تواصل قوات الجيش الوطني اليمني تقدمها ضد ميليشيات الحوثي في إطار العمليات العسكرية الخاطفة التي شنتها في مختلف جبهات القتال، خاصة في دمت بالضالع وحجة الحدودية بالإضافة إلى الساحل الغربي المتمثل بمعارك الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وقتل القيادي الحوثي المدعو مارب عبد الرحيم، فيما أصيب قيادي آخر يدعى رايد الظاهري بجروح خطيرة، مساء الثلاثاء، في كمين محكم نفذته عناصر من الجيش الوطني جنوب دمت، في الضالع، جنوب اليمن، بالتزامن مع تدمير تعزيزات قتالية جنوب مديرية دمت كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي الانقلابية، طبقا لما أفاد به المركز الإعلامي للجيش الوطني الذي ذكر أن «قوات الجيش الوطني تمكنت، الأربعاء، من تحرير مواقع وسلاسل جبلية مطلة على مدينة دمت بمحافظة الضالع، في إطار العملية العسكرية التي انطلقت لتحرير مديريتي جبن ودمت من ميليشيات الحوثي الانقلابية».
وبالانتقال إلى حجة، تواصل قوات الجيش الوطني لليوم الثالث على التوالي، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، تقدمها في منطقة عاهم وقرى بجنوب حرض، شمال حجة، وسط انهيارات في صفوف الميليشيات الانقلابية. وطبقاً لبيان مقتضب نشره المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، فإن «الجيش الوطني تمكن خلال الـ48 ساعة الماضية في العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة بقيادة اللواء الركن يحيى صلاح من تحرير عدة قرى من ميليشيات الحوثي جنوب حرض ومثلث عاهم، هي قرية الفتح ومورية وعقاوة وقرية الجبل الأسود والسوالمة والعتنة وبني صالح والجمنة والغرزة وقرية الجلاحيف». وذكر «البيان» أن «الجيش الوطني كبد ميليشيا الحوثي خلال المواجهات خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات حيث لقي العشرات من مقاتلي الحوثي مصرعهم، وأسر 15 عنصرا، ودمر آليات عسكرية ومخازن أسلحة، وتم استعادة طقمين عسكريين»، وأن «العملية العسكرية ما زالت مستمرة حتى إطباق الحصار على من تبقى من مقاتلي الميليشيا الحوثية في مديرية حرض ومثلث عاهم».
وفي الحديدة، حققت قوات الجيش الوطني خلال اليومين الماضيين انتصارات كبيرة في الحديدة، حيث تمكنت من السيطرة على منشآت جديدة كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، في الوقت الذي دفعت فيه بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مواقعها في الحديدة، الشرقية والغربية والجنوبية.
وأكد مصدر عسكري في المقاومة التهامية لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك نحو 5 آلاف مقاتل من قوات النخبة التهامية قد تم تدريبهم للمشاركة في معارك الساحل الغربي وتحرير مدينة الحديدة ومينائها من قبضة الانقلابيين، وذلك إلى جانب القوات المشتركة». وقال إن «القوات قد تم تدريبها بشكل عال وخضعت لتدريبات مكثفة واحترافية بدعم وإشراف مباشر من قوات تحالف دعم الشرعية، وذلك بقيادة مراد الشراعي».
وبينما استعادت قوات الجيش الوطني السيطرة على منشآت ومواقع جديدة في الحديدة بما فيها دوار المطاحن والمواقع القريبة منها وشركة مطاحن البحر الأحمر والمواقع المحيطة به، تمكنت أيضا من السيطرة على ورشة خاصة بشركة «هونداي»، علاوة على السيطرة النارية على مواقع تحيط بالمركز التجاري «سيتي ماكس»، داخل مدينة الحديدة، شرقاً. وذكر موقع الجيش اليمني «سبتمبر.نت» أنه على «إثر المعارك المحتدمة في أحياء المدينة، لقي ما لا يقل عن 23 عنصرًا حوثيًا مصرعهم في المواجهات الممتدة في الأحياء الشمالية الشرقية والأحياء الجنوبية. في حين سلم 14 من عناصر الميليشيا أنفسهم، بينهم مجموعة من القناصة، إضافة إلى مغادرة عشرات القادة والمسلحين الحوثيين المدينة نحو صنعاء وحجة». وأوضح أن «القوات توغلت في مسافات إضافية بشارع الخمسين للاقتراب من ميناء الحديدة، الذي أصبح على بعد أقل من 4 كيلومترات».
بدوره، بعث محافظ الحديدة رئيس المجلس المحلي الدكتور الحسن علي طاهر، برقية إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قال فيها إن «الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش الوطني في مختلف الجبهات وفي محافظة الحديدة لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وبناء الدولة الاتحادية ستحقق لأبناء اليمن العدالة والمواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية والأمن والاستقرار»، طبقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
وفي تعز، قال القيادي في الجيش الوطني، نائب ركن التوجيه في «اللواء 22 ميكا»، عبد الله الشرعبي، لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر من اللواء 22 ميكا، شنت هجمات متفرقة، مساء الثلاثاء، على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في تعز وباغت أفراد من القطاع السادس عناصر الانقلاب في موقع العريش شرق صبر، حيث اندلعت مواجهات قتل فيها 5 انقلابيين وجُرح آخرون، إضافة إلى إعطاب مدرعة تابعة لميليشيات الحوثي».
وفي السياق، أكد مسؤول يمني أن تكتيك الجيش الوطني والمقاومة المدعومين من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بالتقدم صوب وسط مدينة الحديدة، يؤتي ثماره. وقال العميد عبده مجلي، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط»: «خلال أيام معدودة ستحرر مدينة الحديدة وميناؤها الاستراتيجي وستكون منطلقًا لتحرير محافظة حجة وصنعاء وبقية المحافظات المجاورة، فالانتصارات متوالية واستنزاف الميليشيا الانقلابية متواصل».
وأضاف مجلي أن استماتة الحوثيين في التحشيد إلى جبهة الساحل بكل الوسائل والإمكانات باءت بالفشل، ما دفعهم إلى استحداث أنظمة جديدة غير قانونية لإغراء الضباط القدامى الرافضين العمل معهم، تقتضي صرف نصف راتب مقابل ذهابهم لجبهة الساحل، لإجبارهم على خوض المعارك هناك، ولكن الضباط الأشراف رفضوا هذا الإغراء المادي ما سبب حالة إرباك بين الميليشيات.
إلى ذلك، أكد وليد القديمي وكيل أول محافظ الحديدة أن زحف قوات الجيش الوطني المسنود من قوات المقاومة والتحالف سيستمر حتى تطويق مداخل مدينة الحديدة كافة وتطهيرها بشكل مرتب ومعد له سابقاً، مبينًا أن التحركات التي بدأتها قوات المقاومة المدعومة من التحالف قبل 6 أيام وما زالت مستمرة، أسهمت في السيطرة على مدينة الأمل وشارع الخمسين والوصول إلى جولة الغراسي (مطاحن البحر الأحمر)
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر