صنعاء _ اليمن اليوم
تحدّى الشاب اليمني محمد الغويدي، الحرب الدائرة في بلاده والتي تدخل عامها الرابع، بتنظيم حفلة زفافه في أحد أحياء العاصمة "صنعاء"، مع الحفاظ على ممارسة الطقوس المتوارثة التي تعود بجذورها إلى مئات السنين.
لم يكن قرار الزواج سهلاً بسبب الحوداث المتكررة نتيجة الحرب خلال حفلات الزفاف والتي تحولت إلى بيوت عزاء في معظمها، لكن الغويدي، رأى أن تأخير الزواج أكثر من ذلك ليس منه فائدة، فاتخذ قراره وأكمل نصف دينه.
يقول العريس الثلاثيني،، إنّ الحرب سببت في تأخر الكثير من الشباب والشابات في الزواج، وذلك لارتفاع وتيرة الدمار والخراب، وانهيار الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع الأسعار، إضافة إلى التداعيات الأمنية التي زادت من همومه وفاقمت مشكلاته، لافتا إلى أن معظم صالات المناسبات تعود لمسؤولين حكوميين سابقين يصل حجزها إلى ما بين 100 و300 ألف ريال، لذا فإن الكثير من المواطنين يفضلون القاعات الواقعة في الأحياء السكنية المزدحمة بالسكان لانخفاض سعرها، والبعيدة عن المنشآت العسكرية، لأن تأثيرات الحرب ما زالت حاضرة.
وعن طقوس العرس، يشير الغويدي، إلى أن تقاليد المحافظات الشمالية متقاربة مع العاصمة صنعاء، موضحا أن العرس للرجال يكون يومين فيتم تزيين الشارع أو الحارة الخاصة بالعريس، لكن في زمن الحرب بات يوماً واحدًا وأحيانا دون زينة.
ويتابع: "الضيوف يحضرون العرس في منتصف النهار، ويتناولون وجبة غداء ثم ينتقلون إلى إحدى القاعات الخاصة بالمناسبات ويتناولون فيها القات ويتسامرون على أنغام الغناء والنشيد والمزمار".
أما العرس عند النساء وفقاً للغويدي، فتخصص قاعة لهن وتستمر الطقوس لديهن أسبوعا، بحيث كل يوم يحدد له اسم ومهام تختلف عن الآخر لينتهي بيوم الدخلة أو " الحلفة"، حيث تنقش العروس وترتاح استعدادا لذهابها لمنزل زوجها، وتلبس فساتين في كل يوم تختلف عن اليوم الذي قبله.
أصدقاء الغويدي، حرصوا على مشاركته زفافه، ويقول عبد الرحمن الفقيه، إنّه "رغم التحذير الدائم بعدم إقامة الأعراس في الشوارع بسبب الحرب، إلا أن أصدقاء العريس أصروا على ممارسة طقوسهم متحدّين ظروف الحرب"، مشيرا إلى أن الزفّات تقام في معظم المدن اليمنية ليلاً، في الوقت الذي تنشط فيه طائرات التحالف التي يقابلها إطلاق كثيف لمضادات الطيران.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر