بكين - اليمن اليوم
بدأت الصداقة بين الطفلين الصينيين زو بينغيانغ وجانغ زي منذ التحاقهما بالمدرسة في الصف الأول، أي عندما كانا يبلغان من العمر 6 سنوات، واستمرت حتى الآن وأصبح عمرهما 12 سنة، لكنها لم تكن صداقة عادية، بل "نادرة"، حيث ظل طوال تلك الفترة يحمل أحدهما الآخر على ظهره ذهابًا وإيابًا وفي كل نشاطته لمعاناته من مرض عضال يمنعه من الحركة.
ومنذ عامها الأول في المدرسة الابتدائية والتقائهما أول مرة، أخذ أحدهما وهو زو، يعتني بالآخر، أي جانغ، ويحمله على ظهره يوميا، طوال السنوات الست، إلى صفه سواء أكان الطقس صيفيا أم شتويا. بل كان يحمله من صفه، في مدرسته بمدينة ميشان بجنوب غربي مقاطعة سيشوان الصينية، إلى قاعة الطعام لتناول الغداء ثم يعيده إلى صفه مرة أخرى.
ويعاني جانغ زي منذ كان في الرابعة من عمره من حالة مرضية غريبة تعرف باسم "الوهن العضلي الوبيل"، وهي عبارة عن اضطراب عصبي مناعي ذاتي تذوي فيه العضلات. ويحول هذا المرض دون قدرة الطفل جانغ على الاعتماد على قدميه في الوقوف أو المشي لوحده أو دون مساعدة.
أقرأ أيضاً :
مدرسة ابتدائية في لندن تمزج بين الموسيقى والمناهج
وأصبح بإمكان جانغ الحضور إلى مدرسة هيبازي الابتدائية في كينغشين، بالاعتماد على صديقه الوفي زو، وكبرا معا وهما على هذه الحالة. وعبر جانغ عن امتنانه الدائم والعميق لمساعدة زو له، وقال "زو بينغيانغ أعز صديق لي.. فهو يدرس معي يوميا ونتبادل الأحاديث معا، ونلعب معا أيضا.. إنني أوجه له كل الشكر لاهتمامه واعتنائه بي يوميا"، بحسب ما صرح به جانغ لموقع سيشوان أونلاين.
من جهته، قال زو، رغم المعاناة الجسدية اليومية "إنني أكبر منه جسديا.. اعتقدت أنه إذا لم أساعده، فإن أحدا في العالم لن يقدم على ذلك". وأضاف زو "يبلغ وزني أكثر من 40 كيلوغراما، بينما لا يزيد وزن جيانغ على 15 كيلوغراما.. لذلك فإن لا بأس بالنسبة لي أن أحمله".
وقالت والدة زو إنه لم تكن تدرك ذلك في البداية، وأنها علمت بشأن ما يقوم به ابنها من التلاميذ الآخرين. ويقول المعلمون في المدرسة إن التلميذ زو أصبح نموذجا ومثالا للتلاميذ الآخرين في المدرسة. وقال أحد المعلمين لموقع سيشوان أونلاين "على مدى سنوات كثيرة، ظل زو يواصل أعمال الخير ولم يشكو أبدا أمام أي من المعلمين أو التلاميذ الآخرين".
قد يهمك أيضاً :
الانتحار والقلق والاكتئاب تُهدّد تلاميذ المدارس في بريطانيا
الكويت تُنهي خدمات أكثر من 300 معلمًا ومعلمة من الوافدين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر