كشفت عن تصاعد الدور الذي تقوم به الدوحة للتقريب بين الجماعة الحوثية وتيار واسع في حزب الإصلاح باليمن تتزعمه القيادية الإخوانية المقيمة في تركيا توكل كرمان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية مطلعة تأكيدات على تبني قطر لسياسة التقارب بين الحوثيين والإخوان من خلال فتح قنوات تواصل بين قيادات إخوانية مقيمة في مدينة إسطنبول التركية وأخرى من جماعة الحوثي، على رأسها القياديان الحوثيان محمد علي الحوثي ومحمد البخيتي.
وقالت الصحيفة أن حالة التقارب خرجت إلى العلن عبر رسائل يبعث بها الطرفان على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تحسس ردود الفعل من قبل أنصار الجماعتين، حيث رحب البخيتي في سلسلة من المنشورات على حسابه في فيسبوك بدعوة القيادية في حزب الإصلاح توكل كرمان للتحالف بين الطرفين وطي صفحة الماضي على قاعدة العداء المشترك للتحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة السعودية.
وفيما تلتزم قيادات الصف الأول في حزب الإصلاح الصمت إزاء الدعوات للتقارب مع الحوثيين، إلا أن التغير اللافت في موقف ناشطي الحزب وأنصاره على مواقع التواصل الاجتماعي يكشف عن تقبل قطاع كبير من القاعدة الشعبية للإخوان في اليمن للخطاب الذي تصدره قيادات ما يعرف بجناح إسطنبول والتي تضم أعضاء في مجلس النواب عن حزب الإصلاح مثل شوقي القاضي وقيادات إعلامية وحزبية أخرى باتت تشارك بفعالية في الهجمة الإعلامية الشرسة التي تستهدف التحالف العربي وتشكك في إنجازاته ونواياه.
ونقلت عن مراقبين للشأن اليمني قولهم : إن الموقف الإخواني شهد تحوّلا لافتا وخصوصا في الأشهر الماضية، فبعد أن كانت الحملات تتركز على دولة الإمارات فقط، امتدت الحملة لتشمل التشكيك في الدور السعودي باليمن بدءا من تواجد القوات السعودية في محافظة المهرة في أقصى الشرق اليمني، لتبلغ الحملات الممنهجة ذروتها في أزمة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، حيث شارك ناشطون إخوان يمنيون بشكل كبير في تبني الخطاب القطري المعادي للرياض.
وتحدثت تقارير صحافية في وقت سابق عن لقاء سري نسقت له الدوحة بين قيادات من حزب الإصلاح متواجدة في تركيا وبين وفد المفاوضات الحوثي برئاسة محمد عبدالسلام الذي قام بزيارة إلى إسطنبول وأنقرة والتقى بمسؤولين أتراك، وقد تلا تلك الزيارة بحسب المصادر تغير لافت في الموقف التركي تجاه الأزمة اليمنية وتنظيم فعاليات مؤيدة للحوثيين لأول مرة.
وفي الوقت الذي تهاجم فيه قيادات الإخوان وكوادره الإعلامية المتواجدة في تركيا وعدد من العواصم العربية والأوروبية التحالف العربي بشكل معلن وممنهج، لازالت عناصر أخرى من إخوان اليمن متفرّقة في عدّة عواصم تركز حملتها على دولة الإمارات، في محاولة لخلق حالة تمايز بين أبوظبي والرياض ضمن سياق المحاولات القطرية لتفكيك التحالف.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” وقوف قيادات بارزة في حزب الإصلاح خلف تقارير تتهم دول التحالف بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، والعمل على تسويق تلك التقارير المفبركة عبر منظمات دولية ووسائل إعلام قطرية، كما ظهرت مؤخرا قيادات عسكرية محسوبة على حزب الإصلاح في تعز على تقرير لقناة الجزيرة يحاول الإساءة للتحالف بما يخدم الأجندة القطرية.
وشهدت مدينة تعز مظاهرات نظمها الإخوان رفعت شعارات مسيئة لدول التحالف العربي، أكّدت مصادر محلية أن قطر مولت أغلبها وشجّعت المشاركين فيها على رفع شعارات مضادّة للتحالف العربي وتحمّله مسؤولية انهيار الوضع الاقتصادي في اليمن.
وتحدثت تقارير إعلامية في وقت سابق عن تصاعد الدور القطري في محافظة تعز في محاولة لخلط الأوراق وإرباك عمل التحالف العربي بمساعدة من قيادات في الفرع اليمني من جماعة الإخوان باتت تسيطر على المؤسسات العسكرية والأمنية في المحافظة بشكل كامل.
وفي مقابل التصعيد العسكري الذي يقوده الإخوان في تعز ضد الفصائل الأخرى التي لا تنتمـي للجماعة مثل اللـواء 35 مدرع بقيادة العميد عدنان الحمادي وكتائب أبوالعباس، تشهد خطوط التماس داخل المدينة وحولها مع ميليشيـات الحوثي حالة أقرب إلى الهدنة غير المعلنة.
وتسعى الدوحة للحضور في محافظة تعز الاستراتيجية في إطار صراعها مع التحالف العربي من خلال العديد من الأدوات من بينها جماعة الإخوان، إلى جانب محاولتها استقطاب شخصيات وقوى مدنية وإعلامية وثقافية وسياسية، لكن جهودها وفقا لخبراء لازالت تقابل بالكثير من العراقيل نظرا للتنوع الأيديولوجي الكبير في المحافظة وحالة الصراع التاريخي بين تيارات الإسلام السياسي والقوميين واليساريين، إضافة إلى تواجد المؤتمر الشعبي العام في بعض مناطق ريف تعز.
ورصد خبراء إعلاميون تركيز معظم ناشطي وإعلاميي جماعة الإخوان في اليمن على ما تقول إنها “انتهاكات” يرتكبها التحالف العربي، بينما تراجعت بشكل كبير موجة الانتقادات الموجهة للميليشيات الحوثية، وهو ذات الخطاب الإعلامي الذي بات إعلام الدوحة يتبناه ويسوق له عبر منصاته المختلفة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر