واستكمال الخطة التي وضعتها وزارة السياحة بالعمل على استقطاب السياح الأجانب ايضاً. وبهذه الطريقة نصل الى نحو 3 ملايين سائح في السنة. هذا العمل يحتاج الى استراتيجية كنا قد اتفقنا عليها مع الرئيس المكلف سعد الحريري ولكن التنفيذ يحتاج الى حكومة».
لا يزال السائح السعودي في المرتبة الاولى من حيث الانفاق السياحي وهو بلغ 12 في المئة من اجمالي الانفاق حتى شهر ايلول 2018 وفق الارقام الصادرة عن شركة «غلوبال بلو» المتخصصة في استداد الضريبة على القيمة المضافة، الا ان هذه النسبة هي أقل بـ17.68 في المئة عما كانت عليه في الفترة نفسها العام 2017. يليهم الاماراتيون والسوريون (10 في المئة رغم ان انفاق الاماراتيين تراجع بالمقارنة مع الفترة نفسها في العام 2017 بواقع 3.9 في المئة)، فالمصريون (8 في المئة).
ولكن كيف تُرجم ارتفاع أعداد السياح في قطاع الفنادق؟
لا ينفي رئيس نقابة اصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر في حديثه لـ«المستقبل» «التحسن الملحوظ في قطاع السياحة هذا العام مقارنة بعام 2017 خصوصاً لناحية السائح الغربي رغم كل العوامل السلبية المحيطة بنا بدءاً من التهديدات الاسرائلية الأخيرة للبنان وصولاً الى الخلافات الداخية التي تعيق تشكيل الحكومة. الا انه يؤكد على أهمية السائح الخليجي الذي يُعد العمود الفقري الأساسي بالنسبة للسياحة في لبنان. وطالما الحظر الخليجي لم يُرفع بعد لن نستطيع التعويل على أي موسم سياحي».
واذ يشير الى حجم الخسائر المتراكمة منذ العام 2011 على هذا القطاع، يصف حركة الفنادق بانها لا تزال خجولة باستثناء الايام الثلاثة الاخيرة في السنة حيث نشطت قليلاً على عكس المطاعم والمقاهي والملاهي التي نشطت الحركة فيها خلال الايام الـ15 الاخيرة من السنة، وذلك بفعل قدوم اللبنانيين المغتربين خصوصاً من الخليج، اضافةً الى وجود بعض السياح من جنسيات عراقية، أردنية، مصرية وسورية فضلاً عن السائح الغربي. أما السائح الخليجي فلا يزال عدده خجولاً مقارنة بالأعداد السابقة«.
يؤكد الأشقر»انه ورغم كل المحاولات للنهوض بهذا القطاع الا ان المداخيل لا تزال أقل بـ 35 في المئة مما كانت عليه في 2009 و الـ2010، وهذا الأمر يتطلب من المعنيين في الدولة العمل على تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن والعمل على تعزيز العلاقة مع الخليج العربي خصوصاً بعد الوعد السعودي برفع الحظر فور تشكيل الحكومة، وبذلك يعود السائح الخليجي الى لبنان، طبعاً هذا لا يعني اننا لا نريد السائح الأوروبي، ولكن القدرة الشرائية تختلف وهذا ما أكدته الأرقام طيلة السنوات الماضية«.
يختم الأشقر حديثه بالقول:»استغرب من بعض اللبنانيين كيف وفي وقت تعمل الدول الأوروبية على استقطاب السائح الخليجي وتقديم افضل الخدمات له، نعمل نحن على ابعاده، متناسين ان الخليجيين لم يأتوا الى لبنان للسياحة فقط انما للاستثمار والوقوف الى جانبنا في أحلك الظروف، فضلاً عن اللبنانيين المنتشرين في الخليج العربي«.
وكان عدد الخليجيين القادمين إلى لبنان تراجع بنسبة 40.2 في المئة عام 2011 مقارنة بالعام 2010. وفي عام 2012، هبط عددهم بنسبة 57.8 في المئة في حين سجل تراجعاً بنسبة 40.6 في المئة عام 2013. ثم عادت هذه الحركة وتحسنت خلال العامين 2014 و2015، لتسجل نمواً بنسبة 12.8 في المئة و6.8 في المئة على التوالي. الا ان هذه الحركة عاودت تراجعها خلال العامين 2016 و2017.
وفي السياق نفسه، اعلن الامين العام لنقابة اصحاب الفنادق في لبنان رئيس لجنة السياحة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي وديع كنعان في تصريح امس، ان الاشغال الفندقي في فترة الأعياد كان مشابهاً للفترة نفسها من العام الماضي، لافتاً الى ان نسبة اشغال الفنادق القريبة من مراكز التزلّج وصلت الى 100 في المئة. وقال»إن فنادق بيروت عملت بنسبة اشغال وصلت الى 80 في المئة، اما النسبة في فنادق جونية وجبيل والمدن السياحية فوصلت الى ٧٠ في المئة.. وننتظر الحكومة الجديدة ونحضّر لأعمال كثيرة بالتعاون والشراكة مع القطاع العام، واعتقد ان العام 2019 سيحمل معه تحقيقاً لأمور هامة على الصعيد السياحي، وحتى ولو كان المسار طويلاً، الاّ اننا سنحقق الهدف، وهو السياسة السياحية”.
مع الاشارة الى ان لجنة السياحة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي انجزت خطة سياحية سترفعها الى مجلس الوزراء فور تشكيل الحكومة.
وقد يهمك أيضًأ :تعرف على أهم مراكز التزلج في لبنان
"منتجع الزعرور"مقصد التزلج الأول في لبنان
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر