سجَّلت المرأة العراقية حضورا لافتا في ساحة التحرير، فبالإضافة إلى مشاركتها في التظاهرات تقوم كذلك بخدمات متفرقة، من بينها إسعاف جرحى الاحتجاجات، إذ نزل الكثير
منهن إلى ساحات التظاهر وميادين الاعتصام لتولي مهمة إسعاف الجرحى، والمشاركة بكل شجاعة في التظاهرات التي تتخللها أعمال عنف.
وتحدثت ناشطة ومسعفة في ساحة التحرير، عن التجربة التي شاركت فيها إلى جانب عشرات النسوة، لإسعاف الجرحى، دون أن يهتزوا أو يتراجعوا، مع رؤيتهم لسيارات
الإسعاف وهي تنسحب هربا من الموقع.
وقالت الناشطة لـ"سكاي نيوز عربية": "جئت إلى ساحة التحرير في الـ25 من أكتوبر، برفقة فريقي من الجنديات الأبطال (62 امرأة)، لنسعف المصابين فقط. نحن طالبنا بحق
وطن محترم وعيشة كريمة، لكن أقسم بالله أن خيرة شباب العراق قتلوا، لن أقول شيئا سوى: متى سيتحرك العالم؟".
وكشفت المسعفة عن موقف مثير للخوف والارتباك تعرضت له مع زميلاتها في الساحة، قائلة: "بالأمس سيارات الإسعاف انسحبت، وأعطونا معداتهم الطبية، لأنهم يخافون،
فعناصر الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الشغب، جميعهم يتعرضون للضرب".
ووجهت المرأة أصابع الاتهام لإيران، قائلة: "جهة واحدة تقوم بضربنا، وهي إيران. نحن الآن نواجه حربا عراقية إيرانية، والشعب يحمل العلم بيده، وكلما رأوا هذا العلم
(الموالون لإيران)، انهالوا على حامليه بالضرب"، ولا يقتصر دور المرأة على الإسعاف فقط، بل تشارك بفعالية لدعم الشباب المتظاهر داخل ساحة التحرير، وحثهم على الثبات،
حتى وإن كان ذلك بالمشاركة فقط وحمل الأعلام العراقية.
وقالت متظاهرة عراقية: "يريدوننا أن نذهب فقط لمراكز الانتخابات!، لكننا سنأتي أيضا إلى التظاهرات السلمية وسنحمل العلم العراقي وسنوزع عبوات المياه، عندما يحصل لديهم
إخفاق"، وفي موقع آخر في ساحة التحرير، وقفت متظاهرة برفقة أطفالها، معبرة عن سخطها من الوضع الاقتصادي في البلاد، قائلة لـ"سكاي نيوز عربية": "مصدر دخلي يأتي
من منزل أملكه وأقوم بتأجيره، لكن مع الأسف فإن من يملك (معارف) يُخصص له راتب رعاية، وهؤلاء الشباب ليست لديهم رواتب، فلماذا لا تُخصص لهم مصادر دخل
تعيلهم؟"، ولا تمثل هؤلاء النسوة سوى شريحة بسيطة تعكس جهود المرأة العراقية، وسعيها للمشاركة بفعالية في الأحداث التي تشهدها بلادها، أملا في إحداث تغيير حقيقي ينتشل
العراق من المحنة التي يعيشها منذ أعوام.
قد يهمك ايضا
أميركي يؤِّلف "أعرف أنني أحبك" ليُذِّكر زوجته بقصة حبهما بعد فقدان ذاكرتها
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر