رفض رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي الزج ببلاده في صراع وصفه بـ"الكارثي"، مشيرَا إلى حرص العراق على أن لا يكون طرفًا في أي صراع إقليمي أو دولي.
وقال "العبادي"، في تصريح صحافي، السبت، على خلفية التوتر الأخير بين إيران وإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن العراق حريص على مصالحه الوطنية ومصالح شعبه، ولا يريد أن يكون طرفًا في صراع إقليمي أو دولي يؤدي إلى كوارث على المنطقة والعراق.
وكشف البيت الأبيض عن أن الرئيس الأميركي بحث، في مكالمة هاتفية مع "العبادي"٬ سبل مكافحة تنظيم "داعش" المتطرف، و"الخطر الإيراني". وأكد رئيس الوزراء لـ"ترامب"، الخميس، أن العراق دولة ذات سيادة، ولها مؤسسات دستورية وطنية، وتتعامل مع الدول بعيدًا عن التدخل في الشؤون الداخلية.
وعلى صعيد آخر، أكد "العبادي" على حق التظاهر السلمي، والحرص على حماية المتظاهرين وسلامة وأمن المواطنين، والحفاظ على الأملاك العامة والخاصة. ودعا، وفق بيان لمكتبه، إلى الالتزام بالقانون والنظام العام، في وقت تخوض فيه القوات المشتركة معارك "الشرف والفداء"، لتحرير المدن العراقية من بطش عناصر تنظيم "داعش" المتطرف.
وشهدت العاصمة، بغداد، تظاهرات، لليوم الثالث على التوالي، للمطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات، دعا إلى تنظيمها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وقوى مدنية أخرى. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفرقة المتظاهرين في ساحة التحرير، في بغداد.
وحذر زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، المتظاهرين من دخول المنطقة الخضراء. وقال، في بيان له، مخاطبًا المتظاهرين: "إياكم ودخول المنطقة الخضراء هذا اليوم" ودعا إلى الانسحاب من بوابة المنطقة الخضراء، حتى غروب الشمس.
في غضون ذلك، أكدت مصادر من داخل التظاهرة إلى أن المواجهات مع القوات الأمنية أسفرت، حتى الآن، عن قتيل وعدد من الجرحى، مشيرة إلى أن القوات الامنية تحاول إخلاء ساحة التحرير من المحتجين بالقوة، بعد تحشدهم للتوجه صوب المنطقة الخضراء.
وطالبت مفوضية الانتخابات المجتمع الدولي بحمايتها، بعد تهديدات من مسؤولي التظاهرة، التي تشهدها العاصمة. وقال رئيس مجلس المفوضين، سربست مصطفى، في بيان له: "نطالب القائد العام للقوات المسلحة والمجتمع الدولي بحماية مفوضية الانتخابات، من مجلسها وموظفيها، نتيجة تعرضهم للتهديدات المباشرة من قبل البعض من مسؤولي التنسيقيات الخاصة بالتظاهرة".
كما طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، باعتبارها مؤسسة دستورية كفلها الدستور العراقي، بحماية المفوضية وبناياتها المنتشرة في جميع المحافظات، وموظفيها، نتيجة التهديدات التي وصلت إلى أعضاء مجلس المفوضين والموظفين، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والعديد من رسائل التهديد الأخرى.
وأشار "مصطفى" إلى أن مفوضية الانتخابات تتعرض لضغوط كبيرة من بعض الكتل السياسية، الهدف منها زجها في الصراعات السياسية.
وميدانيًا، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن قيادة القوة الجوية، استنادًا إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن، نفذت ضربات جوية ناجحة، تحقق من خلالها تدمير معامل لتفخيخ العجلات، ومدفع ثقيل، ومخازن للأسلحة، في قضائي تلعفر والحضر، ومناطق في حي الثورة وبادوش.
وأعلن الجيش الأميركي أنه استهدف القيادي البارز في "داعش"، المدعو رشيد قاسم، خلال هجوم للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، قرب الموصل، خلال الأيام الثلاثة الماضية. ويحمل "قاسم" الجنسية الفرنسية.
وقال الميجر أدريان جيه تي رانكين غالوي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة: "نقيم الآن نتائج هذا الهجوم، وسنقدم مزيدًا من المعلومات عندما تصبح متوفرة"، دون أن يقدم تفاصيل عما إذا كان "قاسم" قتل في العملية.
وبرز اسم المتطرف الفرنسي رشيد قاسم على واجهة الإعلام الفرنسي، عقب تفكيك خلية نسائية خططت لاعتداء متطرف، بسيارة محملة بقوارير الغاز. وأظهرت التحقيقات أنه دبر، عن بعد، اعتداءات، كانت فرنسا مسرحًا لها.
وغادر "قاسم"، صاحب الـ29عامًا فرنسا في 2012، للانضمام إلى تنظيم "داعش" المتطرف، في منطقة سيطرته في العراق وسورية٬ وهو يدعو، منذ أكثر من ستة أشهر، إلى تنفيذ أعمال قتل عبر شبكة الرسائل القصيرة "تلغرام"، ويصف بالتفصيل أساليب التنفيذ والأهداف.
وأفاد المحققون بأن "قاسم" أوحى بشكل شبه مباشر بعمليات القتل الأخيرة التي استهدفت زوجين شرطيين في منطقة باريس، في يونيو / حزيران، وكاهنًا في كنيسة في "النورماندي"، في أواخر يوليو / تموز، حيث كان حلقة الوصل بين القاتلين، وأعطى التعليمات.
وأشارت هذه التحقيقات إلى أنه أدار مخططات الاعتداءات التي دبرتها الخلية النسائية، التي تم توقيف عناصرها الأسبوع الماضي، بعد العثور على سيارة محملة بقوارير الغاز، قرب كاتدرائية "نوتردام"، في باريس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر