واشنطن ـ يوسف مكي
رفض كبير مستشاري وصهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، مجادلة تقديرات استخباراتية قائلة إن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، أمر بقتل الصحفي، جمال خاشقجي، وكشف عن نصيحة قدمها للأمير.
كبير مستشاري ترامب قدم نصيحة لمحمد بن سلمان عقب مقتل خاشقجي بومبيو: سنمنع محمد بن سلمان من دخول أمريكا حال ثبوت مسؤوليته عن مقتل خاشقجي
وقال كوشنر، خلال مشاركته في أعمال منتدى لمجلة "TIME" الأميركية، الثلاثاء، ردا على سؤال عن نتائج تحقيقات الاستخبارات الأميركية بخصوص مقتل خاشقجي: "أنا لا أنوي مجادلة توصيات أجهزة الاستخبارات الأميركية كما لست بصدد التحدث عن أي شيء يتعلق بعملها".
وأشاد كوشنر مع ذلك نتائج تعاون إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع السعودية فيما يخص مجالات التصدي لإيران ومحاربة "داعش" ومواجهة إيديولوجية التطرف بالإضافة إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف كوشنر، تعليقا على اتصالاته مع بن سلمان على خلفية مقتل خاشقجي: "النصيحة التي قدمتها له كانت التحلي بأقصى درجة ممكنة من الشفافية وضمان أن تكون هناك محاسبة بشأن ما حدث".
وأشار كبير مستشاري البيت الأبيض إلى أن الإدارة الأميركية تواصل جهودها لكشف كل ملابسات الحادث، الذي وصف بالمأساة المرعبة، موضحا أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، يعمل مع كل من تركيا والسعودية من أجل تحديد حقيقة الأمر.
لم يحدد كوشنر متى تحدث إلى بن سلمان بشأن خاشقجي، لكن المعطيات الرسمية تفيد بأن مستشار وصهر ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع ولي العهد السعودي خلال الأيام التي أعقبت مقتل الصحفي، كما اجتمع معه في الرياض خلال زيارته لعدد من العواصم الخليجية في فبراير الماضي.
وتواجه إدارة الرئيس الأميركي الحالي انتقادات واسعة بسبب أسلوب تعاملها مع قضية مقتل خاشقجي، الكاتب والصحفي الذي عاش في الولايات المتحدة بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية وكتب مقالات لصحيفة "واشنطن بوست" انتقد فيها سياسات القيادة السعودية، أحد أكبر وأهم حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، قبل اغتياله يوم 2 أكتوبر 2018 في قنصلية بلاده باسطنبول على يد فريق أمني من المملكة.
واقتصرت الولايات المتحدة عمليا في ردها على هذه الجريمة بفرض عقوبات على 17 سعوديا قالت إنهم متورطون في الحادث وبينهم مسؤولون سابقون بارزون في حكومة المملكة، وكذلك تطبيق منع الدخول إلى أراضيها بحق 16 شخصا من هذه القائمة، وذلك وسط دعوات كثيرة إلى اتخاذ إجراءات أكثر حسما ضد المسؤولين عن القضية تتزامن مع اتهامات منسوبة إلى ولي العهد السعودي بالوقوف وراءها.
وتعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن ولي العهد أمر بعملية القتل وهو ما ينفيه المسؤولون السعوديون.
لكن ترامب يصر على أن الشراكة الأميركية مع السعودية مهمة جدا لاقتصاد الولايات المتحدة والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وحتى هذه اللحظة أعلنت النيابة السعودية أنها وجهت اتهامات رسمية بالتورط في قتل خاشقجي لـ11 شخصا وتطالب بإعدام 5 منهم، لكن تركيا، إلى جانب دول أخرى، تقول إن الرياض تسعى للتستر على من يقف وراء هذه الجريمة.
بدورها، توجه تركيا اتهامات مستمرة إلى السلطات السعودية بعدم التعاون مع أنقرة للتحقيق في الجريمة، وأعلنت أن لديها أدلة تثبت تورط ولي العهد السعودي في القضية، معتبرة أن الرياض تسعى للتستر عليه
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر