تسبب الثراء في ظهور نوع غريب من الهوايات يُعاند الطبيعة، وهو تربية الحيوانات المفترسة والنادرة، حيث انتشرت تلك الظاهرة في بعض دول الخليج العربي، ثم تبعتها روسيا بداية من عام 2012، رغم ما تحمله من مخاطر وما تسببت فيه من حالات افتراس وقتل تتزايد وانتشرت منذ ما يزيد عن 20 عامًا، ظاهرة تربية أسماك القرش وأسماك البيرانا والتماسيح والسحالي والثعابين بين الأثرياء في روسيا، أما الآن فظهرت موضة احتواء النمور والوشق والدببة واللاما والنعام والبوم خصيصا في إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق داغستان، وقالت مديرة قسم العقارات في شركة "كالينكا غروب" الروسية، أصحاب الحيوانات المفترسة في العادة يمتلكون مساحة واسعة من الأرض خارج المدينة.
اقرأ أيضًا:دراسة تكشّف أن التماسيح المعاصرة لا تشبه أسلافها المنقرضة منذ 200 مليون عام
كما يحظر في روسيا امتلاك الحيوانات المفترسة التي تزن أكثر من 200 كغ في الشقق ويعود هذا الحظر على النمور والأسود والثعابين والدببة دون الكلاب الكبيرة. ومن المثير للاهتمام أن بعض مستخدمي الإنترنت ينشرون الفيديوهات عبر يوتيوب لأنشطة الصيد، إذ يطارد فهدهم غزالا وتمسك به أو فيديوهات لتعلم كيفية ترويض الفهد وجعله حيوانا أليفا حقيقيا.
ويرى الكثيرون أنه يجب إطلاق حملات توعية للحد من هذه الظاهرة فهناك حالات كثيرة لتهريب الحيوانات المهددة بالانقراض، فخلال قرن، انخفض عدد الفهود مثلا من 100 ألف إلى 7100، وبيع ما لا يقل عن 1500 فهد عبر الإنترنت منذ عام 2012.
بالنسبة للخليج فالحيوانات الأكثر شهرة هي الأسود بسبب تكيفها مع المناخ، ولقدرتها على تحمّل الحرارة والبرودة. فهد الشيتا يأتي في المرتبة الثانية، لأن تربيته أصعب من الأسد، لكونه يتطلب عناية خاصة وتوفير أجواء تميل للبرودة. النمور هي الأقل مبيعاً، وذلك لارتفاع ثمنها، ولأنها صعبة الترويض، وتحتاح لعناية خاصة وأمكنة فسيحة.
وكانت الفهود دائما رمزا للثروة والسلطة عند العائلات الملكية، إذ كانت تستخدم كحيوانات أليفة أو للصيد، وسعرها يتراوح بين 6000 و8000 يورو، حيث شارك ولي عهد دبي فيديو له مع أسد يدعى "موتشي. وهناك حالات لتربية السعوديين للغوريلا وتداول مستخدمو التواصل الاجتماعي صورا أثارت المخاوف والسخرية.
وأجرى أحدهم تجربة أخرى مع ثعبان، حيث علمه شرب الشاي والماء. ثم تظهر الصور الآتية للممثلة الأمريكية ميلاني جريفيث مع أسدها الذي عاش في منزل عائلتها، ويبدو وكأنه حيوان أليف على الصور حيث يلهو مع أفراد العائلة وينام إلى جوار ميلاني في نفس السرير.
هناك أيضا طلب كبير على الطيور الجارحة المهددة بالانقراض من البلدان التي لا يزال فيها صيد الصقور مزدهر: المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والكويت.
من هنا يقوم التجار الغير الشرعيين بعرض بيع الحيوانات على صفحات السوشيال وذلك عدا عن إعلانات متاجر الانترنت، فيعرضون كل الأنواع النادرة من العناكب والببغاوات وإنسان الغاب، وحتى تضمن إعلان "جاهز لأن أبيع أو أشتري نمرا".
وتصعب السيطرة على ما ينشره الناس عبر الإنترنت، فهناك مئات الإعلانات عن بيع الفهود عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والصور التي ينشرها هؤلاء الأشخاص عن فهودهم تغري الآخرين بامتلاكها.
ووفقا لوزارة الموارد الطبيعية الروسية، فيتحمل البائعون والشارون للحيوانات المهددة بالانقراض بشكل غير شرعي سواء كان عن طريق الانترنت أو غيره مسؤولية على شكل عمل قسري لمدة تصل إلى أربع سنوات وغرامة تتراوح بين 500 ألف و 1.5 مليون روبل (بين 7600 ألف دولار و23 ألف دولار تقريبا) مع تقييد الحرية لمدة تصل إلى سنتين أو بدونها ، أو السجن لمدة تصل إلى أربع سنوات مع غرامة من نفس المبلغ.
أما في الإمارات فتفرض غرامة 10 آلاف درهم على تربية الحيوانات المفترسة وفي مصر يعاقب القانون بالحبس من عام إلى ثلاثة أعوام. ومن الملاحظ أن المخاطر الأساسية التي يواجهها أصحاب الحيوانات المفترسة، أنها قادرة على مهاجمة أفراد المنزل بالإضافة إلى نقل أمراض خطيرة.
قد يهمك المزيد:كيف تُنقذ التماسيح نفسها حال تجمد المياه في الطقس شديد البرودة
العلماء يلجؤون إلى تقنية التصوير لتسجيل نشاط أدمغة الزواحف
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر