آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

المزارعة تمثّل بيئتها وتفتخر بأصولها من الريف الفرنسي

ساندرين لوفور من حركة "إلى الأمام" صوت الفقراء في البرلمان

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- ساندرين لوفور من حركة "إلى الأمام" صوت الفقراء في البرلمان

ساندرين لوفورصوت الفقراء في البرلمان
باريس - اليمن اليوم

حققت فلاحة فرنسية انتصارًا مضاعفًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية الأخيرة، حيث نالت المزارعة الشابة ساندرين لو فور الأصوات التي تؤهلها لدخول البرلمان كواحدة من أصغر النواب عمرًا، كما تمكّنت بفوزها من إسكات أفواه الكثيرين ممن سخروا منها، بمن فيهم غريمها على المقعد البرلماني، السياسي المحنّك مرشح حزب الجمهوريين اليميني مايل دو كالان، وقد تعرّضت المرشحة للنهش السياسي أثناء حملتها الانتخابية، فهي امرأة من قلب الريف الفرنسي في مقاطعة بريتاني، شمال غربي فرنسا، وتعتبر أيضًا بأنّها غريبة تمامًا على عالم السياسة، أي "دخيلة" حسبما وصفها خصمها دو كالان، الذي  تحدّث عنها بشكل مهين، في مقابلة تلفزيونية، قبيل الجولة الثانية من الاقتراع، كما عاب عليها عدم خبرتها في السياسة، معربًا عن شكوكه في قدرتها على شغل مقعد في "قصر بوربون"، مقر مجلس النواب في باريس. ولم يكن المرشح المنافس وحيدًا في حملته على المزارعة البالغة من العمر 26 عامًا، فقد توقّع لها كثيرون هزيمة انتخابية نكراء، حتّى الحزب الاشتراكي، الذي طالما حظي بالصدارة انتخابيًا في تلك المنطقة، نظر بعين الحذر إلى ساندرين التي تخطو خطواتها الأولى في السياسة. لكن حالبة البقر وبائعة الخضار، مثلما لقّبها الفرنسيون على شبكات التواصل الاجتماعي، تخطّت كل التوقعات وانتزعت الفوز في مدينة مورليه، بنسبة مشرفة تزيد على النصف من الأصوات، ولعل ما ساهم في فوزها أنها كانت قد ركبت الموجة الجديدة وانتمت إلى حركة "إلى الأمام" الموالية للرئيس المنتخب، إيمانويل ماكرون.

ساندرين لوفور من حركة إلى الأمام صوت الفقراء في البرلمان

لم تكن ممارسة مهمة النائبة هي العقبة الأكبر أمام ساندرين لو فور، إنما اجتياز المرحلة الانتقالية وتسليم مزرعتها إلى شريك حياتها كي ينوب عنها في العمل، ففي العشرين من الشهر الماضي، وصل إلى العاصمة معظم نواب الدورة الجديدة، سواء من الفائزين الجدد، وهم الأكثرية، أو من "المحظوظين" الذين تمكّنوا من الحفاظ على مقاعدهم بتجديد ولايتهم، وكان عليهم الاستعداد للجلسة الافتتاحية، وتسلّم مكاتبهم والتعرّف على أروقة الجمعية الوطنية، والاطلاع على التعليمات والإجراءات النيابية،  لكن لو فور تخلفت عن الموعد لأنها كانت، في ذلك اليوم، منهمكة بالاعتناء بشتلات البصل وحلب الأبقار في مزرعتها الواقعة في قرية ليبير كريست، على بعد 20 كيلومترًا من ساحل بحر المانش الجنوبي، حيث بدأت، منذ عامين، استثمار حقل مساحته 30 هكتارًا، ثلثه للخضار وثلثه للحبوب، والثلث الأخير تستخدمه مع شريك حياتها مرعى للأبقار، ولأن وارد المزرعة ما زال شحيحًا، اضطر الزوجان إلى التضحية بمبلغ كانا قد وفّراه لبناء مخزن جديد للحبوب، وأنفقته المرشحة لتمويل حملتها الانتخابية، ولم يكن الترشّح للانتخابات التشريعية التحدي الأول في حياة ساندرين لو فور،  ففي سنة 2011، أي في سن العشرين، قرّرت ترك دراستها العليا في الهندسة الزراعية كي تنطلق مع رفيقها في الحياة العملية، الأمر الذي أثار غضب أهلها الذين اعتبروا تركها الدراسة ضربًا من الجنون، لكنها أصرّت وثابرت وتمكّنت من شراء مزرعتها الخاصة، وحصدت ما زرعت، وترى النائبة الفلاحة أنّ السياسة ملك للجميع، لكنها عانت أثناء الحملة الانتخابية وبدت متلعثمة في بعض المواقف، وأدلت بآراء تنمّ عن شيء من السذاجة، ثم لجأت إلى خبيرة في تقنيات التواصل والتخاطب والتكلّم، كما ساعدها بالمشورة رفاقها في المكتب المحلي لحركة "إلى الأمام"، إضافة إلى العامل الأهم في فوزها أنّه كان رغبة نسبة كبيرة من الفرنسيين في إعطاء الرئيس الجديد الشاب أغلبية برلمانية مريحة كي "يجربوا حظهم" معه، لقد خرجوا من ولايتين رئاسيتين (عهدي نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند) من أسوأ الفترات السياسية في فرنسا في العقود الأخيرة، وبحصيلتين سلبيتين على معظم الأصعدة، اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا، لذلك فإن فوز ماكرون جاء، في جانب منه، نكاية بالأحزاب التقليدية وأملًا في ولاية رئاسية أفضل من سابقتيها.

وتعاطف الناخبون مع ساندرين، مثلما شجّع الريفيّون فريقهم المتواضع لكرة قدم في مباراة أمام فريق معروف ذي إمكانيات تقنية ومالية واسعة، ولا بد من الإشارة إلى أنها، رغم اعترافها بجهلها بألاعيب السياسيين، فإنها قد أجادت انتهاز الفرص ومارست شيئا من الانتهازية،  فلكي تلتحق بحركة "إلى الأمام"، تخلّت عن تأييدها لاتحاد نقابات الفلاحين الذي كانت من أعضائه، كما عدّلت مواقفها السابقة المؤيدة لتوجهات حماية البيئة ومعارضة استخدام المبيدات الزراعية، ويلاحظ خصومها أنّها اعتمدت خطابًا يتسم بالميل بمجاراة ماكرون من جهة، وفي الوقت نفسه محاباة التيارات المختلفة، حتى المتضادة، كما لاحظ الصحافيون أنّها كلّما سئلت عن موقفها إزاء قضية ما، ترد بعبارات من نوع "سأنصت إلى الجميع"، أو "سآخذ في الاعتبار كافة الآراء"، أو "سنحل تلك المشكلة بالتشاور بين جميع الأطراف"،  لكن النائب الجديدة لا تبدو آبهة بالمشكّكين، بل ماضية في الطريق الذي خطّطته لنفسها وهو تمثيل منطقتها ومهنتها في البرلمان، وربما مع طموح خفي بالتقدم مستقبلًا نحو مناصب أعلى، في انتظار ذلك قالت في مقابلة مع إحدى المجلات "أنا أدرك أصولي، ولن أتنكّر لها".

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساندرين لوفور من حركة إلى الأمام صوت الفقراء في البرلمان ساندرين لوفور من حركة إلى الأمام صوت الفقراء في البرلمان



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 07:18 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

برونو مارس يُعلن فوزه بـ " جائزة غرامي " لأغنية العام

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 01:54 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

بيلا حديد تبرز في ثوب أبيض في شوارع نيويورك

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 23:55 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الجزيرتان كشفتا عيوبنا

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 14:26 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

"جونو "تدور حول كوكب المشتري منذ العام 2016

GMT 10:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض محرز يتجاهل المنافسة مع محمد صلاح

GMT 13:59 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

فريق الباطن يستضيف نظيرة الرائد في الدوري السعودي

GMT 20:02 2018 الخميس ,15 آذار/ مارس

قطة تورط بشكتاش التركي في أزمة مع اليويفا

GMT 04:04 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جمارك سيارة إنفينيتي QX50 موديل 2017

GMT 15:30 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إليزابيث هيرلي تنقل أجواء القاهرة السينمائي لجمهورها
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen