واشنطن - اليمن اليوم
أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، في إحاطته الأخيرة من هذا المنصب لأعضاء مجلس الأمن في نيويورك أن الأطراف المتحاربة «لم تتمكن من الاتفاق» على وقف شامل للعمليات العسكرية في البلاد بسبب استمرار «الشروط المتبادلة»، مشيراً إلى «الجهود الاستثنائية» التي تبذلها المملكة العربية السعودية لوقف الحرب، إضافة إلى جهود سلطنة عمان والولايات المتحدة.
واستمع أعضاء مجلس الأمن إلى إحاطة غريفيث عبر الفيديو، فذكر أن «إنهاء الحرب خيار» لوقف المعاناة اليومية للشعب اليمني. وأكد أن «الناس الذين في مواقع المسؤولية فوتوا الفرص التي قدمت إليهم» بسبب عدم «قيامهم بالتنازلات الضرورية لإنهاء الحرب». وإذ لفت إلى أن «الوسيط ليس مسؤولاً عن الحرب ولا عن السلم»، شكر أعضاء مجلس الأمن، ولا سيما الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وغيرها، لبذلها «جهوداً دؤوبة دعماً لجهود الأمم المتحدة في الجولة الأخيرة من الوساطة».
وتحدث عن الجولة الأخيرة من الدبلوماسية المكوكية، مشيراً إلى أن «الأطراف لم تتمكن من الاتفاق». وأوضح أن الحوثيين يصرون على «اتفاق منفصل حول موانئ الحديدة ومطار صنعاء كشرط مسبق لمحادثات وقف النار والعملية السياسية»، كاشفاً أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أصر على هذه الخطوة قبل التفاوض على وقف النار. أما الحكومة اليمنية فتتمسك بـ«تطبيق كل الإجراءات كحزمة واحدة، بما فيها بدء وقف النار». وقال إن «وقفاً لإطلاق النار على المستوى الوطني له قيمة إنسانية لا يمكن إنكارها، مثل السماح بإعادة فتح الطرق الحيوية، بما فيها تلك الواقعة في مأرب وتعز»، معتبراً في الوقت ذاته أن «استمرار إغلاق مطار صنعاء وفرض القيود على المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة غير مبرر ويجب أن يجري التعامل معه بشكل عاجل».
وذكر بمعاناة سكان تعز منذ ست سنوات، لافتاً إلى أحدث التقارير عن «القصف المتكرر لديارهم والألغام الأرضية التي تعوق وصولهم للمدارس وأماكن العبادة والعمل». ورأى أنه «من المخزي لنا جميعاً أن تفاهم تعز المتفق عليه في استوكهولم لم يؤد إلى أي نتائج». واعتبر أن تنفيذ «اتفاق الرياض» يضمن حلاً للنزاع في اليمن من خلال الحوار. وقال إن «السعودية تبذل جهوداً استثنائية لوقف الحرب هناك»، موضحاً أن وقف النار في اليمن سيكون له تأثير إيجابي كبير على الجانب الإنساني. وأمل في «أن تثمر الجهود التي تبذلها سلطنة عمان وغيرها».
ورأى أن اليمن «يحتاج عملية سياسية وتسوية تشمل الجميع وتبعد البلاد عن حلقات النزاع». واعتبر أن «أي تسوية سياسية يجب أن تعكس مصالح شتى أطراف النزاع، إلا أنها يجب أن تضمن أيضاً مصالح وحقوق المتضررين من النزاع، وليس فقط هؤلاء الذين يعملون على إدامته». ولاحظ أنه «على مدار النزاع، تشرذمت الأطراف السياسية والمسلحة، كما ازداد التدخل الأجنبي»، محذراً من أن «ما كان ممكنا فيما يتعلق بحل النزاع في السنوات الماضية لم يعد ممكناً اليوم. وما هو ممكن اليوم قد لا يكون ممكناً في المستقبل».
وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك أن هجمات الحوثيين «تهدد أرواح ملايين المدنيين». وشكر السعودية والإمارات على مواصلة تبرعاتهما لدعم عمليات الإغاثة الإنسانية في اليمن.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر