بعد اكتساح الجيش السوري لأدواته المتطرفة شمال البلاد استجدى النظام التركي هدنة 72 ساعة، حصل عليها، وبدأت منتصف ليلة الجمعة – السبت، والتزم بها الجيش على حين رفضتها التنظيمات المتطرفة والميليشيات المسلحة وقامت بخرقها، حيث وكشف مصدر ميداني، أن الهدنة تسمح بإعادة تموضع نقاط المراقبة التركية الروسية وانسحاب المجموعات المتطرفة إلى عمق وشمال محافظة إدلب، وقد التزمت بها الوحدات العسكرية العاملة بريفي حماة وإدلب، فيما رفضتها التنظيمات المتطرفة، واشترطت ما يسمى «أحرار الشام والجبهة الوطنية للتحرير» لقبول الهدنة ووقف إطلاق النار انسحاب الجيش السوري من المواقع التي حررها مؤخرًا في ريف حماة الشمالي الغربي، بحسب بيان لها على مواقعها الإلكترونية.
وأكد المصدر الميداني ذاته، أن الوحدات العسكرية العاملة في ريفي حماة وإدلب ملتزمة بأوامر قيادتها ووقف العمليات العسكرية طيلة مدة الهدنة التي تراقبها بدقة وهي على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي خرق محتمل.
وبيَّنَ المصدر، أن تلك الوحدات سيطرت خلال الأيام الماضية على 19 قرية ومزرعة وموقع إستراتيجي، وتوغلت بعمق 20 كم في ريف حماة الشمالي وسهل الغاب.
وعلمت «الوطن» من مصادر خاصة، أن الهدنة طلبها النظام التركي كي يقوم بسحب نقاط المراقبة الخاصة به لتتناسب مع خريطة السيطرة الحالية ومع التحولات التي ستطرأ على تلك الخريطة، بعد انتهاء الهدنة.
وأوضح المصدر أن سبب رفض التنظيمات الإرهابية والميليشيات التابعة لها، للهدنة يعود إلى إدراكها أن الجانب التركي سيسحب نقاط المراقبة خاصته من طريق الجيش الذي سيكمل عمليته العسكرية شمالاً، خصوصاً أن تلك التنظيمات والميليشيات أدركت أن داعمها التركي لم يعد قادراً على حمياتها.
وبسبب خرق الإرهابيين للهدنة، استشهد مدني وأصيب آخرون بجروح نتيجة اعتداء المجموعات الإرهابية في إدلب بالصواريخ على قريتي الشراشير والحويز بريف اللاذقية، وفق وكالة «سانا» للأنباء، التي أشارت، إلى أن الجيش رد على مصدر الاعتداء.
بموازاة ذلك، تصدت الدفاعات الجوية في قاعدة «حميميم» الروسية لمجموعة من الطائرات المسيرة والقذائف الصاروخية، وفق ما ذكرت وكالة «سبوتنيك».
على صعيد متصل، جرت اشتباكات على محور كبانة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بين الجيش، والتنظيمات الإرهابية، وسط استمرار غياب الطائرات المروحية والحربية عن أجواء المنطقة، بحسب مصادر إعلامية معارضة.
في غضون ذلك، تضاربت الأنباء حول نتائج الاجتماع الأول لـ«مجموعة العمل المشتركة» الروسية التركية.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة مقربة من «حركة أحرار الشام»، لـ«الوطن»، أن الجانب التركي هو من طلب من نظيره الروسي خلال الاجتماع «هدنة الـ٧٢ ساعة» وليس العكس وفق ما روج له مرتزقة تركيا.
وأوضحت المصادر أن إعلان بعض الميليشيات كـ«الوطنية للتحرير» عن رفضها للهدنة واستهدافها لمواقع الجيش في سهل الغاب وريف حماة الشمالي، الهدف منه رفع سقف المفاوضين الأتراك في الاجتماع الثاني لـ«مجموعة العمل المشتركة»، والمتوقع أن تلتئم غداً أو بعد غد للبحث في النقاط الخلافية.
وأضاف المصادر: إن الميليشيات المسلحة و«جبهة النصرة» على قناعة تامة بأن أي هدنة ستكون مؤقتة وأن الجيش السوري وبدعم من حليفه الروسي سيستأنف عمليته العسكرية إلى حين تطهير «المنطقة المنزوعة السلاح».
وأفاد مصدر ميداني في وقت سابق أمس «بتوقف إطلاق النار على جبهات إدلب وريفي حماة واللاذقية لمدة 72 ساعة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك».
وفي جنوب البلاد أفادت وكالة «سانا» بدخول أجسام غريبة من الأراضي المحتلة في أجواء المنطقة الجنوبية والمضادات الأرضية تتعامل معها.
وقــــد يـهمك أيــــــضًأ :
تصعيد عنيف بين الجيش السوري وفصائل "هيئة تحرير الشام" في إدلب وحماة
تصعيد عنيف بين الجيش السوري و" تحرير الشام" في إدلب وحماة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر