أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، ضرورة تحييد التعليم برمته عن أي شكل من أشكال التسييس أو الحزبية .. موضحا أن أداء المؤسسات التعليمية والثقافية ينبغي أن تظل معبرة عن 27 مليون يمني.
وقال رئيس الوزراء خلال تدشينه اليوم بصنعاء الإسترتيجية الثانية لجامعة العلوم والتكنولوجيات 2018- 2022م" علينا أن نعمل على تحييد العلم وينبغي أن تكون الجامعات حاملة للمناخ العلمي وليس المناخ السياسي والحزبي الضيق لأن الأخير بالتأكيد يحدث نفور وابتعاد المجتمع بمختلف شرائحه وأطيافها عنها ".
ولفت إلى المكانة العلمية التي تحتلها اليوم جامعة العلوم والتكنولوجيا كواحدة من أهم الجامعات الأهلية والخاصة والمنافسة بأدائها وبمخرجاتها.. مؤكداً أن معايير الأداء والتقييم لأي مؤسسة بما في ذلك مؤسسات التعليم الجامعي يجب أن ترتبط بدرجة أساسية بما تقدمه وما تعطيه من مخرجات ايجابية لصالح المجتمع.
وأشاد الدكتور بن حبتور بأداء ومخرجات جامعة العلوم لأنها أثبتت حضور علمي على المستويين الوطني والإقليمي والدولي.
ونوه رئيس الوزراء إلى مضامين إستراتيجية الجامعة .. مؤكداً في الوقت ذاته حاجتها إلى المزيد من المراجعة سيما للمعلومات التاريخية.
ولفت بهذا الخصوص إلى أن جامعة عدن كانت أول جامعة يمنية رسمت إستراتيجية للتعليم بالتعاون مع منظمة اليونسكو للفترة 1970- 1975م .. مشيرا إلى أن العلم لا يتقادم ولكن يطور ويبنى عليه باعتباره نتاج تجربة إنسانية تراكمية ولم يكون وليد اللحظة.
وتطرق الدكتور بن حبتور، في سياق كلمته إلى ما يواجهه الوطن اليوم من عدوان واحتلال سافر وحصار خانق .. مؤكداً أن ما يتعرض له الوطن أكبر بكثير من مجرد عدوان وحصار أو استهداف أشخاص وأحزاب بعينها، بل هو استهداف لحاضر ومستقبل الوطن وجميع أبنائه وشرائحه الاجتماعية.
وقال " سنظل نقاوم العدوان وكذلك الفكر الانفصالي لأن في الأول استهداف لوجودنا ولأن الأخر لا ينتمي إلى اليمن وتاريخه وتراثه الواحد وثقافته المتسامحة ".
وأضاف " لسنا هواة أو عشاق للحرب كما يروج له المعتدين ولكنهم فرضوها علينا واعتقدوا أنها ستكون خاطفة ولكنها لا زالت مستمرة منذ أكثر من سنتين ونصف ووقودها للأسف كبير".
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على استعداد المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني للحل عبر الحوار والحل السياسي شريطة إيقاف العدوان وإنهاء الحصار .. معتبرا السلام هو الحل وليس الاستسلام الذي بالتأكيد يرفضه الشعب اليمني اجمع.
فيما أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين علي حازب أهمية إطلاق الإستراتيجية الثانية لجامعة العلوم والتكنولوجيا خصوصاً في خلال الأوضاع الراهنة التي يمر بها الوطن.
كما أكد تشجيع الاستثمار في التعليم النوعي وفق المعايير المعتمدة من مجلس الاعتماد الأكاديمي والاستفادة من تجربة جامعة العلوم والتكنولوجيا الرائدة باعتبارها صرح علمي شامخ وأول جامعة أهلية في اليمن وأحد النماذج الناجحة في الاستثمار في التنمية البشرية.
وقال" نبارك لجامعة العلوم إطلاق الإستراتيجية الثانية 2018 – 2022م في ظل هذه الظروف الصعبة" .. معتبراً الإستراتيجية الأولى للجامعة محطة هامة للاستفادة منها لتطوير خدماتها وأنشطتها وفق رؤى علمية وتلافي جوانب القصور.
وأشار وزير التعليم العالي إلى أن برنامج حكومة الإنقاذ فيما يتعلق بالتعليم العالي كان أحد أهدافه إصلاح منظومة العملية التعليمية في مؤسسات التعليم العالي القائمة وعدم التوسع حتى يتم معالجة الإشكاليات التي حصلت فيه بناءً على توصيات ومقترحات مجلس الاعتماد الأكاديمي .
ولفت إلى أن المجلس الأعلى للتعليم العالي أقر في يناير الماضي اعتبار العام 2017م عام لإصلاح أي إختلالات في التعليم العالي وكان في مقدمة ذلك إعادة تشكيل مجلس الاعتماد الأكاديمي.
ودعا وزير التعليم العالي الجامعات الأهلية التواصل مع مجلس الاعتماد الأكاديمي لمعرفة مدى تطبيق معايير الجودة والاعتماد في البرامج التي تدرس في جامعاتهم.
وشدد على ضرورة التسهيل للطلاب في الجوانب المالية وإعطاءهم فرص لتسديد الرسوم على أقساط تقديراً ومراعاة لوضع البلد الاقتصادي والظروف الراهنة التي تمر به البلاد جراء العدوان والحصار الظالم.
بدوره استعرض رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور حميد عقلان مراحل وأهداف الإستراتيجية الثانية والمنهجية العلمية المعتمدة ومراحل الإعداد والتحضير لها.
وأكد أن الجامعة استطاعت أن تنتقل إلى مسار أكثر تميزا في العمل الأكاديمي خاصة بعد النجاح الذي حققته الإستراتيجية الأولى للجامعة (2011م- 2015م ) ونالت بموجبه العديد من الشهادات المحلية الإقليمية والدولية.
وأشار الدكتور عقلان إلى أنه رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد من حصار وعدوان تأتي الإستراتيجية الثانية لتحمل الكثير من البرامج والمشاريع والمبادرات التطويرية في أبعاد العملية الأكاديمية والإدارية والمؤسسية خاصة التحول نحو الجامعة البحثية وريادة الأعمال واستكمال أنظمة الجودة في كل برامج الجامعة.
واستعرض مراحل إنشاء الجامعة والتي بدأت بأول كلية تقنية في اليمن عام 1992م.. لافتا إلى أن الجامعة استطاعت خلال الفترة الماضية تأهيل أكثر من 260 عضو هيئة تدريس من كوادر الجامعة، إضافة إلى إسهاماتها في مجال البحث العلمي من خلال تنظيم المؤتمرات العلمية ونشر الأبحاث وغيرها.
وتطرق إلى إسهامات الجامعة في تنمية المجتمع وابتكار حلول علمية وعملية لمشكلاته من خلال إقامة أكثر من 17 مركزاً تدريبياً واستشارياً وبحثياً في المركز الرئيسي والفروع إضافة إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا.
وفي الحفل الذي حضره وزير الصحة العامة الدكتور محمد بن حفيظ ووكيل وزارة التعليم العالي لقطاع المؤسسات الدكتور يحيى الهادي ورئيس جامعة 21 سبتمبر الدكتور ياسر عبد المغني، وعدد من رؤساء الجامعات الحكومية والأهلية وأمين عام اتحاد الجامعات الأهلية الدكتور محمد الحامس، تم عرض ريبورتاج عن الإستراتيجية الثانية لجامعة العلوم والتكنولوجيا 2018 – 2022م.
وفي ختام الحفل تم تكريم رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور ووزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب بدرعي الجامعة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر