آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

يمني ينشر قصة مغامراته في الطريق إلى "الفردوس الأوروبي"

اليمن اليوم-

اليمن اليوم- يمني ينشر قصة مغامراته في الطريق إلى "الفردوس الأوروبي"

الشاب اليمني أمين تاكي
صنعاء - اليمن اليوم

قبل سنتين خرج الشاب اليمني أمين تاكي من بلاده المنكوبة أملاً في الوصول إلى "الفردوس الأوروبي"، لكنه وبعد عبور عدة دول في شمال إفريقيا، مازال "عالقاً" في المغرب قبالة البوابة الإسبانية. كيف وثق أمين رحلته على فيسبوك؟

"أعطني وجهاً حديدياً ثم الكمني كما تشاء"، هذا ما يدور في رأس المهاجر اليمني أمين تاكي وهو ملقىً على سريره، حين يستذكر "اللكمات والضربات" التي تلقاها "من أفراد الشرطة المغربية"، كما يكتب على يومياته على فيسبوك.

وصل أمين، 31 عاماً، إلى المغرب قبل شهر بعد رحلة استغرقت حوالي سنتين، بدءاً من العاصمة اليمنية صنعاء مروراً بعدد من البلدان ضمنها مصر وموريتانيا ومالي والجزائر.

ومنذ خروجه من مصر والمهاجر اليمني يكتب ما يحصل معه خلال رحلته على حسابه على فيسبوك تحت عنوان "الرحلة إلى أوروبا"، حيث نشر الجزء الأول منها في منتصف سبتمبر/أيلول، ووصلت حتى الآن إلى الجزء الثاني والعشرين، الذي نشره قبل ثلاثة أسابيع.

"كعجوز يصارع السكري"

 

ومنذ وصوله حاول مرتين عبور البوابة الإسبانية للوصول إلى مليلية، إلا أن قدمه اليسرى تعرضت للكسر في المرة الثانية. وهذا ما قد يؤخر هدفه في الوصول إلى أوروبا، كما يقول لمهاجر نيوز.

يكتب أمين في يومياته: "عمري واحد وثلاثون سنة، لكنني أبدو عجوزاً يصارع مرض السكري، وهذا ليس بسبب جُرح قدمي فقط، إنما بسبب العجز الذي يفتك بمحاولات إكمال رحلتي".

 

من بين محاولات أمين دخول منطقة مليلية، محاولة ظهر فيها الشاب اليمني مرتديا لباسا مغربيا وعن ذلك كتب أمين في يومياته على فيسبوك "حاولت أن أدخل منطقة مليلية بلبس المطاوعة(دعاة) المغاربة ولما أوقفني عسكري البوابة المغربي ورأى جوازي اليمني، قال لي : أنت داخل إسبانيا مش داخل على مكة، امشي امشي".

يصف أمين في يومياته حياة اللاجئين الآخرين أيضاً فيكتب: "أبناء بلدي هُنا، لا يعرفون الحقيقة. يجثمون على السجادة، ويُصلّون كي تحملهم أجنحة الملائكة إلى إسبانيا"، ويضيف: "يتعاطى بعضهم الحشيش حتى موعد أذان الفجر، فيذهبون إلى الصلاة في المسجد، يطلب مني أحدهم أن أصلّي معهم كي يغشى الله عيون حرس البوابة عنّا"، في إشارة إلى البوابة الإسبانية.

أما عن بداية رحلته إلى أوروبا فيقول أمين لمهاجر نيوز: "خرجت من صنعاء مع إحدى صديقاتي على أساس أنها زوجتي وتحتاج للعلاج في مصر، فانطلقنا من مطار سيئون (في حضرموت) إلى مطار القاهرة في شهر حزيران عام 2017"، ويتابع الشاب الذي كان يعمل في تجارة المفروشات: "لولا هذه الطريقة لما استطعت مغادرة اليمن بسبب مشاكل مع الحوثيين".

"قطعة قماش مرقعة"

 

يصف أمين خروجه من اليمن إلى مصر في يومياته ويكتب: "شكل اليمن من الأعلى مثل قطعة قماش مرقعة، هكذا بدت لي عندما شاهدتها من الطائرة وأنا متجه إلى مصر"، ويتابع: "مع مرور الوقت أصبحت هذه المناظر تشكل لي أزمه نفسية عندما كنت أرى أي مبنى سليم أو إنارة ضوء في شوارع مصر. بحق الله كنت أبكي مثل الطفل الذي تم قتل أمه أمام عينه في تعز (في اليمن)".

وقد أدى النزاع في اليمن إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة، وقتل فيه نحو 10 آلاف شخص. كما أن "هناك 12 مليون شخص مهددون بالمجاعة و3 ملايين نازحين وأكثر من نصف مليون لاجئ"، وفقاً لتصريحات أدلى بها وزير الصناعة والتجارة اليمني محمد الميتمي في كانون الثاني/يناير الماضي.

 

وبالعودة إلى أمين، فقد قام بعد الوصول إلى مصر بالتسجيل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل إعادة توطينه، وفي وقت الانتظار هذا كان يعد الوجبات اليمنية ويبيعها للناس مستعيناً بالفيسبوك.

أحكام مسبقة تقودها المشاعر

لكن وبعد مرور سنة وثلاثة أشهر من الإقامة في مصر دون الحصول على جواب من المفوضية، كما يشير أمين، قرر الشاب اليمني أن يبدأ رحلته إلى أوروبا لوحده مستعيناً بمهربين.

يطلق أمين في يومياته بعض الأحكام المسبقة على البلدان التي أقام فيها، فيكتب عن سبب خروجه من مصر مثلاً: "لم أحتمل الحياة في مصر، كانت وجهتي لها بالخطأ، كل شيء فيها بلا قيمة، حتى الإنسان المسجل في منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".

وفي العديد من أجزاء "الرحلة إلى أوروبا" يقارن اللاجئ اليمني بين البلدان التي يصل إليها أو يصف أوجه تشابهها أو اختلافها مع اليمن. ومما كتبه في يومياته بعد أن وصل من مصر إلى موريتانيا: "الحياة في موريتانيا غير مفهومة، مثل اليمن تماماً. لا توجد كهرباء إلا في بعض المنازل (..) والمياه من البئر"، ويتابع: "القرى قليلة ومتباعدة والبيوت كذلك. وعند كل قرية صغيرة يوجد مسجد أو اثنان، والفقر ثالثهما".

ومن موريتانيا توجه أمين مع لاجئين آخرين إلى الجزائر مروراً بمالي وأزواد. يقول أمين لمهاجر نيوز: "أوقفنا قطاع الطرق في أزواد، إلا أنهم أطلقوا سراحنا بعد دفع مبلغ من المال".

وبعد الوصول إلى الجزائر فشلت محاولات أمين الثلاث الأولى لمتابعة الطريق إلى إسبانيا. يتحدث الشاب اليمني عنها ويقول: "في المرة الأولى حاولنا الوصول من مدينة مغنية (الحدودية) إلى المغرب، وبعد تسع ساعات من المشي على الأقدام في الطرق الوعرة أعادتنا الشرطة المغربية إلى الجزائر بعد أن صادروا بعض هواتفنا المحمولة وبعض النقود".

"أشعر بالإهانة لكنني لن أستسلم"

وفي المرتين التاليتين حاول أمين الوصول إلى المغرب عبر طريق بحري من مدينة وهران الجزائرية إلى السواحل الإسبانية، كما يقول، إلا أنه وفي المرتين تعرضوا للاستغلال من مهربي البشر واعترضتهم في النهاية قوات خفر السواحل الجزائري.

يتحدث أمين في يومياته عن الفترة التي كان فيها في الجزائر ويقول: "تحدثتُ مع الكثير من الأصدقاء والصديقات، بحسن نية، عن المشاكل التي أواجهها في الجزائر (…) طلبت منهم قروض بسيطة، ولكن لافائدة"، ويضيف: "لاعليك يا صديقي سأقف معك. هذا ما أسمعه منهم. ثم أجد الحظر في اليوم التالي، والبعض لا يرد على رسالتي. وهكذا تتلاشى كرامتي".

لكن الحظ حالفه في المرة الرابعة واستطاع الوصول إلى مدينة الناظور. هذه المدينة المغربية تطل على البحر المتوسط وتشكل نقطة عبور لمئات المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى مليلية الإسبانية التي تقع داخل التراب المغربي.

إلا أن محاولتين قام بهما حتى الآن فشلتا، بل جعلته الأخيرة طريح الفراش بعد أن كسرت قدمه اليسرى نتيجة السقوط من السور الحدودي.

يصف أمين على فيسبوك لحظات تختلط فيها مشاعر اللاجئين ويكتب: "طالت مدة الرحلة إلى أوروبا، ومع مرور الوقت أصبح الوصول إليها مجرد آمال تافهة، وهذا ليس جيداً، إنما سيئاً كأغنية قبيحة. وانا هُنا، خلف جدار مدينة مليلية الإسبانية، أنسى لذة الوصول بشكل فظيع، وأشعر بالإهانة".

ورغم مشاعره والإجراءات المكثفة ضد الهجرة غير الشرعية التي تعترض سبيله وما تحمله من مخاطر كبيرة، يقول اللاجئ اليمني: "بأي حال لن تخور قواي ولن أستسلم (…) وها أنا أبدأ من الصفر (نحو) المزيد من محاولات الدخول إلى مليلية".

قد يهك ايضا:

انطلاق فعاليات المنتدى الإفريقى الأوروبى في فيينا بمشاركة الرئيس السيسي

تقليل بعثات الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اللاجئين بفتح الباب لتزايد أعداد الضحايا

alyementoday
alyementoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يمني ينشر قصة مغامراته في الطريق إلى الفردوس الأوروبي يمني ينشر قصة مغامراته في الطريق إلى الفردوس الأوروبي



إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen