لندن - كاتيا حداد
نالا الطالبان كيت لوغان، من جامعة بريستول، وإيد هاردي، من أكسفورد، تجربة مختلفة ومميزة عن أقرانهم، فبدلًا من البحث عن أصدقاء جدّد، أو الذهاب إلى البار ليلًا، كان عليهما أن يجدا وقتًا في جداولهم الدراسية، للعمل في شركتين، وهذا الأمر لم يعدّ جديدًا عليهما، لا سيما عقب اختراعهما تطبيقًا للتزلج يحمل اسم "إيدج"، وبرنامج "Young Founders" للمراهقين.
وأعلنت منظمة " UHY Hacker Young "، العام الماضي أن هناك 26.420 ألف شركة يتراوح عمر مديريها بين 21 عامًا أو أقل في بريطانيا، وكشف مسح أجرته منظمة " YouGov " بتكليف من "غوغل "هذا العام أن 22% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-18 عامًا مهتمين بتأسيس شركة.ويهدف برنامج "Young Founders " إلى تأكيد هذه النسبة بحيث يقبل الغالبية العظمى من الشباب على بدء شركات.
وأوضحت لوغان، قائلة "لا تبدو في المدارس قيمة فكرة العمل لنفسك أو تشغيل أعمال تجارية خاصة بك، ويمكن أن تكون أعمال مزدهرة مثل الأعمال التقليدية للأطباء والمحامين التي نشعر أنها قديمة للغاية، وربما يرفض الزملاء الأشخاص الذين ينشؤون مشروعًا تجاريًا، وهم لا يزالون في المدرسة، وأنشأ أولي فورثيس، عمله الأول في تجارة التجزئة والإلكترونية عندما كان عمره 13 عامًا، إلا أن تطلعاته تلقت السخرية من الأطفال الآخرين في مدرسة ميلتون أبي في دورست، وقال فورثيس "كنت الطفل الوحيد في المدرسة الذي لديه عمل تجاري وأعتقد أنهم اعتبروا الموضوع غريبًا".
واتجه فورثيس إلى إثبات خطأ المشككين، وأطلق "نادي رجال الأعمال الناشئين" في حدث حضره 200 رجل أعمال بما في ذلك ليفي روتس نجم Dragons’ Den، وأضاف فورثيس "أرسلت رسالة إلكترونية لكل رجال الأعمال رفيعي المستوى في البلاد ومعظمهم استجاب، وهناك العديد من الشباب لديهم أفكار وأفعال غير كافية، وإذا استطعت إيجاد الشخص الذي يعمل بمثابة معلم خاص لك فيمكن أن تنجح حقًا".
وكانت أيلين بربيدج الشريكة في منظمة " Passion Capital"، وعضو المجموعة الاستشارية لرئيس الوزراء ممن أجابوا الدعوة، ودعت لوغان وهاردي إلى مقر عمل "White Bear
" Yard لتدريبهم على الشركات بشكل فعلي لمدة 3 أشهر، وعندما تلقى أصحاب المشاريع دعمًا معنويًا من والديهم إلا أنهم لم يطلبوا منهم تمويل الأعمال التجارية الخاصة بهم. وأوضح لوغان وهاردي من البداية أنهما يريدان تجنب الوقوع في فخ جمع الأموال من الوالدين لتجنب ضرر مصداقيتهم، لكنهم نجحوا في جمع المال اللازم لمشروعهم التجاري "إيدج"، من خلال جولة على رأس المال الاستثماري، شملت داعم سبوتيفاي ويدعى فرانك ميهان.
وتركت هاتي ريكسون، مدرسة سترثم وكلافام الثانوية، بعد مستوى AS وأسست بلوق "Uni’s Not For Me" الذي يعني بمغادرة المدرسة في عمر 17 عامًا والذي تطور حاليا إلى عمل بدوام كامل، وتعتقد ريكسون أن المراهقين يعافون بسرعة أكبر من النكسات، مضيفة "رجال الأعمال الشباب لديهم المزيد من الوقت لارتكاب الأخطاء، وباعتبارهم أكثر سذاجة قليلًا فهم أقل عرضة للشعور بالألم عندما يتم عرقلتهم، وعليك فقط المشي قدمًا وستشعر بالطاقة والطموح بشكل ملفت للنظر".
وتابع لوغان أن "المراهقين غالبًا لديهم القليل ليخسرونه، حيث يقل عنصر المخاطرة من بدء عمل جديد لدى الشباب لأنك إن تركت عملك التقليدي لبدء مشروع تجاري يجب عليك دعم نفسك أكثر من المؤسس في سن المراهقة، لكننا نفعل ذلك ونحن نشعر بالراحة من منزل والدينا دون الحاجة إلى راتب، وبالتالي فأنت في مرحلة خالية من الخطر نسبيًا من حياتك"، ويعتقد هاردي أن بدء مشروع تجاري، ربما يكون مستوحي جزئيًا من ثقافة الطموح التي تطورت من أصحاب المشاريع رفيعي المستوى مثل ريتشارد برانسون.
وبيّن فورسيث الذي يعاني من صعوبة القراءة أن الدافع لديه كان مدفوعًا بطموحه الأكاديمي، مضيفًا "ظننت أنني سأفشل في المدرسة لذا قلت لنفسي أنا لست فاشل ويجب عليَّ أن أعمل". وأكد هاردي أنه مهما كانت الظروف الشخصية، فأن رجال الأعمال المراهقين يتفقون على أهمية تشجيع المراهقين الآخرين لبدء الأعمال التجارية، مشيرًا إلى أنه بالنسبة لجيلهم سيواجه كمًا هائلًا من المشاكل وذلك من خلال تغير المناخ أو الصراع أو ندرة الموارد، وتحظى عقلية مؤسسي الأعمال بقيمة لحل هذه المشاكل، وسيكون في خسارة إذا لم يشجع المزيد من الناس على تحمل تلك المخاطر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر