ستقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم وفد برنامج الأغذية العالمي الذي يزور بلادنا حاليا برئاسة المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي.
جرى خلال اللقاء مناقشة جوانب الشراكة بين الجمهورية اليمنية وبرنامج الأغذية تجاه التحديات الإنسانية الراهنة وبوجه خاص ما يتصل بمواجهة نقص الغذاء وسوء التغذية الذي يعاني منها ملايين اليمنيين بفعل الآثار الاقتصادية للعدوان والحصار السعودي الإماراتي المتواصل منذ ما يقارب أربع سنوات على الشعب اليمني.
وفي اللقاء الذي حضره وزراء التخطيط والتعاون الدولي عبدالعزيز الكميم والتربية والتعليم يحيى الحوثي والمياه والبيئة المهندس نبيل الوزير والصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل والإعلام ضيف الله الشامي ومستشار المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز الترب، جرى مناقشة إمكانية مساهمة البرنامج في مساندة الجوانب الصناعية والإنتاجية الزراعية والحيوانية والسمكية التي تساعد على التخفيف عن البرنامج من حجم الدعم الذي يقدمه.
وتطرق اللقاء إلى التحديات الإنسانية والمادية التي يواجهها قطاعات المياه والصرف الصحي والتربية والتعليم والصحة العامة ومنتسبيها والتبعات الإنسانية التي يخلفها استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي للسنة الرابعة على التوالي بخلاف تداعيات تصعيد العدوان ومرتزقته الراهن في الساحل الغربي على دخول المساعدات الإنسانية الغذائية والدوائية والسلع الأساسية الأخرى والذي وصل حد استهداف ميناء الحديدة.
كما تطرق اللقاء إلى عملية التقييم المشترك لسير عملية إيصال المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج للمستفيدين في مختلف مفاصلها بما يؤدي إلى تعزيز الشفافية ومعالجة أية إشكاليات قد تواجهها هذه العملية انطلاقا من الحرص المشترك للتأكد المستمر من وصول الدعم إلى مستحقيه، لما من شأنه زيادة حجم الدعم اليومي والشهري الذي يقدمه البرنامج ومواكبة أي زيادات جديدة في عدد المستفيدين نتيجة استمرار العدوان والحصار والحرب المفروضة على الشعب اليمني.
ورحب رئيس الوزراء في مستهل اللقاء بالمسئول الأممي في زيارته الثانية لليمن .. معربا عن تقدير حكومة الإنقاذ باسم الشعب اليمني للإسناد الإنساني الكبير الذي يقدمه برنامج الأغذية العالمي في هذا الظرف الاستثنائي ودوره الفاعل في إنقاذه من المجاعة .
وأكد حرص الحكومة الكبير على ضمان إيصال المساعدات المقدمة من البرنامج لمستحقيها ..لافتا إلى تعمد العدوان قصف مصانع الأغذية والمنشآت الإنتاجية المرتبطة بالأمن الغذائي وبشريحه واسعة من المجتمع اليمني إلى جانب حصاره الجوي والبري والبحري الذي ساهم في زيادة أعداد المحتاجين للغذاء وفي الوقت ذاته انتشار سوء التغذية بشكل كبير خاصة في أوساط النساء والأطفال.
وأوضح الدكتور بن حبتور أن إعادة تشغيل المصانع ودعم الأسر المنتجة والقطاعات المرتبطة بالأمن الغذائي من شأنه التخفيف عن البرنامج من جهة ومساعدة اليمنيين لأنفسهم من جهة ثانية.. مشيرا إلى انه حال توقف العدوان فأن المواطنين سيتوجهون مباشرة لممارسة أعمالهم المهنية الإنتاجية التي توقفت بسببه.
وجدد رئيس الوزراء بهذا الخصوص التأكيد على الإرادة القوية المتوفرة لدى المجلس السياسي الأعلى ورئيس المجلس الأخ مهدي المشاط وحكومة الإنقاذ الوطني لدعم العملية السياسية.. وبين انه لولا التدخل السعودي لكانت القضية اليمنية قد حلت بأفضل صورة .
كما أكد حرص حكومة الإنقاذ على تعزيز الشراكة القائمة مع البرنامج وتطويرها بما يخفف عن الشعب اليمني مأساته الكبيرة وتذليل أي صعوبات أو إشكاليات إجرائية أو ميدانية.
بدوره اعرب المسئول الأممي بيزل، عن سعادته بزيارته الحالية لليمن .. وقال " نتطلع للعمل معكم اليوم وغدا ونأمل أن تأتي الزيارة المقبلة وقد انتهت الحرب ".
وأشار إلى ارتفاع مستوى الجوع بشكل ملحوظ وزيادة حجم الحالات المستهدفة من قبل البرنامج إلى ١٢ مليون شخص مقارنة بسبعة ملايين و٨٠٠ الف شخص حاليا.
ولفت إلى أن توفير الغذاء وحده لن يحل المشكلة وإنما تحفيز الجانب الاقتصادي الإنتاجي .. موضحا أن لدى البرنامج توجه لضخ الأموال في الاقتصاد الوطني عبر تسليمها مباشرة للمستفيدين للشراء من السوق المحلي.
وأكد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية انه كلما تعززت الأنظمة المتصلة بالشفافية والرقابة والمُساءلة زادت فرص تقديم المزيد من العون للشعب اليمني .. مشيرا إلى أهمية المسوحات الميدانية للفائت المستهدفة والتقييم المستمر لآليات العمل في إيضاح مجمل الجوانب الخاصة بهذا الجانب وبالتالي ضمان حشد المزيد من الموارد لفائدة الاحتياجات الغذائية للمستهدفين.
وبين أن البرنامج ينفق حاليا ثلاثة ملايين دولار يوميا لمواجهة مشكلة نقص الغذاء وسوء التغذية التي يعاني منها ملايين اليمنيين.
حضر اللقاء المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي مهند هادي والمدير القطري للبرنامج باليمن ستيفن اندرسن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر