آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

المنظمات غير الحكومية تفشل في مساعدتهن للتغلّب على ذلك

نساء النيجر يُنجبن المزيد من الأطفال وسط تفاقم مشقّة الحمل والولادة

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- نساء النيجر يُنجبن المزيد من الأطفال وسط تفاقم مشقّة الحمل والولادة

نساء النيجر
نيامي ـ عادل سلامة

يتضاعف عدد السكان في النيجر خلال 17 عامًا، مع أعلى معدّل للمواليد في العالم، وتعمل المنظمات غير الحكومية على توفير وسائل منع الحمل، لكن المرأة هناك تريد المزيد من الأطفال، وتحكي رقية حماني عن تجربتها الشخصية ومعايشتها لهذه القضية، فهي لا ترغب في المزيد من الأطفال لكن حماها، والد زوجها يريد المزيد من الأحفاد، هي بالفعل خاضت تجربة الحمل والولادة 4 مرات، وأحد من الأطفال لقي حتفه، وحتى الآن لديها 3 ، تتراوح أعمارهم بين 7 ، 5، و 16 شهرًا، وهي مازالت ابنة الـ 18 عامًا.

وأكّدت رقيّة أنّها "لا أريد المزيد من الأطفال وأدعو الله أن يبارك هؤلاء الأطفال الثلاثة"، وقدّم لها المركز الصحي المحلي في قريتها وسائل منع الحمل مجانًا، تلك الأدوية التي يحصل عليها المركز من المنظمات غير الحكومية، لكن وللمفاجأة رفضت رقية أخذ الأدوية، متخوّفة من أن يدفع حماها "والد زوجها"، زوجها لأن يتزوّج امرأة أخرى لإنجاب المزيد من الأطفال، مضيفة أنها ستخضع لأمرهم وتصبح حاملًا مرة أخرى لتسعدهم.

نساء النيجر يُنجبن المزيد من الأطفال وسط تفاقم مشقّة الحمل والولادة

رقية، فتاة مبتسمة ترتدي الحجاب الطويل على النمط الشعبي، لم تذهب إلى المدرسة، وتزوّجت عندما كانت في العاشرة من عمرها وكان زوجها يبلغ 20 عامًا، يعمل في الحقول وهي ربة منزل، تستيقظ عند الفجر كل يوم، تفسّر عدم رغبتها في الحصول على المزيد من الأطفال وتقول، "أن تصبحي أمم فهذا شيء شاق جدًا".

وتفسّر حياة رقية هي في نواح كثيرة، طريقة حياة النساء في ريف النيجر، حيث تعيش في قرية صغيرة بها بيوت من الطوب اللبن، تتزوج الفتيات من الشباب، في سن المراهقة، بحيث تنجب طفلهما الأول عندما يكون عمرها 18 عامًا، تعدّد الزوجات قانوني وشائع، خصوصًا في المناطق الريفية ويعيش نحو 80% من السكان، أكثر من نصف الفتيات لا يكملون التعليم الابتدائي، وأقل من واحد لكل 10 فتيات يحضرن المدرسة الثانوية ونتيجة لذلك، أقل من ربع النساء هنا يعرفون القراءة والكتابة، كل امرأة لديها في المتوسّط ​​أكثر من 7 أطفال، وهي أعلى نسبة في العالم، وأنهم يواجهون خطر الموت بنسبة واحدة لكل 23 من الحمل أو الولادة، لكن رقية غير عادية في ذلك 3 أطفال كافية بالنسبة لها، وعلى الرغم من وجود أعلى معدل الخصوبة في العالم، تقول النساء والرجال على حد سواء في النيجر إنهم يريدون المزيد من الأطفال مما لديهم في الواقع - المرأة تريد في المتوسط ​​9 ، في حين يقول الرجال إنهم يريدون 11.

وتساهم معدلات المواليد المرتفعة في النيجر في النمو السكاني السريع، وانفجر عدد السكان في البلاد من 3.5 مليون شخص عام 1960 إلى ما يقرب من 20 مليون نسمة اليوم، ونصف عدد السكان الحالي دون سن 15، والغالبية العظمى  80٪ من مواطني النيجر يعيشون في فقر مدقع، وتعد النيجر دولة غير ساحلية وهي صحراوية إلى حد بعيد، أقل من 20٪ من الأراضي الصالحة للزراعة، وهذا العدد آخذ في التقلّص بسبب تغير المناخ.

نساء النيجر يُنجبن المزيد من الأطفال وسط تفاقم مشقّة الحمل والولادة

وكشف الخبراء أنّ معدلات النمو الحالية، من المقرّر أن تضاعف عدد السكان في 17 عامًا، مما يدفع البلاد إلى مواجهة الفقر والمجاعة وعدم الاستقرار السياسي، والعنف، وبيّن رئيس شعبة تنظيم الأسرة في وزارة الصحة في النيجر، حسان اتامو، أنّه "عندما يكون لديك عددًا كبيرًا من الشباب العاطلين، لن يكون أمامهم خيار سوى الهجرة"، ، مشيرًا إلى أن أعدادًا كبيرة من الشباب يذهبون إلى مكان قريب مثل غانا أو نيجيريا أو ساحل العاج يبحثون عن عمل، قد يتوجهون إلى الجريمة، أو الاندماج في الإرهاب، والبلاد تواجه هذه المشكلة أيضًا، مع قضية بوكو حرام، التي تقوم بتجنيد الشباب العاطلين عن العمل ".

ولجأت حكومة النيجر إلى حل لمكافحة المشاكل الصحية التي تأتي مع ارتفاع معدلات المواليد وكذلك عبء العديد من الشباب العاطلين على الاقتصاد الهش والوضع الأمني ​​الخطر، وهو استخدام وسائل منع الحمل. لكن تظل مشكلة وهي كيفية إقناع النساء باستخدامها، وقال الباحث الزائر في مكتب المراجع السكانية، جون مايو، أنّه "هذا هي القنبلة الموقوتة، لأن منطقة الساحل تعاني من هذه الحالة، وخاصة مع تغير المناخ، والإمدادات الغذائية الأقل وفرة"، وفي غرفة مزدحمة في عيادة صحية في ماجما، وهي بلدة في منطقة تيلابيري في النيجر كان يوجد أكثر  60 امرأة ونيفا جنبًا إلى جنب، مع كل واحدة طفل أو اثنين، لسماع خطاب ابو بكر جوزماني عن تنظيم الأسرة، جوزماني موظف له كاريزما من منظمة "ماري ستوبس الدولية"، وهي منظمة الصحة الإنجابية العالمية تقوم بعمل تنظيم الأسرة في هذه العيادة. 

وبيّن جوزماني، أنّ تنظيم الأسرة هو ترك فترة من الزمان بين حملين، مضيفًا أنّه "نحن نعلم أن مجتمعاتنا فقيرة، اذا كان لدينا الكثير من الأطفال، فأننا نصعب الأمر على أنفسنا"، وحاليا، يتم تمويل عمل منظمة تنظيم الأسرة "ماري ستوبس الدولية" في هذه العيادة من قبل الوكالة الأميركية للتنمية، وفي العام الماضي، قدّمت خدماتها إلى ما يقرب من 30 ألف عميل، وباعتبارها منظمة دولية تدعم قوانين الإجهاض فهي توفّر عمليات الإجهاض الاختيارية في بلدان أخرى حيث يسمح بهذا الإجراء من الناحية القانونية "في النيجر، الإجهاض محظور إلى حد كبير" ومن الممكن لتلك المنظمة أن تخسر تمويل الولايات المتحدة بفضل بعض القوانين الجديدة التي وضعها الرئيس دونالد ترامب، وبيّن قادة المنظمة أنهم يأملون أن المانحين من القطاع الخاص والحكومات أكثر تعاطفًا ويملؤون الفراغ، ولكن هذا سيكون ضربة كبيرة.

ويمر جوزماني عبر كل وسيلة لمنع الحمل، ويرفع عينات ويشرح كيفية استخدامها، مشيرًا إلى أنها "ليست لوقف الحمل أو التوقف عن الإنجاب، إنها تساعدك على انجاب أطفال أصحاء ولراحتك واستعادة جسدك حتى تتمكني من إنجاب طفل آخر"، وفي نيامي، عاصمة النيجر، أرسلت منظمة الصحة العالمية العاملين في مجال التوعية لمواجهة النساء والتحدث حول تنظيم الأسرة، ومن بين هؤلاء العاملين هاديزا إدريسا البالغ من العمر 30 عامًا جالسة في الفناء أمام محمدية ربيع، وهي أم تبلغ من العمر 39 عاما لأربعة أطفال، شعرها مدسوس تحت غطاء الذهب، ورضيع عمره  شهر واحد في حضنها. 

وتساعد إدريسا، ربيع لمعرفة أي نوع من وسائل منع الحمل تستخدمها، تظهر عينات لها وتشرح فوائد كل واحد، وتسأل ربيع إذا كان من الممكن للولب أن يسقط، أو إذا كان قد كسر، إدريسا يجيب بصبر (لا)؛ وعندما تحتار ربيع  في الاختيار وتسأل إدريسا أن تختار لها، تقول إدريسا إنّ "الأمر متروك لكي لاختيار طريقة، نحن فقط نشرح كيفية عمل الطرق". 
وسألت ربيع أنّه إذا أرادت أن تعود في غضون أيام قليلة، "كي تتمكّن من التفكير في ما تريد"، ما تريده ربيع هو استراحة قبل انجاب المزيد من الأطفال، وتقول "أود أن أزيد عدد المجتمع المسلم"، وتتفاقم التحدّيات السكانية أمام النيجر من خلال انتشار فصيل من المحافظين المسلمين، الذين يشجعون أتباعهم على انجاب المزيد من الأطفال، أي منظمة تعمل على وضع وسائل منع الحمل في أيدي النساء لديه معضلة متمثلة في رد فعل ديني عنيف، ويشعر بعض النساء أن وجود المزيد من الأطفال يعطيهم راحة من حياتهم الصعبة، في القرى تعتبر الأيام دوامة لا نهاية لها من العمل البدني الشاق.

وأفادت هامساتو اساكا، البالغة من العمر 15 عامًا، والتي تعيش في قرية تبعد ساعات عدة من أقرب مدينة دوسو، تعمل طوال اليوم، ثم تنام، لا يوجد متّسع من الوقت لأي شيء آخر، لا تسلية ولا راحة، وقالت الممرضات إنّ ابنها يبلغ من العمر عامًا واحدًا، وأضافت اساكا أن طفلًا جديدًا يعني استراحة لمدة 40 يومًا من العمل البدني، والتقت اساكا زوجها، وهو شاب نحيف عندما كان عمرها 12 عامًا وكان عمره حينها 15 عامًا، تزوّجا بعد ذلك بوقت قصير، وتوضّح أن هنا في هذا المجتمعات لا يمكن تخيل بلوغ العشرين دون الزواج والإنجاب، لها منطق غريب أيضًا في تعدّد الأطفال فهي تقول إن وجود الكثير من الأطفال تجلب ثروة "فهم يمتلكون يدين للعمل وفم واحد فقط للإطعام".

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء النيجر يُنجبن المزيد من الأطفال وسط تفاقم مشقّة الحمل والولادة نساء النيجر يُنجبن المزيد من الأطفال وسط تفاقم مشقّة الحمل والولادة



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen