حينما تصف سويسرا بأنها لوحة رسمها فنان عبقري الوجدان ومتّقد النظر، فأنت لم تبالغ، لأنها، وبشهادة كل من زارها، واحدة من أجمل بلاد العالم، وبشهادة خبراء السياحة الأوروبية وجهة لا يمكن تفويتها، لأنها، حسب التسمية التي أطلقوها عليها، “حديقة العالم”، لما تتوفر عليه من مناطق خضراء وهواء عليل.
تقع سويسرا في قلب القارة الأوروبية... تحدها ألمانيا شمالًا، وإيطاليا جنوبًا، والنمسا وإمارة ليختنشتاين شرقًا، وفرنسا غربًا. ويكفي أنها تحتضن سلسلة جبال الألب السويسرية، التي تغطي نحو ثلثي مساحة البلاد، وتُعد من أكثر أماكن السياحة جذبًا للسياح فيها إلى جنب مدنها الكبيرة مثل جنيف وزيوريخ... وغيرهما، وقرى وجبال لا يمكن تفويتها.
- جنيف... عاصمة السلام
هي مقر لكثير من الهيئات والمنظمات العالمية، من دون أن ننسى أنها أيضًا مركز الأناقة السويسرية، لما تشتهر به من ساعات فاخرة وجواهر ثمينة. تقع عند نهاية بحيرة جنيف من ناحية الغرب، حيث يوجد منبع نهر الرون. ويبلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة. نافورة “جي دو” التي تم تصميمها عام 1886 وتضخ الماء لمسافة 140 مترًا تزيد من جاذبيتها السياحية، إضافة إلى جامعة جنيف العريقة التي أسسها جون كالفن عام 1559.
وبفضل الأجواء التي توفرها جنيف للجميع، بفضل موقعها في منتصف أوروبا وثرائها الطبيعي، تتيح للزائر القيام بعدد من التجارب المتنوعة في بيئة طبيعية وفريدة. فعلى بُعد ساعة فقط من كبرى البحيرات في غرب أوروبا، يجد الزائر نفسه قبالة سفح جبل الـ”مون بلان”، ومنها يمكن أن يقوم برحلات إلى الريف والقرى المجاورة.
- زيوريخ... عاصمة المال والمتاحف
زيوريخ تحتضن هي الأخرى جانبًا من جبال الألب، إلى جانب أكثر من 50 متحفًا ومعرضًا فنيًا، كما يوجد بها كثير من ماركات الموضة العالمية. وتعد زيوريخ من الأماكن السياحية المهمة في سويسرا، ليس لطبيعتها وحدها؛ بل أيضًا لحياتها الليلية الصاخبة مقارنة بجنيف. وتتنوع الأنشطة الترفيهية بها؛ بين زيارة مناطق الاستجمام والمنتجعات الصحية، والبحيرات الواقعة في قلب المدينة، أو المرتفعات والجبال في منطقة “Uetliberg”.
ولا يمكن الحديث عن متاحفها من دون ذكر متحف الـ”فيفا” العالمي؛ متحف كرة القدم في زيوريخ (FIFA World Football Museum)، الذي يعدّ من بين أكثر المتاحف استقطابًا للسياح في العالم. فهو الوحيد من نوعه من ناحية أنه يُسجل كثيرًا من المشاعر والإنجازات عبر تاريخ كرة القدم منذ بدايتها.
يتكون من مبنى يضم طوابق عدة، وكل طابق يحمل في زواياه عددًا ضخمًا من المقتنيات، وشاشات عرض يصل عددها إلى أكثر من ألف.
ولعل ما يجعل متحف الـ”فيفا” العالمي لكرة القدم قبلة مثيرة ومركزًا تفاعليًا ما يضمه من أنشطة، مثل مركز ألعاب المحاكاة لكل الأعمار، أي بإمكانك تجربة كثير من الألعاب أنت وأطفالك وأصدقائك. كما يمكنك التعرف على مختلف الكرات المستخدمة عبر تاريخ كرة القدم، ومشاهدة قمصان وجوائز اللاعبين، سواءً السابقون أو الحاليون، إضافة إلى العروض التي نالت شهرة عالمية من خلال شاشات العرض المختلفة، فضلًا عن التعرف على أشهر الأندية في العالم، وما نالته وحازته من جوائز وألقاب مختلفة، ورؤية أشهر الحكام والمدربين من النساء والرجال. ولكن أكثر ما يستقطب السياح والزوار هو كأس العالم نفسها؛ إذ يمكن مشاهدتها عن قرب ولمسها؛ بل والتقاط صور بجانبها. المثير فيه تطور شكله منذ بداية البطولة العالمية حتى كأس البرازيل 2014.
- جبال يونغفراو
تعدّ أحد مواقع “التراث العالمي لليونيسكو”، لا سيما أن الثلوج تغطيها بلا انقطاع طوال العام. كما أن المباني هرمية الشكل أكثر ما تتميز به، لأنها ضرورة هندسية نظرًا لبرودة وسقوط الثلوج طوال أيام العام. ويوجد في قمة الجبل “قصر الثلج” والمنحوتات الثلجية التي يمكن أن تطالعها عن قُرب من خلال ممشى وطريق خاصة، وهو ما جعلها مقصدًا لا تكتمل الزيارة بالنسبة للبعض من دونه، لا سيما زيارة متحف أو “قصر الثلج” في قمة الجبل، والتقاط صور بجانب العلم السويسري. وهناك فرصة رائعة هذا العام للمشاركة في الاحتفال بمرور 100 عام على إنشاء خط السكة الحديد في منطقة جبال يونغفراو الذي يمتد لمسافة 250 مترًا داخل الجبال، ويجوب بك أنحاء الجبل في رحلة يطلق عليها “Alpine sensation”. وتتاح لك في هذه الرحلة زيارة معرض الشوكولاته السويسرية “Lindit” ومشاهدة أشكال مختلفة مصنوعة من الشوكولاته. كل هذا على ارتفاع 3454 مترًا فوق سطح الأرض في معرض خاص افتتحه لاعب التنس الشهير روجر فيدرر في 16 يوليو (تموز) من عام 2014. وجود مطاعم عدة على القمة يساعد أيضًا على جعلها مقصدًا سياحيًا ممتعًا.
وأنت هنا؛ لا بد من زيارة منطقه “فيرست (First)” التي يمكن الوصول عليها بواسطة التلفريك في رحلة تستغرق 25 دقيقة. وتعدّ هذه المنطقة نقطة البداية للتجول وزيارة بحيرة “بيتشلب” والصعود إلى “فيلهورن” لممارسة رياضه التزلج. لكن بالنسبة لمن لا يستطيعون التزلج، فهناك فرصة لا تقل متعة تتيح لهم التجول في المنطقة والاستمتاع بالحياة الجبلية من خلال ممشى “Cliff walk” الذي يأخذهم إلى مشاهد جبلية فريدة من نوعها، وكذلك بفضل الكوبري المعلق الذي تم بناؤه بعناية شديدة لضمان السلامة والأمان. للمغامرين هناك فرصة ركوب 4 أشخاص الطائرات الشراعية والطيران عبر حبل من الحديد الصلب لمسافه 800 متر بسرعه تصل إلى 48 كيلومترًا في الساعة فوق مراعي الألب الغنية.
- حياة برية غنية
تتميز جبال الألب أيضًا بأعداد كبيرة من أسراب طيور جبال الألب التي تسمى “مونيا”، وهي نوع ينتمي إلى فصيلة شمعية المنقار، تشبه الغربان إلى حد كبير، لكنها أليفة ونادرة ولا تتوقف عن الطيران، حيث لا تجدها إلا على ارتفاع 1200 متر؛ فهي تحلق 200 يوم بلا توقف، وتنام وهي طائرة، وتتغذى تلك الطيور على “عوالق جوية” وحشرات طائرة، وبعض الخبز التي يقدمه زوار المنطقة في مشاهد نادرة يعشقها الكبار قبل الصغار.
كما يمكنك أن تشاهد من ممشى الهضبة الشهير بعض أنواع الغزلان وهي تتجول بحرية بين الأشجار والمروج، أو “ماعز الألب”، وهي سلالة محلية تُعرف أيضًا باسم “الماعز الألبي”، معروفة بقدرتها على إنتاج الحليب بغزارة.
- تيتشينو... حيث تمتزج الجودة السويسرية بنمط الحياة الإيطالية
تقع تيتشينو في أقصى جنوب سويسرا، وهي المقاطعة الوحيدة التي تتربّع بأكملها على جبال الألب الجنوبية بينما يتحدّث سكّانها اللغة الإيطالية بشكلٍ رئيسي، إضافة للغة الإنجليزية. تتمتّع المنطقة بتناقضاتٍ طبيعيّة تجمع بين كثير من المشاهد الأوروبية: الأنهار الجليدية والوديان الألبية والهضاب الخضراء التي تنمو فيها أشجار الزيتون والعنب، إضافة إلى النباتات شبه الاستوائية. كما يُضفي عليها طابعها الذي يمتزج فيه كل من التاريخ والثقافة وفنون الطهي مع الطابع الإيطالي جوًّا مختلفا يطبعه نمط العيش والعمارة المستوحاة من البحر المتوسط.
الوقت الأمثل لزيارة المنطقة بين أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول)، حيث يكون المناخ معتدلًا. مدينة لوغانو، أكبر مدينة في منطقة تيتشينو، لها شعبية كبيرة نظرا لجمال بحيرتها وضفافها. كما يوجد على بُعد نصف ساعة فقط ثلاث قلاع من العصور الوسطى يمكن زيارتها في بيلينزونا كما يمكن الوصول إلى بلدة أسكونا الفاخرة بالقرب من بحيرة ماجيوري.
- إنترلاكن... التجسيد الحقيقي لسويسرا
تقع إنترلاكن في منطقة بيرنيز أوبيرلاند وتتميز بطابعها الثقافي الخاص إضافة إلى الطبيعة الخلابة، ما يجعلها مركزًا سياحيًا مهمًا. أكبر قرية فيها هي ثون، حيث توجد “قلعة ثون” التي تعود للعصور الوسطى. كما يحيط بها قرى أخرى وبلدات لم تبخل عليها الطبيعة بشيء. فهي محاطة بثلاثة جبال هي أيجر ومونش ويونغفراو، فضلا عن بحيرتي ثون وبرينز. تؤمن السكك الحديدية ووسائل النقل في الجبل الوصول لنقاط الجذب فيها بسهولة لتوفر للسائح تجارب رائعة في الهواء الطلق.
- فنادق ومطاعم من خمس نجوم
فندق أتلانتيس في زيوريخ
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
سويسرا تبدأ تجهيز جناحها الخاص في معرض إكسبو دبي 2020
سامي المنصور يوضح تراجع السياحة الأوروبية وزيادة العربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر