تُرجمت جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي ثوابت مشاركة الدولة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والتي أكدت أولوية المساهمة في إعادة بناء مستقبل الشعب اليمني الشقيق وتخليصه من الخراب الذي خلفه الحوثيون وأتباع "المخلوع صالح". وهو ما عكسته المشاريع التي تصدت لها والتي شملت التعليم والصحة والبنى التحتية وكل ما من شأنه تأمين حياة أفضل لشعب اليمن ، وحرصت الهيئة على مواكبة انطلاق العام الدراسي من خلال افتتاح 6 مدارس وتقديم المستلزمات الدراسية للطلبة في جميع المناطق المحررة، كما واصلت جهودها ببرنامجها الإغاثي في جميع المناطق ونفذت العديد من المشاريع على صعيد البنى التحتية والصحة.
وأكد نائب الأمين العام لقطاع المساعدات الدولية بالهلال الأحمر فهد عبدالرحمن بن سلطان أنه تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، نفذت الهيئة مشاريع إعادة إعمار وصيانة عدد من المشاريع التعليمية والتنموية والصحية في جميع المحافظات المحررة، إضافة لعدد من المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والتجارية التي تعود بالنفع المادي على أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة.
صيانة وتأهيل
وأشار إلى أن مشروع صيانة وإعادة تأهيل المدارس وجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة الذي تم تنفيذه على مرحلتين، حيث اشتمل على إعادة بناء وتأهيل وصيانة المدارس وتجهيزها بكل المعدات التعليمية والأثاث، كما قامت الهيئة بإعادة تأهيل جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة وتجهيزها بالأثاث والمعدات التعليمية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة لإعادة تأهيل معهد النور للمكفوفين وتجهيزه.
وأطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد مشروع توزيع "الحقيبة المدرسية" بمديريات ساحل حضرموت، حيث زارت عدداً من المدارس الحكومية بمنطقة زغفة الريفية شرقي مدينة المكلا ومديرية عتق ووزعت على الطلاب الحقائب المدرسية التي تضمنت مستلزمات رئيسية تكفي لعام دراسي كامل كما وزعت الملابس المدرسية على الأسر في محافظتي شبوة وحضرموت.
وافتتحت الهيئة أربع مدارس بمديرية ميفعة في محافظة شبوة اليمنية بعد صيانتها وتجهيزها، حيث شملت إعادة التأهيل والصيانة ثانوية عزان للبنين ومدرستي عزان الأساسية للبنين والبنات ومدرسة حفسة للتعليم الأساسي، كما افتتحت في مديرية عتق ثانوية حنيشان للبنين ومدرسة أروى للبنات بعد استكمال أعمال الصيانة والترميمات وإعادة التأهيل وتزويد المدرستين بالأثاث المكتبي.
وتسير خطة دعم الإمارات لليمن الشقيق وشعبه وفق خطين متوازيين لا ينفصلان، ففي الوقت التي تضرب قواتها المسلحة من خلال التحالف العربي بيد من حديد في الميدان دفاعاً عن الشرعية ووحدة البلاد، تستمر جهودها الإغاثية ومشاريعها الإعمارية في جميع المناطق المحررة بهدف إعادة دورة الحياة الطبيعية فيها وذلك عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وفي سياق متصل أكد نائب الأمين العام لقطاع المساعدات الدولية بالهلال الأحمر العمل على إعادة تأهيل كورنيش "كود النمر" بعدن وإعادة صيانة الرصيف وتشجير الكورنيش وتجهيزه بالمظلات، كما تعمل الهلال الأحمر على إعادة تأهيل الحدائق العامة في المحافظات المحررة وإعادة تأهيل المشروع وصيانة الممرات بالحدائق وتشجيرها وتركيب ألعاب الأطفال بالحدائق التي تمت صيانتها.
كما عملت الهيئة على إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي وتم تنفيذ المشروع على مرحلتين، الأولى توريد مضخات الصرف الصحي واللوحات الكهربائية للمضخات والمرحلة الثانية تركيب المضخات بالإضافة لصيانة مشاريع الكهرباء وشبكات الطرق وصيانة مباني الجامعات والمعاهد.
جهود إغاثية
ووقعت الهيئة بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت اتفاقية صيانة وإعادة تأهيل صالة الاجتماعات والمرافق الصحية بثانوية تريم، إلى جانب تزويد المدارس الأكثر احتياجاً للأثاث المدرسي من مدارس المرحلتين الأساسية والثانوية بمديرية عتق والمديريات الأخرى بـ 1000 كرسي مزدوج وفق خطة الاحتياج. وكثفت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من جهودها في إيصال وتوزيع المواد الإغاثية والغذائية إلى كل المحافظات اليمنية المحررة، حيث وصلت إلى ميناء المكلا سفينة شحن إماراتية محملة بـ 30 ألف سلة غذائية وملابس مدرسية، كما وزعت دفعة جديدة من المساعدات الغذائية الإغاثية على الأسر المعوزة وذات الدخل المحدود من أهالي مناطق عين بامعبد – الجويري – القمري – جلعة – بئر علي التابعة إدارياً لمديرية رضوم جنوبي محافظة شبوة.
وقدمت الهيئة مواد إغاثية وغذائية لسكان جزيرة ميون وأهالي مديرية دهر بمحافظة شبوة من الأسر المعوزة والمحتاجة من ذوي الدخل المحدود الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم للهيئة على ما قدمته ومازالت تقدمه من مساعدات إغاثية لتخفيف معاناتهم. واستقبل ميناء المكلا سفينة مساعدات إماراتية على متنها مئات الأطنان من المواد الغذائية لتوزيعها على الشرائح الضعيفة وفي مقدمتها ذوو الاحتياجات الخاصة بمحافظة حضرموت، كما وزع فريق الهلال الأحمر الإماراتي مجموعة من السلال الغذائية على أهالي مديرية دوعن شملت الأصناف الغذائية الرئيسية، التي تحتاجها كل أسرة.
ووزع فريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في محافظة شبوة 3000 سلة غذائية على أهالي مناطق مديرية رضوم التي تعاني أوضاعاً إنسانية صعبة ويعيش سكانها ظروفاً عصيبة على الرغم من كونها تتمتع بموارد طبيعية زراعية وسمكية. إلا أن خدمات البنية التحتية من مستشفيات ومدارس ومشاريع مياه وكهرباء وصرف صحي وطرق واتصالات وغيرها من الخدمات تعاني تدهوراً كبيراً بسبب الحرب التي سببها الانقلابيون وأدت إلى تدهور الحالة الاجتماعية والمادية لمعظم السكان.
كما افتتح الهلال الأحمر الإماراتي مبنى الوحدة الصحية بمنطقة الغيظة شرقي مديرية الديس الشرقية بمحافظة حضرموت اليمنية، حيث تم تأثيث المبنى ومده بالأجهزة والمعدات الطبية اللازمة لتقديم الخدمات لمئات من أهالي المنطقة والمناطق المجاورة لها من إسعافات أولية وتثقيف ورعاية ودعم صحي.
مكافحة الكوليرا
وشهد شهر سبتمبر الماضي وصول سفينة مساعدات إماراتية إلى عدن تحمل على متنها 10 حاويات من الأدوية الخاصة بمكافحة وباء الكوليرا في اليمن تم تسليمها لمنظمة الصحة العالمية، وتعتبر هذه الشحنة من الأدوية الدفعة الثالثة التي يتم توزيعها على كل المحافظات اليمنية حسب الحاجة وخاصة المحافظات التي ينتشر فيها وباء الكوليرا.
وتابعت الهيئة جهودها الحثيثة في دعم مشاريع إعادة الإعمار وتطوير واستحداث مشاريع البنى التحتية الأساسية في اليمن التي تدمرت بفعل الحرب التي يشنها الانقلابيون، حيث وقعت اتفاقية لإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي في محافظة عدن اليمنية بقيمة 3 ملايين درهم بهدف رفع القدرة والكفاءة التشغيلية للشبكة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر