حيا رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور الشهداء من الرعيل الأول للثورة الأم والمناضلين، على تضحياتهم الكبيرة في سبيل الثورة والدفاع عن آمال وتطلعات الأمة في الانعتاق من الكهنوت والاستعمار البغيض.
جاء ذلك لدى مشاركة رئيس الوزراء في الحفل الخطابي الذي أقيم اليوم بالعاصمة صنعاء بمناسبة العيد الـ 56 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، الذي حضره رئيس مجلس النواب يحيى الراعي والقائم بأعمال رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس ونائبي رئيس الوزراء لشوؤني الأمن والدفاع اللواء جلال الرويشان والخدمات محمود الجنيد، وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وعدد من مناضلي الثورة اليمنية.
وأعرب رئيس الوزراء في مستهل خطابه عن تهانيه الحارة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي يقود في هذه الفترة تحولات أساسية جمة في مواجهة العدوان وتثبيت وترسيخ دعائم المؤسسات التي يقودها الرئيس مهدي المشاط وكذا كافة أبناء الشعب اليمني الأبي بهذه المناسبة الوطنية.
واعتبر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر محطة مهمة من محطات الشعب اليمني التي أنجزت ما لم تستطيع أن تنجزه الثورات في بلدان أخرى تشبه اليمن إلى حد كبير.
وقال " هذه الثورة استطاعت أن تصنع نظام جمهوري يضم مختلف فئات الشعب ضد نظام أمامي كهنوتي متسلط كحقيقة تاريخية ينبغي إلا نغفلها في سياق أحاديثنا لأنها واحدة من ثوابت التربية الوطنية للشعب اليمني شماله وجنوبه وشرقه وغربه " .. مؤكد أنه لولا هذه الثورة ما حدثت التحولات اللاحقة إحداها ثورة ٢١ سبتمبر التي احتفل بها الوطن قبل أيام.
وأضاف " إن تكريم الرعيل الأول من الثوار والمناضلين الأحرار الأحياء منهم والأموات في مثل هذا اليوم ينبغي أن يكون حاضرا دوما لدى المنظمين لمثل هكذا مناسبة كأقل واجب تجاههم نظير ما اجترحوه من بطولات وتضحيات في سبيل الانتصار للثورة وأهدافها الوطنية والإنسانية".
وأشار رئيس الوزراء إلى ما تعرضت له الثورة اليمنية والشعب اليمني عموما من مؤامرات منذ قيامها وحتى اللحظة .. وقال " لا نستغرب قيام السعودية وحليفتها الإمارات بقتل الشعب اليمني لانهم أصلا قد مارسوا هذه الهواية منذ أكثر من 56 عام، أي أن الأمر استمرار لفكرة إخضاع اليمن بتاريخه وحضارته وشموخه وارثه الثقافي لحفنة تعيش في الرياض أو في أبو ظبي ".
وأضاف " لسنا في لحظة اقتطاع للتاريخ بل في لحظة تسلسل طبيعي ومنطقي لهذا الشعب الذي أراد حريته وهو ما رفضته دول الجوار بل أنها تأمرت على هذه الثورة ".. منوها بدور الأشقاء المصريين في تثبيت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
وتوجه بهذا الصدد بالتحية للشعب المصري الشقيق الذي ساند الشعب اليمني منذ بداية الثورة وكذا الشعب العراقي على مساعدته الثورات اليمنية اللاحقة .. مؤكداً أن الثورة اليمنية وجدت كي تكون قاسم مشترك بين جميع اليمنيين الأحرار.
وقال " إن من كان عميلا بالأمس سيكون عميلا اليوم ويمكن أن يكون عميلا في الغد، هذه قواعد الحياة التي تقول لنا أيضا أن الأحرار يتفقون على المبادئ والقيم بينما يلتقي العملاء على المصالح ".
وأشار الدكتور بن حبتور إلى أن ثورة ٢٦ سبتمبر ناضل فيها كل أطياف المجتمع وطبقاته ومشاركة وطنية من جنوب وشرق الوطن وهو ما يؤكد أن الثورة لا تكون ثورة لطائفة ضد طائفة أخرى.
وأوضح في هذا السياق أن ثورة ٢١ سبتمبر ليست ثورة طائفية كما يروج لها الأعداء بل هي ثورة كل الشعب الذي يريد حريته ويرفض الاستعباد وأن يكون تحت وصاية أي جهة كانت .. لافتا إلى أن الثورة ليست حكرا على من يتحدث بلغة الثوار وإنما هي ممارسة ثورية حقيقية من كل عضو من هذه الأحزاب وفي التجمعات.
وأكد أن الجميع معني في هذه اللحظة التي يتعرض فيها الوطن لعدوان بالعمل على تمتين الجبهة الداخلية وتطوير العلاقات البينية وعدم ترك مجالا للوشايات لتقويض الجبهة الداخلية القوية .. وقال " إن جميع اليمنيين معنيين بمقاومة دول العدوان بما في ذلك المرتزقة والعملاء الذين ينبغي أن يستفيقوا من سبات العمالة وأن يصحى ضميرهم ".
واعتبر رئيس الوزراء أنه من غير المنطقي أن يموت المواطن في الساحل الغربي لمجرد أن الطرف الآخر الذي يريد تركيع اليمنيين يدفع المال.
وقال " على الأشقاء الخونة أن يستفيقوا لأن الأمر مهما بلغ فإننا سنصل إلى نقطة التعادل وهي الحوار السياسي القادم، فمن يبرر للعدوان جرائمه فهو خائن ومن يبرر ويساند العدوان فهو شريك في هذه الجرائم التي تحدث في كل لحظة وكل ساعة من مقاومتنا له ".
كما أكد أن لدى الوطن جيش صلب ولجان شعبية ورجال أمن أبطال ومتطوعين من القبائل الحرة هم من يقودون حاليا المواجهة الشرسة مع المعتدين ومعهم جماهير الوطن وقبائله التي ترفد الجبهات بالرجال.
وأشار إلى أن الجميع معني بتمتين الجبهة الداخلية والشراكة الوطنية بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وحلفائهم وكل من وقف بوجه العدوان باعتبارها قضية جوهرية ينبغي على الجميع التمسك بها والعض عليها بالنواجذ .
وترحم رئيس الوزراء على أرواح جميع شهداء الثورات اليمنية .. مؤكداً أهمية التذكير المتواصل بالمسؤوليات الوطنية تجاههم وما بذلوه من تضحيات من أجل وطنهم وأمتهم .. معربا عن تقديره لكل من ساهم في الإعداد والتحضير لهذا الحفل البهيج.
بدوره أشار القائم بأعمال رئيس مجلس الشورى إلى أن العيد الـ 56 لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة يحل على الشعب اليمني الذي أوقد ثورته على الظلم والعدوان، وهو يتعرض لأبشع عدوان.
وقال " إن الثورة اليمنية 26 سبتمبر أخرجت الشعب اليمني من ربقة الفقر والمرض والجهل إلى آفاق الحرية والعدالة والتنوير والديمقراطية ولهذا لم يسبق لثورة أن وصفت بأنها معجزة غير ثورة 26 سبتمبر 1962م ".
وأضاف " إن أهم عامل لانتصار ثورة 26 سبتمبر هو صدق قادة الثورة مع جماهيرها وإيمان الجميع بسٌمو الأهداف الوطنية المرجوة من التغيير وإعادة بناء الوطن بنظام جمهوري يمثل الإرادة الشعبية ".
ولفت العيدروس إلى أن ثورة 26 سبتمبر تعرضت فيما بعد لتحديات ودخلت حلبة رهانات وطنية وإقليمية ودولية، إلا أن ما منع انتكاستها هو أنها ثورة الشعب وليست ثورة فئة أو طائفة أو حزب، فكان حري بجماهير الشعب أن تحميها وتدافع عنها وتمضي بمسيرتها قدما وتبذل التضحيات الجسيمة لأجلها .
وأوضح أنه بالرغم من أن الثورة لم تصبح بمأمن من الأعداء التاريخيين لليمن الذين ظلوا يطلون برؤوسهم وبأموالهم بين الحين والآخر، لكن ما جعلها الأقدر على قهر المتآمرين عليها صمود وثبات وتضحيات الشعب اليمني.
وقال " لا شك أن ذاكرة اليمن لا يمكن أن تتجاهل حقيقة أن الثورة السبتمبرية كانت شرارة الثورة التي أشعلت من على قمم جبال ردفان ضد المستعمر البريطاني وكانت المدد الحقيقي لثوار ثورة 14 أكتوبر الذين تحقق بهم جلاء الاحتلال البريطاني من الأراضي اليمنية لأن هدف التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري احتل الهدف الأول من أهداف ثورة 26 سبتمبر ".
وأضاف القائم بأعمال رئيس مجلس الشورى " نحتفل اليمن بالعيد الـ 56 لثورة 26 سبتمبر وقبلها بالذكرى الرابعة لثورة 21 سبتمبر وتحل علينا هاتين المناسبتين وشعبنا اليمني يعيش حياة مريرة جراء العدوان الذي تشنه دول التحالف بقيادة السعودية وما سببه هذا العدوان من إيغال في استباحة دماء اليمنيين من الأطفال والنساء والشيوخ".
وأشار إلى أن العدوان استهدف منازل المواطنين ومزارعهم والطرق والجسور والأسواق ومشاريع المياه والبنية التحتية والخدمات العامة، إضافة إلى شنه حربا اقتصادية، ما ضاعف من معاناة اليمنيين.
وطالب العيدروس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل المسؤولية في اتخاذ قرار ملزم بإيقاف العدوان ورفع الحصار .. مؤكدا أنه ما من خيار أمام الشعب اليمني في ظل استمرار الصمت الدولي وما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم إلا الصمود والاستبسال والتصدي للعدوان وفقا لحقه المشروع الذي تكفله المواثيق الدولية.
ودعا الجميع إلى دعم الجيش واللجان الشعبية المرابطين في الجبهات بما يعزز من الصمود في مواجهة العدوان والدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله وأمنه واستقراره.
فيما ألقى أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري كلمة عن المجلس السياسي عبر فيها عن أزكى التهاني بأعياد الثورة المجيدة .. لافتا إلى أن الشعب اليمني شعب ثائر ويثبت كل يوم أنه يعيش ثورة صمود وشموخ وإباء تواجه العدو في ساحات الوغى وتمرغ أنفه وتقهر مجنزراته.
وأشاد بدور كل فئات الشعب اليمني في دعم ثوراته الثلاث 21 سبتمبر و26 سبتمبر و14 أكتوبر.
وتطرق إلى أهداف ومطالب ثوار اليمن من الشمال إلى الجنوب في مرحلة الستينيات .. وقال " هذه الأهداف والمطالب تتجدد اليوم في ظل واقع سياسي وصراع دولي وأطماع تداخلت فيها المصالح والمنافع على كل المستويات ليقول الثوار كلمتهم ويمضوا غير آبهين لا بالتبعية والركون لأي طرف كان إقليمي أو دولي ".
واكد الدكتور الحوري حرص القيادة السياسية ورغبتها في الحل السياسي عندما يكون الطرف الآخر لدية الرغبة الحقيقة للتفاوض بما يضمن للشعب اليمني التحرر وفرض سيادته على كافة أراضيه وعدم التبعية والوصاية.
وأشار إلى فشل المتآمرين على ثورة الشعب والمدعين للتحرر ورفض الوصاية والتبعية وتساقطهم في الرياض وأبوظبي والقاهرة وتسكعهم في أسطنبول وغيرها ودعواتهم الكاذبة للحفاظ على منجزات الثورة بينما هم من يفرض الحصار ويعبث بالاقتصاد ويضرب العملة ويمنع المرتبات.
من جهته أشاد رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام في كلمة مناضلي الثورة اليمنية، بدور الجيش واللجان الشعبية المدافعين عن اليمن أرضا وإنسانا في مواجهة العدوان.
وأكد أن المؤامرة الخارجية على اليمن ليست من عام 1962م أو ما قبلها وإنما هي مرتبطة بما يحمله اليمنيون من مبادئ وقيم وأخلاق في نصرة المظلومين ولما يحملونه من عزة وكرامة وشيمة وإباء ونجدة المستضعفين.
وأوضح أن اليمن واليمنيين باتوا أهدافا لمشاريع الهيمنة الخارجية والاستعمارية، ما يتوجب على الجميع القيام بمسؤولياتهم .. مؤكدا وقوف القبائل إلى جانب القيادة السياسية والثورية والجيش واللجان الشعبية في معركة الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله.
وكما أكد الشيخ رسام استمرار قبائل اليمن المضي قدما في رفد الجبهات باعتبار القبيلة هي المدد والسند للقوات المسلحة والأمن
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر