صنعاء - اليمن اليوم
قالت الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى خمسة مليارات دولار لتدبير المساعدات الإنسانية لقرابة 20 مليون يمني العام المقبل، وهو ما يزيد على 70 في المئة من سكان اليمن الذين يعانون ويلات الحرب التي تمزق البلاد.
وتحتاج المنظمة الدولية إلى مزيد من المليارات كل عام لهذا الغرض، وفقا لنائب الأمين العام ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة العاجلة مارك لوكوك.
ومن المقرر أن ينعقد مؤتمر تدعمه السويد وسويسرا والأمم المتحدة في جنيف في 26 فبراير/ شباط المقبل لجمع التبرعات لإغاثة المتضررين من الحرب في اليمن.
وأضاف لوكوك: “لم تتوقف الاعتداءات بعد رغم تراجع حدة العنف في الفترة الأخيرة”، معربا عن أمله في أن تسفر محادثات السلام الجارية في السويد برعاية الأمم المتحدة عن نتائج إيجابية.
وأدان منسق الإغاثة العاجلة، الذي كان في زيارة لليمن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، المعوقات التي تواجه وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين، مشددا على أهمية إنقاذ الاقتصاد اليمني الذي بات على حافة الهاوية.
وأكد على أن ميناء الحديدة “يقع على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للمساعدات الإنسانية”، وهو الميناء الواقعة في المدينة التي تقع في قلب الصراع في اليمن.
نقاط خلافية
في سياق متصل، تقدمت الأمم المتحدة بمقترحات لتخفيف حدة الصراع في ميناء الحديدة ومدينة تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، وذلك أثناء المفاوضات الجارية بين أطراف الصراع في اليمن.
ويجلس وفد يمثل الحكومة اليمنية وآخر يمثل الحوثيين على مائدة المفاوضات للتباحث في النقاط الخلافية فيما بينهما على رأسها أزمة الحديدة، التي تقع على جانب كبير من الأهمية بالنسبة لوصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الغذاء إلى تعز، وهي المفاوضات التي من المقرر أن تستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وقف إطلاق النار
توافد سكان الحديدة على مراكز إيواء المشردين منذ بداية هجمات القوات الحكومية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية
وتتضمن أجندة المفاوضات أيضا عددا من القضايا، أبرزها توفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، وإعادة فتح المطار الدولي المغلق في العاصمة اليمنية صنعاء علاوة على تبادل أسرى على نطاق واسع بين الجانبين.
وتأتي المفاوضات الحالية لتكون المرة الأولى التي يجلس فيها الجانبان على طاولة المفاوضات منذ انهيار الجولة الماضية من المحادثات في 2016.
وأعرب مارتن غريفيث، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، عن أمله في أن تشهد هذه المفاوضات جولات متعددة، إذ يخطط لإجراء المزيد من المحادثات بين طرفي الصراع في أوائل 2019.
وقال غريفيث إن تبادل الأسرى “سوف يكون على نطاق واسع وبأعداد كبيرة جدا، ونأمل أن يُطلق سراحهم خلال أسابيع قليلة.”
لكنه حذر من أن “حدة القتال في تعز والحديدة لا يبدو أنها تتراجع في الوقت الراهن، وهما منطقتان آهلتان بالسكان تحاصرهما الحرب.”
وتضمنت مقترحات الأمم المتحدة ضرورة وقف إطلاق النار من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن والحوثيين.
ويستمر التحالف، الذي تقوده السعودية في اليمن، في عملياته العسكرية تزامنا مع مفاوضات السلام الجارية في السويد التي وصلت يومها الخامس.
وقال تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده في اليمن، إن “المتمردين يحصنون خطوط دفاعهم داخل مدينة الحديدة”، مؤكدا أن التحالف يعمل على توفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية من الحديد إلى صنعاء.
وحثت الأمم المتحدة التحالف على وقف العمليات العسكرية في مدينة الحديدة، التي تتسم بكثافة سكانية عالية بحوالي 600 ألف نسمة، ويقع بها الميناء التي يصل عبرها حوالي 90 في المئة من واردات الغذاء التي تصل إلى اليمن.
وسيطر الحوثيون على ميناء الحديدة على البحر الأحمر في 2014، وبدأت الحكومة اليمينة هجماتها على المدينة الاستراتيجية في يونيو/ حزيران الماضي لاستردادها من أيدي المتمردين.
وتحارب القوات الموالية للحكومة اليمنية، المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية، مقاتلي الحوثيين، المدعومين من إيران، منذ حوالي أربع سنوات، مما أسفر عما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن حوالي عشرة آلاف شخص قضوا منذ 2015 عندما أعلنت السعودية دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي في قتاله ضد الحوثيين.
كما قدرت منظمات إنسانية أخرى عدد القتلى منذ بداية الحرب بحوالي 50 ألف شخص
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر