اختُتمت في القاهرة الدورة السابعة لـ"منتدى الإسكندرية للإعلام"، التي حملت عنوان "التربية الإعلامية والتنمية المستدامة"، بمشاركة 250 مشاركاً من مختلف الدول العربية، وناقشت محاور الإعلام الإلكتروني، وإنتاج المحتوى والتقارير، والإدارة المالية للمشروعات الإعلامية، بمشاركة 52 مدرباً ومتحدثاً ومحاضراً من 4 دول (فرنسا والسويد والأردن واليمن)، إضافة إلى مصر.
وعقد المنتدى دورته الحالية بالتعاون مع مركز كمال أدهم والجامعة الأميركية في إطار الاحتفال بعشرية إنشاء المعهد ومئة عام على إنشاء الجامعة الأميركية بالقاهرة، وشهد عقد 5 جلسات متوزاية بإجمالي 30 ورشة عمل، إضافة إلى 6 جلسات حوارية.
وعن التربية الإعلامية، قال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور طارق شوقي إن "تطوير التعليم مشروع دولة وليس شخصاً أو وزيراً"، مؤكداً اهتمام القيادة السياسية بتطوير المنظومة التعليمية من أجل إصلاح مصر في ظل مسؤولية مشتركة من المواطنين. وأشار إلى أن الوزارة حازت أكبر عدد إشاعات انتشر عن مصر خلال العامين الماضيين وفق الإحصاءات الرسمية، ما يستدعي ضرورة إعادة النظر عن منهجية نشر الأخبار الكاذبة والتشكيك في الأخبار الصادقة. وقال أن الإعلام النظامي أو التقليدي وقع فريسة لوسائل التواصل الاجتماعي، بسبب إعادة نشر الأكاذيب أو الإشاعات، رغم عدم مرجعيتها، ثم اللجوء إلى المسؤولين للحصول على نفي إشاعة ساهمت الوسيلة الإعلامية في ذيوع انتشارها.
أقــــــــرأ أيــــضًأ :
مطرب "ديسباسيتو" ورانيا يوسف ضحايا رامز جلال في رمضان
وانتقد شوقي سرعة نقل الخبر من دون تحقق أو نسبه إلى مصادر مسؤولة، ما ينال من المهنية والمعايير الأخلاقية للصحافة والإعلام، مطالباً الدورة السابعة للمنتدى الإجابة على أسئلة مثل: ما معنى الإعلام في 2019؟ ما هو تعريف الإعلامي؟ ما هي صدقية الخبر وضوابطه الأخلاقية؟
وأشار إلى أنه في ظل غياب التربية الإعلامية، تصبح الأخبار المغلوطة أكثر انتشاراً، بخاصة مع شهية انتشار الأخبار السلبية وعدم تصديق الأخبار الإيجابية، مؤكداً ظهور مصطلحات جديدة مثل "التنمر الإلكتروني" والحملات الممنهجة لنشر السب والقذف دون الخضوع لمحاسبة.
وأكد مدير مركز كمال أدهم للصحافة التلفزيونية والرقمية بالجامعة الأميركية حسين أمين على ضرورة تعميق الفكر المتعلق بالتربية الإعلامية كمفهوم كبير، عبر الجهد المحلي والدولي لتنمية الأجيال للتعامل الواعي الناضج. وحذر من الإرهاب، وتضاعف عدد المشككين والمتطرفين، ما يؤكد احتمالات الضرر والنفع من الفضاء الإعلامي على اتساعه، في ظل ثورة في مجال الإعلام وانعكاسه على تفكير الناس وعلاقاتهم وفهمهم لثقافاتهم وعاداتهم.
وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تساهم في التكوين النفسي للمتلقين ما يضع على وسائل الإعلام والتعليم والأسرة مهمة التصدي لتوعية الأجيال على قيم النقد السليم.
وأشار المدير التنفيذي للمنتدى أحمد عصمت إلى أن الدورة السابعة بمثابة مرحلة جديدة يتعاظم فيها دوره لتقديم مساحة حقيقية للتماس بين محاور حيوية تتكامل عناصرها، وتنفصل قضاياها الفرعية لتصبح تحت مظلة واحدة خلال جلسات المنتدى لتحقيق مقاربة أكثر واقعية تساهم في تحسين بيئة الإعلام العربي.
وناقش المنتدى قضية صناعة المحتوى الإعلامي في المنصات الإعلامية المختلفة، وكيفية تأثيره على العالم العربي وضعف الإحصائيات التي يمكن الاعتماد عليها في ما يتعلق بالمحتوى الإلكتروني باللغة العربية. إذ تشير الإحصائيات إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت باللغة العربية كلغة أساسية يبلغ 700 مليون من المناطق العربية.
وتضمن المنتدى إقامة عدد من ورش العمل للصحافيين من مختلف الدول العربية، بينها "طرق التحقق من المعلومات". واستعرض رئيس "ميديا لاب" في وكالة الأنباء الفرنسية دينيس تايسو، طرق التحقق من المعلومات والفيديوات المنتشرة على الإنترنت عبر التكنولوجيا الحديثة، والأدوات التي يمكن استخدامها لهذا الغرض لمواجهة الإشاعات والأخبار المغلوطة. وتناول تايسو مشروع InVID الأوروبي للتحقق من الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي، ومشروع WeVerify للتحقق من المعلومات.
وأطلق المؤتمر عدداً من التوصيات بينها العمل على تنفيذ قرار وزير التربية والتعليم، الذي أعلن إدراج مادة التربية الإعلامية في مناهج المدارس والجامعة، وذلك من خلال إستراتيجية وخطط عمل مع الاهتمام بالدراية الإعلامية للأسر وأولياء الأمور وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة وإنتاج مواد مباشرة وغير مباشرة عن التربية الإعلامية في شكل متواصل في وسائل الإعلام، إضافة إلى طرح محتوى رقمي توعوي للتربية الإعلامية بما يتناسب مع جماهير ومستخدمي المنصات الرقمية وتشجيع دور المؤسسات المجتمعية في نشر أفكار التربية الإعلامية وقيامهم بالتدريب المستمر للفئات المختلفة والعمل على إثراء المحتوى العربي العلمي والتاريخي والطبي والتوثيقي لتمكين المجتمع من الاعتماد على المصادر الصحيحة.
وأصدر المنتدى توصيات لتحقيق أهداف التربية الإعلامية، منها ضرورة وضع قواعد للعمل الإعلامي لضبط سلوك العاملين في مجال الإعلام مع وجوب أن تكون التربية الإعلامية جزءاً من التوجه الحكومي الرسمي، إضافة الى إصدار قانون واضح لحرية تداول المعلومات مع دعم صناعة الإعلام الوطني كمصدر أساسي للمعلومات.
وقــــــد يـهمك أيـــضًأ :
نقابة الإعلاميين تهدّد بوقف برنامج رامز جلال الجديد للمقالب
أول قناة على يوتيوب لتوعية المزارعين تحصد 14 مليون مشاهدة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر