تحت عنوان الجهود الدولية لإنهاء الأزمة اليمنية وأثر القرارات الدولية على الشأن اليمني نضم مكون حضرموت للتحرر والتطوير يوم الاحد ٤ يوليو الجاري، حلقة نقاشية ضمن أنشطته لتعزيز الوعي السياسي الذي يهدف الى تسليط الضوء على القضايا والأحداث الساخنة في المشهد السياسي اليمني، بمشاركة معالي السفير خالد اليماني وزير الخارجية الأسبق ومندوب اليمن الدائم الأسبق في الأمم المتحدة.
وفي مستهل الجلسة قدم الدكتور عبدالله العوبثاني رئيس مكون حضرموت للتحرر والتطوير لعناصر النقاش وموضوعه ونبذة عن معالي السفير خالد اليماني وأهمية المناصب التي تقلدها خلال مرحلة دقيقة في تاريخ اليمن المعاصر في خضم حرب دخلت عامها السابع ولا يبدو في الأفق قرب نهايتها.
وفي بداية مداخلته قدم السفير خالد اليماني ورقة عمل حول - الجهود الدولية لإنهاء الازمة واثر القرارات الدولية على الشأن اليمني- وشكر رئيس مكون حضرموت للتحرر والتطوير على تنظيم هذه الحلقة النقاشية ورحب بالحضور المتميز الذي شمل العديد من القيادات السياسية والإعلامية والفكرية، ثم قدم لمحة عن ما شهدته اليمن منذ بداية انقلاب المليشيات الحوثية على التوافق الوطني وسيطرته على مؤسسات الدولة ما تلاه من صراع تسبب في أكبر مأساة إنسانية استراتيجية على مستوى العالم، مسلطا الضوء على المأساة التي تمر بها اليمن بسبب هذه الحرب وعلى الجهود التي يقودها مجلس الأمن والجهود الأمريكية والأوروبية وجهود المملكة العربية السعودية لوضع نهاية لهذه الحرب التي فرضت على الشرعية ولم تكن على استعداد لها لولا تدخل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية لإنقاذ اليمن والإسهام في تماسك مؤسسات الشرعية وعودتها الى الداخل اليمني للتخفيف من معاناة ابناء اليمن، واستعرض السفير اليماني الجهود التي تقودها المملكة لإنجاح اتفاق الرياض وتوحيد القوى الوطنية في مختلف المناطق المحررة بما في ذلك المجلس الانتقالي وحراس الجمهورية تحت مظلة الشرعية لمواجهة المشروع الحوثي المدعوم من إيران.
وحذر اليماني من مغبة استمرار الخلافات وما صاحبها من خلل وضعف والعديد من الإفرازات التي تترتب عن غياب الدولة وبروز أمراء الحرب لتصدر المشهد وهم يقفون اليوم عائقا قويا أمام السلام وجهود لإيقاف الحرب واستعادة الدولة.
واستعرض معالي السفير اليماني جهوده في الأمم المتحدة خلال الفترة التي تلت الانقلاب الحوثي ومنذ اليوم الأول واجهت بعثة اليمن في الأمم المتحدة العديد من العراقيل وعملت بشكل متواصل مع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي التي وقفت مع الشرعية الدستورية وجهود استعادة الدولة، وما تمخض عنه من صدور القرارات الدولية وأبرزها القرار ٢٢١٦ لعام ٢٠١٥. وأكد السفير اليماني ان بعض الدول في مجلس الأمن أسهمت في الترويج للمليشيات الحوثية ومنحهم مساحة للترويج للمد الإيراني في دول المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي.
وتطرق اليماني الى الجهود الدولية لإنهاء الحرب في اليمن وآخرها الجهود التي بذلتها سلطنة عمان الشقيقة، وركز في مداخلته على أهمية مواصلة جهود السلام في اليمن في داخل مجلس الأمن من حيث أن الجهود داخل المجلس ما زالت غير كافية ويجب تكثيفها خصوصا بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وتحديدا روسيا والصين وأهمية توحيد موقف المجلس لارسال رسائل قوية وحاسمة للمليشيات الحوثية لوقف الحرب والدخول في جهود السلام.
وأشار اليماني إلى أنه يجب على التحالف أن يعمل على تقوية الأطراف والقوى التي تعمل تحت مظلة الشرعية والعمل على توحيد صفوفها بحيث تكون مؤهلة لخوض معركة الحل السياسي. وشدد السفير اليماني على ان الحوثي يستمر في رفض الدعوات الدولية لوقف الحرب وهو بذلك يمتلك خيار جر اليمن الى سنوات مديدة من التدمير والتقتيل والكوارث الانسانية والمجاعة رافضا دعوة المنطق كشريك في الحل.
واختتم السفير اليماني حديثه في حلقة النقاش بأن لا يوجد هناك مخرج من ازمة اليمن إلا بالحوار وترك كل أطراف الصراع للسلاح خصوصاً بعد مرور سبع سنوات لم يسفر عنها إلا مزيدا من تشتيت المجتمع اليمني وانهيار الوضع الاقتصادي فيما تنتشر المقابر في مختلف الأنحاء وتحديدا في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثي واستمراره في تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات الموت.
وفي الجزء الثاني من الحلقة النقاشية رد معالي السفير اليماني على العديد من الاسئلة التي طرحها الحضور وابرزها الأهمية المحورية للقرار ٢٢١٦ ودحض أبعاد ما يشاع حول وجود اليمن ضمن الباب السابع أو ما يمكن افتراضه تعسفا بالانتداب الأممي وذكر بأن تفويض مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة في اليمن كان ومايزال ومنذ اليوم الاول هي جهود تيسيرية فالأمم المتحدة لا تحمل عصا غليظة لفرض القرارات الدولية بل هي ميسر إذا ما كانت الأطراف المعنية بالازمة اليمنية تريد حلا للاشكال اليمني.
كما تناول السفير اليماني إلقاء بعض اليمنيين باللوم على المملكة العربية السعودية بالقصور في الاداء الحكومي أو غياب الدولة أو ضعف أداء الجبهات وأكد إن الاشكال لدينا في اليمن أننا لاننظر الى جوانب قصورنا وعجزنا الذي أوصل اليمن الى هذا الوضع المأساوي بل نجد انه من السهل علينا أن نجيره على الاشقاء في المملكة اللذين قدموا دماء أبنائهم في مشروع استعادة الدولة اليمنية واستقرار اليمن وهم يواصلون تقديم الغالي والنفيس دعما لليمن.
ومن جانب آخر تناول السفير اليماني اتفاق استكهولم مؤكدا ان هذه الموضوع يثير لديه شجون عديدة. ولتوضيح ما حدث من ملابسات حول ماذا حدث في استكهولم أكد اليماني إن الحكومة اليمنية والتحالف تعرضوا لضغوط من الشركاء والأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي لإيقاف العمليات العسكرية لمنح فرصة للعمل لإيقاف الحرب انطلاقا من الحديدة بما يمكن من تحويلها الى مشروع حل الأزمة في اليمن واستعادة الدولة تدريجيا.
وأكد اليماني أن قرار قبول اتفاق استوكهولم اتخذ من قبل رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بعد التشاور مع التحالف.
وأشار اليماني بان العديد من الاطراف تتهمه شخصيا بتوريط الشرعية باتفاق استوكهولم حول الحديدة وهو لم يكن سوى وزير الخارجية وكبير المفاوضين ممثلا عن الحكومة اليمنية. وتناول ايجابيات وسلبيات اتفاق الحديدة الذي بتقديره لم يمنح فرصة جادة للنجاح في التخفيف من المعاناة الاقتصادية والإنسانية وإيجاد موطئ قدم جاد لاستعادة الدولة.
وفي معرض رده على سؤال حول مخرجات الحوار الوطني وامكانية تنفيذها، أشار السفير اليماني الى حديثه خلال الايام القليلة الماضية في ملتقى دولي حول خارطة السلام النسوية في اليمن محذرا من مخاطر غياب الدور القيادي للمرأة اليمنية في جهود إنهاء الحرب وفي مشاورات السلام، مؤكدا انها اشكالية تعكس عقم اطراف النزاع التي ترفض الاعتراف بالمكون المجتمعي الأكثر تضررا من الحرب في اليمن. وطالب بأهمية التنفيذ الفوري لمخرجات الحوار الوطني فيما يتصل بحقوق المرأة اليمنية، وكذا الحال في موضوع التنفيذ الفوري لكافة مخرجات الحوار الوطني بما في ذلك اقامة اقليم حضرموت مؤكدا الرفض لتحويل مخرجات الحوار الوطني الى قميص عثمان ،مستنكرا عقم التفكير الذي يفترض أن نعمل أولا على استعادة الدولة ومن ثم تنفيذ التوافقات الوطنية بما يؤكد عدم وجود رغبة للإصلاح وتقديم المثل الايجابي لكل اليمنيين في المناطق الشاسعة المحررة في اليمن والتي تصل الى ٨٠٪ من الأرض اليمنية.
ونوه معالي السفير بأهمية إعلان إقليم حضرموت لما لحضرموت من اهمية كبرى والذي سيساهم بدوره في استقرار المناطق المحررة سياسيًا وينعكس إيجابًا على أقتصاد البلد ويعود بالفائدة على المواطن.
قد يهمك ايضا:
الحكومة تجمع أدلة لتورط إيران في الشأن اليمني بناء على طلب الأمم المتحدة
صحف السعودية تواصل اهتمامها بالشأن اليمني
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر