تطلق "أبوظبي للإعلام" النسخة الثانية من المسابقة الروائية الدرامية في السادس والعشرين من مايو/ آيار الجاري، الذي يُصادف يوم الكاتب الإماراتي، بعد النجاح المشهود الذي لاقته النسخة الأولى من مسابقة "أرى روايتي"، بحضور حشد من المبدعين الإماراتيين والكتاب والسينمائيين والممثلين والمخرجين والإعلاميين.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام "أبوظبي للإعلام"، "إن مبادرة "أرى روايتي" في موسمها الثاني تفتح قوساً واسعاً على الإبداع السردي، حيث تفسح المجال للمشاركة في السيرة الذاتية والغيرية، وهو صنف مهم جداً من صنوف الكتابة يمكن أن يوثق الذاكرة الجمعية للإمارات وتاريخها ونهضتها وقاماتها، ويروي حكايتها عبر السرد. ناهيك عن كونه يثري المسابقة برؤى وتصورات ومقاربات توسع من آفاقها وتأخذها إلى أمداء جديدة".
قفزات
وأكد الدكتور ابن تميم أن نجاح الدورة الأولى من مبادرة "أرى روايتي" أثلج صدورنا في "أبوظبي للإعلام"، وأكد "لنا أننا نسير في الاتجاه الصحيح تجاه دعم الرواية الإماراتية، التي نؤكد أنها حققت قفزات إلى الأمام، إنْ على مستوى المضمون والمعالجة أو على مستوى الأسلوب واستخدام التقنيات الروائية".
وأضاف الدكتور ابن تميم، "لقد أثبتت الأعمال الروائية الإماراتية قدرتها على الدخول في عوالم الدراما خاصة على مستوى العلاقة الجامعة بين الدراما والرواية، وهذا ما يشجعنا جميعاً لنستفيد منها، ونسعى لتعميمها وإشاعتها وإتاحة الفرصة للمتلقي لكي يطلع على خطاباتها؛ إذ إن من شأن الدراما أن تأخذ الرواية إلى جمهور أكبر وشريحة أوسع من المشاهدين فضلاً عن القراء، ومن هنا يأتي رهان "أبوظبي للإعلام" التي تولي عناية خاصة لمبادرة "أرى روايتي"، ليس فقط لأنها تضيف حراكاً مختلفاً للساحة الثقافية المحلية والعربية، وإنما أيضاً لأنها تؤمن بأن مبادرة "أرى روايتي" واحدة من الأدوات الثقافية التي تكرس استراتيجية "أبوظبي للإعلام" الرامية إلى دعم الإبداع الإماراتي، نظرًا لما يحتله السرد من أهمية في المشهد الثقافي الإماراتي، ولقدرته على رفد حقل الدراما الإماراتية بأعمال نوعية، جادة، تعكس سمات وملامح المجتمع المحلي، وتطوره وقيمه الإيجابية وتواشجه وما يتمتع به من تسامح وقدرة على قبول الآخر، والتواصل معه على قاعدة الاحترام المتبادل.
واعتبر مدير عام "أبوظبي للإعلام" أن "أرى روايتي" في دورتها الثانية تمثل فرصة جديدة أمام المواهب الجادة لتأكيد جدارتها من ناحية، ولخوض غمار منافسة نزيهة ومثمرة من ناحية ثانية، معرباً عن أمله بأن تساهم استمرارية المسابقة، واطرادها، في تجويد الكتابة الروائية في الإمارات، وأخذها إلى مساحات الحلم الواسعة، التي تقدمها لها الدراما، بكل ما تحمله من قدرة على التخييل والسحر المجسَّد.
ولمناقشة تفاصيل النسخة الثانية من مبادرة "أرى روايتي" كانت لجنة فرز وتقييم المبادرة قد عقدت اجتماعها في مقر أكاديمية الشعر العربي برئاسة الدكتور سلطان الرميثي المدير التنفيذي لدائرة التحرير والنشر، وبحضور أعضاء اللجنة، "عبدالرحمن عوض الحارثي المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون في "أبوظبي للإعلام"، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وحمد الكعبي رئيس تحرير جريدة "الاتحاد".
وناقشت اللجنة خلال الاجتماع عدداً من الموضوعات والاقتراحات الجديدة التي من شأنها ترسيخ حضور الرواية في المشهدين المحلي والخليجي والعربي، ومنها: توقيت إطلاق المبادرة، وتفاصيل حفل الإطلاق، وحيثيات المشاركة، وشروط الترشح، والاستعدادات الواجب اتخاذها لكي تمضي "أرى روايتي" قدمًا في نجاحها، وتعمق قدرتها على استقطاب المزيد من المبدعين.
واعتمدت اللجنة خلال الاجتماع عدداً من الاقتراحات والتوصيات التي ستضفي على مسابقة "أرى روايتي" في موسمها الثاني صبغة نوعية، ضافية، ومن أهمها، "قبول الأعمال السير- ذاتية، وتتضمن: "المذكرات، والسير الشخصية / الذاتية، اليوميات، التراجم، أدب أو يوميات الرحلات، مما يضفي على حقل المسابقة أبعاداً جديدة، ويضعها في سياقات ثقافية وقرائية ومقاربات فنية ذات سمت تنوعي، ومعرفي أكثر شمولية.
ومن جديد المسابقة أيضاً فتح الباب للكتاب من جميع الجنسيات للمشاركة وتقديم عمل عن الإمارات، ويأتي ذلك في إطار سعي "أبوظبي للإعلام" لتوسيع نطاق المبادرة، وضخ دماء إبداعية أخرى بما يحقق لها التنوع في الرؤى وأساليب المعالجة، فضلاً عن تشجيع الكتاب للكتابة عن الإمارات".
كما تم الاتفاق خلال الاجتماع على فتح توقيت المشاركة بحيث بات غير محدد بتاريخ بعينه، وإطلاق حرية المشاركة في الأعمال الروائية دون التقيد بتاريخ صدور معين، أو بسنوات بعينها، الأمر الذي من شأنه أن يغذي المسابقة بأعمال روائية مهمة، لم يتح لها تحديد سنة النشر في الموسم السابق، أن تحظى بفرصة المشاركة والمنافسة، كما يعطي الفرصة لمبدعين كثر، لم يكتبوا في السنوات الأخيرة أعمالاً روائية، لكن في رصيدهم روايات جميلة، للمشاركة، والمنافسة واستعادة حضورهم في المشهد الثقافي المكتوب والمرئي، ومما يعزز هذا الحضور الروائي أن "أبوظبي للإعلام" ــ رغبة منها في إعطاء فرص أكبر للمنافسة ــ قررت قبول الأعمال التي سبق أن تقدمت للمسابقة في العام الماضي ولم توفق بالفوز.
دعم الثالوث الإبداعي
ومن بين التوجهات الجديدة والإضافات المبتكرة لـ«أبوظبي للإعلام» أنها قررت أن لا تكتفي بتحويل الرواية الفائزة إلى مسلسل تلفزيوني، بل وقررت أيضاً دعم الأعمال الفائزة بالمركزين الثاني والثالث، وذلك من خلال شراء 200 و 300 نسخة وتوزيعها على المكتبات العامة وشركات الإنتاج، بالإضافة إلى عرضها وتوزيعها في معرض الكتاب في 2020.
وتسعى "أبوظبي للإعلام" باجتراحها هذه الخطوة إلى دعم الثالوث الإبداعي الذي يتشارك في أي عمل ثقافي، والمتمثل في، "الكاتب، والناشر، والقارئ".
وبقيت الإشارة إلى أن أهمية المسابقة، تتجلى في كونها تغذي الخزان الإبداعي في الإمارات بالجديد من الروايات والكتابات السردية، وبالأعمال الدرامية التي تصل في العادة إلى قاعدة عريضة من المشاهدين، خاصة إذا أنتجت وفق معايير فنية عالية تلبي شغف الجمهور، الأمر الذي من شأنه أن ينهض أكثر وأكثر بالإنتاج الدرامي المحلي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر