آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مشكلة خطيرة تستلزم رفع الوعي البيئي وتسليط الضوء على أهمية إعادة التدوير

المخلفات البلاستيكية تغزو البحار والمحيطات في العالم وتحوّلها إلى "مناطق مميتة"

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- المخلفات البلاستيكية تغزو البحار والمحيطات في العالم وتحوّلها إلى "مناطق مميتة"

تلوث المحيطات بالبلاستيك
القاهرة ـ سهام أبوزينة

تشكّل المخلفات الناتجة عن الصناعات البتروكيميائية، بمختلف أنواعها من أكياس نايلون، وزجاجات بلاستيكية، وغيرها من النفايات التي يتم إلقائها في البحار والبحيرات والمحيطات، تهديدًا حقيقيًا للبيئة البحرية، فهي تفقدها مكوناتها الطبيعية، وتحولها إلى مناطق مميتة، نظراً للانخفاض الحاد الذي تسببه في الأكسجين اللازم لدعم الحياة البحرية، وتعد دول العالم الثالث، والدول الأسيوية باستثناء الصين، الأكثر إلقاءً لهذه المخلفات في البحار، في ظل عدم إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية، كما تشير الدراسات إلى تزايد عدد المناطق البحرية المميتة خلال السنوات الأخيرة، حيث تم رصد أكثر من 480 منطقة ميتة في العالم، أشهرها 3 مناطق في خليج بجنوب شرق ولاية لويزيانا، كذلك بعض المناطق على ساحل الخليج الأميركي، بالإضافة إلى العديد من المناطق بالقرب من السواحل المأهولة بالسكان.

وكشف بحث حديث عن وجود ألف طن من المواد البلاستيكية عبارة عن بقايا زجاجات بلاستيك وحقائب وأغلفة وأكياس من النايلون، تطفو على سطح البحر المتوسط، وبيّن تقرير علمي، نشره فريق من معهد الأبحاث الصناعية والعلمية الأسترالي، أن عدداً كبيراً من الحيوانات يعاني من تأثير النفايات البلاستيكية على نظامه الغذائي، والتي تضر بصحته وتؤدي إلى نفوقه، ووفقا للتقرير الذي نشرته مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن 99% من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء حتى عام 2050.

واعتمد الباحثون في تقييمهم على دراسات كانت قد نشرت ما بين 1962 و2012، وشملت 186 نوعا من الطيور، وفق ما جاء بموقع "تسايت أونلاين" الألماني، وذكر التقرير أيضا أن ثلثي الطيور البحرية ابتلعت جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء، وقال كريس ويلكوكس، من فريق الباحثين, إن هذه النسبة العالية تشير إلى "مدى تلوث المحيطات بالبلاستيك"، وخلال الخمسين سنة الأخيرة، بلغت هذه النسبة80%، ويرجع العلماء تراجع أعداد أنواع كثيرة من الطيور في جنوب المحيط بالقرب من أستراليا إلى تلوث المحيطات بكمية كبيرة من جزيئات البلاستيك.

وذكرت دراسة حديثة للأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أن إجمالي إنتاج الدول العربية من البتروكيميائيات  بلغ في عام 2016 أكثر من 150 مليون طن، وأظهرت الدراسة التي صدرت تحت عنوان "صناعة البتروكيميائيات  في الدول العربية"، أن البتروكيميائيات  الأساسية والبوليمرات الحرارية تعد من أهم منتجات الدول العربية على هذا الصعيد، وأوضحت أن صناعة البتروكيميائيات احتلت مكانة مهمة في العالم منذ التسعينات من القرن الماضي حتى الآن، مشيرة إلى أن إجمالي الطاقات التصميمية لإنتاج الإيثيلين في الدول العربية بلغ عام 2016 نحو 26 مليون طن، تشكل نحو 14.7 في المائة من الإنتاج العالمي.

ولفتت الدراسة إلى أن إنتاج البروبيلين بلغ نحو 9 ملايين طن في عام 2016، ما يعادل نحو 10.2 في المائة من الإنتاج العالمي، مبينة أن الطاقة الإنتاجية للميثانول تبلغ نحو 13 مليون طن سنوياً، وهو ما يمثل نحو 10.6 في المائة من الإنتاج العالمي، بينما زاد إنتاج الدول العربية من البوليمرات الحرارية إلى نحو 29 مليون طن، وحول خطورة تزايد عدد "المناطق البحرية المميتة"، يقول الدكتور خالد سعيد، الخبير البيئي، إن الكائنات البحرية تتأثر بشكل كبير بإلقاء النفايات البتروكيميائية في المناطق الساحلية، وهو مايفقد العديد من المناطق البحرية مكوناتها الطبيعية المهمة، ويحولها إلى بؤر مميتة.

ويضيف "سعيد"، أن المخلفات البلاستيكية كذلك تمثل خطورة كبيرة على مرتادي المناطق الساحلية، وتشوه المناظر الطبيعية، مؤكداً على ضرورة رفع الوعي البيئي للمجتمع وتسليط الضوء على أهمية إعادة التدوير للحفاظ على الشواطئ نظيفة، وحماية الكائنات البحرية، يقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن زجاجات المشروبات تعد واحدة من أكثر أنواع النفايات البلاستيكية شيوعاً، حيث تم بيع حوالي 480 مليار زجاجة بلاستيكية على الصعيد العالمي في عام 2016، أي ما يعادل مليون زجاجة في الدقيقة الواحدة، وفي حال استمرار الاستراتيجيات الحالية في إنتاج وإدارة النفايات بنفس النهج، سيصبح هناك ملايين من النفايات البلاستيكية في مدافن القمامة أو في البيئة الطبيعية والمسطحات المائية خلال السنوات العشر القادمة.

ويوضح "عبده"، أن مشكلة معالجة البلاستيك هي مشكلة عالمية قد يختلف مداها من دولة إلى أخرى، مؤكداً أن إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، لإنتاج منتجات أخرى أقل جودة من المنتج الأصلي، يوفر فرص استثمارية كبيرة، ويقترح الدكتور محمد عز العرب، أستشاري أمراض الكبد، استخدام الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل بديلًا عن الأكياس البلاستيكية العادية، التي يتم استخدامها حاليًا، حيث تستغرق نحو 100 عام لكي تتحلل، وتنتهي دورتها بإلقائها في البحار أوالأنهار، ما يعرض الكائنات المائية إلى النفوق، كما أن حرقها يؤدي إلى انبعاث ضارة.

ويحذر "عز العرب"، من خطورة تفاعل الأكياس البلاستيكية مع المواد الغذائية التي يتم وضعها بداخلها، لافتًا إلى أن التخلص من المخلفات البتروكيميائية بات يمثل تحديًا كبيراً أمام الحكومات، وبحسب البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن منطقة القاهرة الكبرى تنتج 60% من النفايات، والإسكندرية 16%، بينما تنتج الدلتا نحو 19% والمحافظات الأخرى (القناة والصعيد) نحو 5%، ويبلغ إجمالي النفايات البلاستيكية المعاد تدويرها نحو 292 ألف طن في السنة الواحدة، ويستهلك نحو 90 ألف طن من كسر البلاستيك مباشرة في التصنيع.

ويقترح أستاذ الاقتصاد الزراعي، الدكتور زكريا الحداد، تشجيع وتنمية إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، وجذب الاقتصاد غير الرسمي بتحفيزات ضريبية وتسهيل النقل والتسويق، وإقامة مجمعات صناعية حول القاهرة لاستيعاب مصانع وورش التدوير بتحفيز مصرفي بمنح قروض ميسرة بفائدة بسيطة.

وذكر "الحداد" أن إجمالي خامات البلاستيك المستهلكة يبلغ 911 ألف طن ستصبح نفايات بعد فترة من الزمن، ويضاف إليها بعض المنتجات التي بها أجزاء بلاستيكية أو مواد التعبئة والتغليف التي يتم استيرادها، والتي يشكل عدم التخلص منها عبئا كبيرا على البيئة وصحة الإنسان، ويتم جمع نحو 60% من المخلفات البلاستيكية المتولدة من المخلفات الصلبة، وقد تبين أن 30% فقط من النفايات يعاد تدويرها، وأن نحو 33% يتم دفنها، ويعاد استخدام 5% فقط من هذه النفايات ويتم حرق 32% بدون تجميعها.

 

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخلفات البلاستيكية تغزو البحار والمحيطات في العالم وتحوّلها إلى مناطق مميتة المخلفات البلاستيكية تغزو البحار والمحيطات في العالم وتحوّلها إلى مناطق مميتة



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen