آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ملايين الأطفال اليمنيين غير قادرين على مواصلة التعليم الأساسي

امتناع جماعة "الحوثي" عن دفع رواتب المعلمين يهدِّد جيلاً كاملاً بالضياع

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- امتناع جماعة "الحوثي" عن دفع رواتب المعلمين يهدِّد جيلاً كاملاً بالضياع

عدم دفع رواتب المعلمين يهدِّد جيلاً كاملاً بالضياع
صنعاء - اليمن اليوم

بدأ المدرِّس اليمني نبيل سعيد راجح المغلس، وهو من أبناء محافظة تعز، ممارسة المهنة التربوية منذ عام 2004 بمحافظة المهرة شرق اليمن، قبل أن يحط الرحال بصنعاء عام 2013، بعد سنوات من محاولات محمومة، كما يقول، ليكون في صنعاء مع أسرته، ليتمكن من متابعة علاج ابنه محمد الذي يعاني من مرض التوحد منذ ولادته، ولا يتوفر علاج لمرضه إلا في العاصمة. ولكن ذلك الهدف الذي ظل يسعى لتحقيقه لأكثر من عشر سنوات، سرعان ما أصبح سرابا، ليجد نفسه وابنه المريض وباقي أفراد الأسرة يعيشون وضعا بالغ الصعوبة، بسبب انقطاع الراتب الذي يعد مصدره الوحيد لإعالة عائلته وعلاج ابنه.

معاناة المغلس وهو في أوائل الأربعينات من عمره، وابنه المريض (محمد) الذي دخل منذ أيام عامه الثامن، يجسد بوضوح الوضع المعيشي الصعب لعشرات الآلاف من ممتهني التعليم في العاصمة ومختلف محافظات البلاد، ممن انقطعت مرتباتهم بسبب الحرب التي تعصف باليمن منذ نحو 4 أعوام، وأصبحوا يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة. هذا الأمر انعكس سلبا على واقع العملية التعليمية برمتها، وأصبح ملايين الأطفال غير قادرين على مواصلة التعليم الأساسي، فيما تشير تقارير المنظمات الدولية المعنية بالطفولة إلى أن النزاع العسكري الدائر في البلاد منذ مارس (آذار) 2015، ألقى بتداعيات سلبية كبيرة على واقع التعليم في البلاد، ودفع بأعداد كبيرة من الأطفال إلى خارج مؤسسات التعليم.

وتشير التقارير الصادرة عن المؤسسات الرسمية المحلية والدولية إلى أرقام مخيفة لأعداد الأطفال اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم محرومين من حق التعليم بسبب الحرب وتداعياتها الكارثية على هذا القطاع الحيوي، وما نجم عن ذلك من انقطاع مرتبات العاملين فيه. ويقول مسؤولو وزارة التربية والتعليم بأن عدد المتسربين من التعليم جراء الحرب وصل إلى نحو ثلاثة ملايين طالب وطالبة، فيما تقدر منظمة الطفولة والأمومة (يونيسيف) أعداد الأطفال الذين أصبحوا خارج المدارس بسبب الصراع بنحو مليوني طالب وطالبة، في حين تتوقع منظمات حقوقية أن تصل أعداد الذين قد يتعثر التحاقهم بالمدارس العام الدراسي الحالي 2018 - 2019 إلى نحو خمسة ملايين طفل يمني، إذا لم يتم صرف الرواتب للكادر التربوي، ممن اضطرتهم الحاجة إلى الانقطاع عن مهنتهم والتوجه للبحث عن مصادر رزق جديدة.

بيد أن التربوي نبيل المغلس، وجد نفسه مجبراً على مواصلة مهنته بمدرسة عبد الإله غبش الأساسية الثانوية، بمديرية آزال بصنعاء؛ لكن دون مقابل، فحالة ابنه محمد الصحية لا تسمح له بالانتقال بعيداً عن العاصمة، غير أنه لم يعد في استطاعته تأمين تكاليف العلاج الشهري المطلوب لابنه، الذي تعرض مؤخرا لتراجع صحي واضح، بعد أن كان قد بدأ في التحسن قبل أن تنقطع المرتبات.

ويضيف المغلس، وهو الاختصاصي الاجتماعي بمدرسة غبش، أن الإعانات التي يتلقاها من حين لآخر من قبل الأهل والأقارب بالكاد تكفي لتوفير القوت الضروري لأفراد أسرته، المكونة من 4 أفراد، هم: الزوجة، والطفلة يسرى ذات العشر سنوات، وأخوها المريض محمد، وشقيقها الأصغر طه، وعمره 7 سنوات. لكن هذا الأخير وبسبب الوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه الأسرة أصبح ضيفا دائما على منزل خالته وزوجها، الذي يعمل في مهنة حرة غير التدريس»، قالها المغلس بابتسامة عريضة وهو يشرح كيف كانت تجربته التربوية الحافلة الممتدة لـ12 عاماً في مدرسة خليفة علي مخبال بمنطقة الضبوط في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة (شرق اليمن)، قبل أن تضطره ظروف ولده الصحية إلى الانتقال إلى العاصمة قبل أشهر على اندلاع الحرب التي حولت حياته وحياة أسرته إلى جحيم وصراع للبقاء على قيد الحياة، بلغ ذروته في العامين الأخيرين مع انقطاع الرواتب.

هذا الواقع الجحيم بحسب وصف المغلس، ما هو إلا نموذج مصغر لما بات عليه حال معشر الموظفين في اليمن، وفي طليعتهم التربويون البالغ عددهم 145 ألف معلم، الذين أصبح انقطاع مرتباتهم بمثابة كارثة تهدد جيلا كاملا بالضياع، وترمي بالملايين من فلذات الأكباد إلى قارعة الطرقات، الأمر الذي يجعل مستقبل البلد برمته أمام تحديات ومخاطر قد لا تحمد عقباها

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امتناع جماعة الحوثي عن دفع رواتب المعلمين يهدِّد جيلاً كاملاً بالضياع امتناع جماعة الحوثي عن دفع رواتب المعلمين يهدِّد جيلاً كاملاً بالضياع



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen