آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

كشفت سياسية تقيم في لندن عن الاسم الآخر للبلاد

تظاهرات السودان تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع المحافظ

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- تظاهرات السودان تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع المحافظ

الناشطة السودانية سماح بشرى
الخرطوم - جمال إمام

سلطت موجة المظاهرات الحالية في السودان، التي أطاحت بالرئيس عمر البشير ومن بعده رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عوض بن عوف، وقيادات عسكرية بارزة أخرى الضوء على عدة جوانب قد تكون غير معروفة للكثيرين من بينها الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في ذلك المجتمع المحافظ.

الناشطة السودانية سماح بشرى خريجة قسم العلوم السياسية من جامعة الخرطوم، وقسم التنمية الدولية بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن (سواس)، تقيم في العاصمة البريطانية وهي أيضا أمينة شؤون الأسرة بالجالية السودانية في لندن، كتبت لبي بي سي موضحة مكانة ودور المرأة السودانية، استغربت لاستغراب كثير من المتابعين (من خارج السودان) لأحداث الثورة الحالية، واندهشت لاندهاشهم من أن تكون المرأة السودانية أيقونة من أيقونات الثورة.

هل يعلم الأخوة "المندهشون" أن لدينا اسم آخر للسودان هو عازة، الذي يعني جالبة العزة وهو اسم شائع في بلادي، وأننا حين نتغنى بحب الوطن نقول: "عازة في هواك نحن الجبال.. وللبيخوض صفاك عازة نحن النبال" وهي من الأغنيات الوطنية الخالدة التي يحفظها كل السودانيين عن ظهر قلب.

واسم (عازة) السوداني شائع في السودان ودرج كثير من السودانيين على تسمية البنت الكبرى (عازة)، وهل يعلمون أنه في قريتي الصغيرة ريفي الخرطوم بحري، يُعرف الشخص بأمه فنقول "فلان ولد فلانة" و "فلانة بنت فلانة"، فعلى مر تاريخ أرض السودان لم تبرح المرأة السودانية مكانها الفاعل الريادي في الحياة الخاصة والعامة، الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية وبالطبع السياسية. فمنذ التاريخ القديم عرف السودان (الكنداكات) و(الميارم) وهي الألقاب التي يسمعها العالم اليوم إبان الثورة السودانية.

كلمة "كنداكة" في الثقافة السودانية تعني "الملكة العظيمة". أعاد بعض المؤرخين أصل الكلمة إلى "كانديس" في الرومانية، بينما البعض الآخر أرجعها إلى كلمة "كدي كي" في لغة مملكة مروي السودانية والتي تعاقبت على حكمها إحدى عشرة كنداكة في السودان الشمالي القديم.

أما كلمة "ميرم" فهي تعني "الأميرة" وكان لقباً يُطلق على ابنة السلطان، زوجته، وأخته، ولـ "الميارم" سجل لا يُغفل في المشاركة السياسية إبان ممالك دارفور بما في ذلك إدارة الحكم وتنفيذ الاعتصامات، ووفي الحقبة الحديثة خلد التاريخ "مندي بت عجبنا" بطلة السودان من جبال النوبة التي ربطت صغيرها على ظهرها وحملت بندقيتها تقود تعزيزات عسكرية لمواجهة الاستعمار عام 1917.

"أكاد لا أصدق"
الآن، وفي ساحة اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، تقف الميارم والكنداكات على خط المواجهة الأمامي يداً بيد مع إخوانهن الأبطال في وجه الظلم والفساد. يخاطبن الجماهير، يصددن هجوم المليشيات، يعددن الطعام، يطببن الجرحى والمرضى، يجمعن التبرعات، ويخططن لاستمرار المقاومة حتى النصر. هذه المقاومة التي اشتدت على مراحل عدة في مظاهرات يناير/كانون الثاني 2011، وبعدها سبتمبر/أيلول 2013، حتى تُوجت بانتفاضة ديسمبر/كانون الأول 2018.
أطالع هذه الملحمة وحالي كما تغنت الست أم كلثوم "في قلبي لوعةُ" ولا أشك أنها لوعة شجن وغبطة، ذلك أني أرى عهداً جديداً آتٍ ينتصر فيه نضال المرأة السودانية من أجل استعادة مكانها التاريخي ومن أجل حقها الذي هو حق أي إنسان في الحرية والكرامة والمساواة. ولا أخص هنا المجال السياسي وحده، فالحال السياسي لا ينفصل - في رأيي - عن الحال الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي.
في ساحة الاعتصام هذه تتوج المرأة السودانية وقفتها الطويلة أمام محاولات الاستضعاف والاقصاء التي تقاومها منذ فترة طويلة سواء في عهد حكومة عمر البشير أم كمفاهيم مجتمعية في الريف والحضر، ومشت (عازة) درباً طويلاً صامدةً من أجل التغيير الاجتماعي والسياسي في السودان الحديث؛ فدخلت الجمعية التأسيسية وترأست الدوائر البرلمانية والوزارات. أسست السودانيات الجمعيات الطوعية وقادت القوافل التوعوية من قلب السودان إلى أقاصيه، تهاتفني أختي الصغرى من ساحة الاعتصام تخبرني أنها أتت للمبيت هناك. تفتخر والدتي أن أختي وأخي في ميدان المقاومة وتخبرني بفرح أنهما محاصران مع رفاقهما في الشارع من قبل عناصر النظام. ترسل لي مقاطع فيديو لنساء يتحدثن عن حتمية الثورة.
أكاد لا أصدق وأنا أرى وأستمع فهذا ما كان الحال قبل سنوات. انخرطت في العمل السياسي في السودان حينما كنت تلميذة في المرحلة الثانوية وأحببت العودة إلى فناء المدرسة ليلاّ لوضع الملصقات الداعية إلى الحرية. في حرم جامعة الخرطوم، كان لي شرف خوض معارك كبيرة سياسية وأخلاقية إلى جانب الرفاق زملاء وزميلات الدراسة. لكنني كُنت أحرم من دخول البيت إذا تم اعتقالي وأفرج عني ليلاً بحجة أن الفتاة المحترمة لا ترجع بيتها في "أنصاص الليالي".
وتمت الاستعانة بعناصر رجالية في الأسرة من أجل الترغيب والترهيب على حد سواء لإقناعي أن السياسة عيب على النساء. لم تكن والدتي هي الوحيدة فقد سمعت الكثير من الكلام المسيء والمحبط وأنا أسير مع رفيقاتي في التظاهرات، وإبان الكر والفر أثناء المواجهة مع قوات النظام القمعية. كان هذا حال السواد الأعظم من الفتيات السودانيات في فترة من تاريخ السودان هي الأشد ظلاماً، واليوم تسطر المرأة السودانية تاريخاً جديداً، يفيق الجميع رجالاً ونساءً. كلي أمل في التغيير القادم وأنا أرى الثوار والثائرات في السودان يرفعون لافتات كتب عليها "صوتُ المرأة.. ثورة".

قد يهمك أيضًا:

مراسلة شبكة سي أن أن تتعرض للضرب في تظاهرات السودان

المجلس العسكري الانتقالي في السودان يطلب من القوى السياسية وضع شروطها

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تظاهرات السودان تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع المحافظ تظاهرات السودان تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع المحافظ



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen