بدأ الأمير وليام نجل ولى العهد البريطانى الأمير تشارلز زيارة الأردن، الأحد فى مستهل جولة تاريخية فى الشرق الأوسط، تشمل ايضا إسرائيل والأراضى الفلسطينية، بينما تشهد المنطقة سلسلة أزمات تؤثر على المملكة.
ووصل دوق كامبريدج (36 عاما) إلى عمان حيث استقبله ولى العهد الأردنى الأمير حسين بن عبد الله (23 عاما) الذى تخرج من أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية فى بريطانيا التى ارتادها الامير وليام.
وحطت طائرة الأمير البريطانى فى مطار ماركا العسكرى (شرق عمان) عند الساعة 16,05 (13,05 ت ج) وفرشت أمام سلمها سجادة حمراء طويلة.
واستعرض الأمير الذى ارتدى طقما داكن اللون وربطة عنق زرقاء لدى نزوله من الطائرة التى كتب عليها "القوات الجوية الملكية" حرس الشرف الاردنى بزى قوات البادية على الجانبين لتحيته.
وخلال احتفال رسمى بعيد ميلاد الملكة اليزابيث فى مقر السفير البريطانى فى عمان عبر الأمير وليام عن "الاعجاب بشدة بالمرونة التى اظهرها الاردن فى مواجهة تحديات انسانية وامنية عديدة نتيجة الصراعات فى المنطقة".
وأشاد بـ"الطريقة التى فتح بها أبوابه لمئات الآلاف من اللاجئين من سوريا، ناهيك عن التزاماته القديمة تجاه اللاجئين الفلسطينيين" ووصفها بانها "رائعة".
وأكد دوق كامبريدج "يجب أن تكونوا فخورين جدا بما قمتم به، فالأردن كمجتمع منفتح ومستقر يعد بمثابة منارة أمل للعديد فى الشرق الأوسط".
من جهة أخرى، أكد الأمير الذى زار "مؤسسة ولى العهد" التى يرأسها الامير الحسين وهدفها تمكين الشباب فى المملكة انه "اذا كان مستقبل البلد فى يد شبابها، فإن مستقبل الأردن سيكون مشرقا".
وسيزور الأمير وليام غدا الاثنين مدينة جرش الأثرية (50 كلم شمال عمان) ويتجول بين آثار المدينة الرومانية فيما سيتابع عرضا على المسرح الرومانى القديم، ويقابل شبانا اردنيين وسوريين، كما سيلتقى الأمير بجنود بريطانيين متمركزين فى المملكة.
وتتزامن زيارته مع سلسلة أزمات يتأثر فيها الأردن، قبيل وصوله اعلنت عمان ان قدراتها الاستيعابية "لا تسمح" باستقبال موجة لجوء جديدة، فيما يمهد الجيش السورى لعملية عسكرية وشيكة جنوب سوريا قرب الحدود مع المملكة.
ويستقبل الاردن نحو 650 ألف لاجئ سورى مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا اليها بنحو 1,3 مليون منذ اندلاع النزاع السورى عام 2011.
وتقول عمان أن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار، وكانت جهود احياء عملية السلام المجمدة بين اسرائيل التى سيزورها الامير وليام والفلسطينيين محور عدة لقاءات عقدت فى عمان الاسبوع الماضي.
وقام رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو بزيارة نادرة الى عمان تبعها زيارة صهر الرئيس الاميركى دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر والمبعوث الخاص للمفاوضات جيسون غرينبلات، ثم زيارة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ورئيس المخابرات الفلسطينى ماجد فرج، وتوجه العاهل الاردنى الملك عبد الله الثانى الى واشنطن الخميس عقب تلك الزيارات لاجراء مباحثات مع ترامب غدا الاثنين.
ويتوجه الأمير وليام، وهو فى المرتبة الثانية فى ولاية العرش البريطاني، إلى إسرائيل مساء الاثنين ليبدأ زيارته التاريخية التى تشمل كذلك الضفة الغربية المحتلة.
وسيجرى محادثات مع نتانياهو ومع الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وشدد قصر كنزينغتون فى لندن على "الطبيعة غير السياسية لدور" الامير "بما يتطابق مع كل الزيارات الملكية فى الخارج".
لكن المنطقة تشهد توترا كبير، خصوصا بعدما اعترف الرئيس الاميركى دونالد ترامب مؤخرا بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن من تل ابيب الى القدس، ما أثار غضباً عربياً ومواجهات عنيفة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر