حضرموت - امير باعويضان
شهد فضاء مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت في الجنوب الشرقي من اليمن، تذبذب أثير العديد من إذاعات الـ FM المحلية، التي أفتحت وأنشئت إلى جانب عدد من المواقع الإخبارية، وقناة أرضية محلية سطع نجمها إعلاميًا في سماء حضرموت بعد تحرير المدينة والمناطق الساحلية، في المحافظة من عناصر تنظيم القاعدة في 24 ابريل/نيسان العام الماضي، مما أدى إلى انتعاش إعلامي واسع في المدينة.
ويعد عودة بث "إذاعة المكلا" الحكومية التابعة للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون في آب/أغسطس العام الماضي، بعد توقف استمر لمدة عام كامل سيطرة خلاله مسلحو التنظيم على عموم المديريات الساحلية في المحافظة، أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا بعد التحرير، وعودة النشاط الحكومي في المديريات. وفي حين يعد تنامي الإذاعات المجتمعية والشبابية الخاصة في المكلا بعد التحرير طفرة إعلامية، صورت انعكاسًا لحالة الاستقرار الذي تشهده المناطق الساحلية في حضرموت، من النواحي الخدمية والأمنية.
وجسد انطلاق البث التجريبي لـ "راديو الأمل FM" في فبراير/شباط الماضي هذه الطفرة بعد أن انتهاجها خطة، لتوسيع بثها خلال الفترة المقبلة، كأول إذاعة تغطي كافة المديريات في ساحل ووادي حضرموت، بينما حرصت إذاعات أخرى مثل "نما FM" و "سلامتك FM"، على بث برامج اجتماعية مميزة، أضافت أجواء تنافسية أمام مسامع الجمهور المتعطش لها.
وقال عمار جمال مدير البرامج براديو الأمل FM، إن الدور الريادي الذي تلعبه الإذاعة في هذه المرحلة التي تمر بها حضرموت، سيقود إلى نهضة عالمية من خلال البرامج والحملات التوعوية والإرشادية، التي تضمنها الإذاعات المجتمعية في خرائطها البرامجية. ويؤكد محمد باحميل مدير برامج إذاعة نما FM، أن المكلا تشهد إذاعات تحرص دائما على نقل هموم وقضايا المواطن، وذلك أنشطة وفعاليات السلطة المحلية وجهود ودور التحالف العربي المتمثل في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتبرز أيضا جهود شبابية أخرى في إثراء الإعلام المرئي و المقروء في حضرموت من خلال انطلاق مواقع إخبارية على الإنترنت، من بينها "أورنيت جرونال" و "غولدن نيوز" استطاعت أن تحقق نقله نوعية في الصحافة الإلكترونية في المحافظة، من خلال تغطياتها الإخبارية والتقارير الذي تقوم بنشره. وفي حين استطاعة "قناة المكلا" الأرضية بإمكانياتها البسيطة، نقل صورة عن ما يحمله الشارع الحضرمي على شاشتها الأرضية.
وأشار محمد العمودي مدير القناة، إلى أن قناته بدأت بتغطية حي واحد، في مدينة المكلا عبر نظام الكابلات وتقوم بالوقت الجاري، ببث برامج محلية، تساهم في توعية المواطنين وتعزيز الثقافة المحلية، مؤكدا أن القناة وطاقمها يعمل وفق رؤية مستقبلية، لتوسيع بث القناة لتغطية معظم مناطق المدينة.
وبعد تحقيق الأمن والاستقرار في ساحل حضرموت، استطاعت وسائل الإعلام المحلية أن تكسر قيود القمع والتضييق، التي استهدفت حرياتها العامة طوال الأعوام الماضية والأنظمة السابقة. ويرى إعلاميون حضارم أن فترة احتلال القاعدة كانت من أكثر الفترات التي اشتدت فيها وتيرة الخناق والتضييق على الحريات الإعلامية، والتي تعرض فيها عشرات الإعلاميين والنشطاء، للاعتقال والاختطاف قسرا ولا زال مصير بعضهم مجهولا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر