بدأ مجموعة من الباحثون في منظمة ""Full Fact في لندن تطوير نظام جديد للتأكد من صحة الأخبار ، بتمويل قدره 500 ألف دولار من المؤسسات الخيرية المدعومة من اثنين من الأثرياء ، هما المُستثمر المجري الأصل، جورج سوروس، ومؤسس موقع أي باي الإيراني الأميركي بيير أوميديار.
ومن المقرر أن يبدأ الصحافيون الإذاعيون والعاملون في الصحف المطبوعة والمواقع الإلكترونية ، باستخدام النظام الآلي للتحقق من الأحداث، إذ ينبههم إلى وجود إدعاءات كاذبة في الصحافة وفي التلفزيون وفي البرلمان.
وسيتم طرح نسخة مبكرة من النظام ، يُطلق عليها إسم "bullshit detector كاشف الكذب" من قبل المطورون ، للاختبار بداية من أكتوبر/تشرين الأول ، كجزء من العملية العالمية لمحاربة الأخبار الوهمية.
ويمسح البرنامج البيانات التي يقدمها السياسيين ، وعلى الفور يوفر حكمًا على صحتها ، وتعتمد النسخة المُبكرة على قاعدة بيانات تضم آلاف عدة من عمليات التحقق من الوقائع اليدوية ، ولكن الإصدارات الأحدث ستصل تلقائيًا إلى البيانات الرسمية لاتخاذ قرار عن مدى صحتها ، كما يتعاون الباحثون مع مكتب الإحصاءات الوطنية في المشروع.
وسيتم اختبار برنامج ""Full Fact لأول مرة في المملكة المتحدة، ولكن سيتم نشره أيضًا في أميركا الجنوبية وأفريقيا ، حيث تعرضت حملة الانتخابات الرئاسية الكينية لأخبار مزيفة مثل تقارير وهمية في "بي بي سي" و "سي إن إن" باستخدام استطلاعات الرأي مختلقة في توقعات الرئيس أوورو كينياتا.
وتعمل ""Full Fact في لندن مع منظمة تشيكيدو ، وهي منظمة للتحقق من الوقائع التي تتخذ من الأرجنتين مقرًا لها، وشركة أفريكا تشيك التي تعمل في العديد من بلدان جنوب الصحراء الكبرى ، بما في ذلك نيجيريا وجنوب أفريقيا.
ويقول ميفان باباكار، مدير المشروع في ""Full Fact لندن "إنه مثل محاولة بناء جهاز مناعي ، بما أن المزيد من المعلومات تخرج إلى العالم خطأ فإنَّ ما لا نملكه هو الوسيلة للرد على ذلك".
وتفحص النسخة الأولية من البرنامج ، ترجمات البرامج الإخبارية الحية، وبث البرلمان، والمقالات التي نشرتها الصحف ، حيث أن البرنامج يتتبع الملايين من الكلمات جملة جملة حتى يُحدد ما يتطابق مع الحقيقة بالفعل في قاعدة البيانات الخاصة به.
وشهدت صحيفة الغارديان البريطانية على إثبات ذلك في نفس الوقت خلال مناقشة صحية في البرلمان ، وقد تم التأكيد على الكلمات التي يتحدث بها السياسيون إذا كانت مطابقة لفحص واقعي قائم.
وعلى سبيل المثال ، فإن الادعاء بأنه "في الأعوام الستة الأخيرة من حكومة العمال الأخيرة، تم تخفيض 25 ألف سرير في المستشفيات".
وأكد البرنامج وفقًا لقاعدة البيانات التي تنص على أنَّ ذلك صحيح ، فقد انخفض عدد الأسرة بين عشية وضحاها في هيئة الصحة البريطانية في الواقع بنسبة أكثر قليلًا نحو 26 ألف بين "2003-20043 و 2009-2010".
ووردت أيضًا مطالبة أخرى تفيد بأن ألف 10 مكان آخر من مراكز التدريب التمريضي التابعة للخدمة الوطنية للصحة العامة ، تفيد أيضًا أن ذلك غير صحيح ، كما يشير هذا الرقم إلى طموح الحكومة إلى أماكن إضافية في حلول عام 2020 في مجال التمريض والقبالة ودورات صحة الطفل.
وفي نسخة أخرى من البرنامج ، تظهر عمليات التحقق من الحقائق على شاشة التلفزيون بينما يتحدث السياسيون ، مما يمنح المشاهدين أحكامًا فورية بشأن إدعاءات السياسيين.
ويرغب المطورين في توسيع البرنامج بحيث يقوم بعمليات التحقق من الحقائق الخاصة به ، باستخدام قواعد البيانات من الإحصاءات والتحقق من المعلومات ، كما يجري العمل أيضُا على اتاحة الفرصة لمستخدمي "تويتر" و"فيسبوك" للتحقق من واقع وسائل التواصل الاجتماعي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر