أقرّ محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، بتقديم بلاده دعما لجماعة الحوثيين في اليمن، وتعهد بزيادته، وأكد على أن سلاح "حزب الله" اللبناني غير مطروح للتفاوض، كما كشف عن "مفاوضات أولية" مع النظام السوري لمشاركة "الحرس" في "إعادة الإعمار".
وقال جعفري خلال مؤتمر صحافي في طهران، الخميس، إن "الحرس الثوري" يدعم الحوثيين "استشاريا ومعنويا، وهذا الدعم سيستمر"، لكنه أضاف أنهم "بحاجة إلى أكثر من ذلك، ولن ندخر جهدا في هذا الشأن"، حسب وكالة "تسنيم" التابعة إلى "الحرس".
واعتبر أنه "يجب تسليح "حزب الله" لقتال عدو الأمة اللبنانية، وهو إسرائيل. بطبيعة الحال يجب أن يمتلكوا أفضل الأسلحة لحماية أمن لبنان. هذه مسألة غير قابلة للتفاوض"، حسب ما نقلت وكالة "رويترز"، وأثنى على "نجاح" حلفاء إيران في المنطقة "من طهران إلى بيروت".
وأشار جعفري إلى أن "الحرس الثوري مستعد للعب دور فعال في تحقيق وقف إطلاق نار دائم في سورية.. وفي إعادة إعمار البلاد"، وقال: "في اجتماعات مع الحكومة (الإيرانية)، جرى الاتفاق على أن الحرس في وضع أفضل يمكنه من المساهمة في إعادة إعمار سورية.. وعقدت المحادثات الأولية بالفعل مع الحكومة السورية بشأن هذا الأمر".
وعقدت إيران صفقات اقتصادية كبيرة مع سورية لتجني على ما يبدو مكافآت مربحة نظير دعمها لحليفها الرئيسي في المنطقة بشار الأسد.
وكرر الحديث عن موقف طهران في ما يتعلق بتطوير صواريخ باليستية، قائلا إن أهداف البرنامج الصاروخي الإيراني "دفاعية"، وإنه "ليس محل تفاوض". وأضاف: "لن تتفاوض إيران على برنامجها الدفاعي.. لن تجري محادثات بشأنه"، وعزا تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المنددة بنشاط إيران الصاروخي إلى أنه "شاب يفتقر للخبرة".
وفي لبنان، تلقفت كتلة "حزب الله" النيابية، الخميس، موقف جعفري، وزعمت أن سلاح الحزب يُستخدَم في "الدفاع المشروع عن النفس وعن الوطن، ولن يستطيع أحد في الدنيا مهما بلغ شأنه أن يطعن فيه أو يسيء إليه، وهو حق إنساني ودولي لمناهضة الإرهاب الذي يمارسه الصهاينة والتكفيريون".
غير أن موقف قائد "الحرس الثوري" الإيراني لقي استياء لدى قسم من القيادات اللبنانية التي اعتبرت أن تصريحاته "تؤكد أن قرار (حزب الله) في طهران"، وقال القيادي في تيار "المستقبل" مصطفى علوش لـ"الشرق الأوسط": "لطالما رددنا أن (حزب الله) فيلق من الحرس الثوري الإيراني وليس تنظيماً سياسياً لبنانياً، وبالتالي نحن نفهم تماماً رفض جعفري انتزاع سلاح (حزب الله)، لأننا بذلك نكون ننزع قسما من سلاح الحرس الثوري".
وأشار علوش إلى أن تيار "المستقبل" ورئيسه رئيس الوزراء رفيق الحريري يعيان أن "حل مصيبة (حزب الله) يكون إما بهزيمة كاملة لإيران على المستوى الإقليمي أو بتغيير في بنية الحكم في طهران، وبما أن المعطيات غير واضحة المعالم في الاتجاهين، ارتأينا التركيز، ما دام لا حل للحزب كتنظيم مسلح بالمرحلة الراهنة، على كيفية توفير بعض الاستقرار للبنانيين كي يتمكنوا من تأمين حد أدنى من العيش الكريم".
أما النائب في تيار "المستقبل" أحمد فتفت، فحثّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على التفاوض بصراحة مع القيادة الإيرانية بشأن سلاح "حزب الله"، باعتبار أن "الموضوع ليس عند الحزب بل عند الإيرانيين".
وقال فتفت في تصريح له إن "(حزب الله) يلتزم بقرار الولي الفقيه الإيراني، وبالتالي فهذا يحتاج إلى ضمانات دولية بعدم التدخل في الشأن اللبناني". وأضاف: "نحن لا نريد التزاماً بالكلام والشعارات، إنما نريد التزاماً حقيقياً الذي لا يأتي إلا من القيادة الإيرانية".
واعتبر اللواء أشرف ريفي أن "كلام قائد الحرس الثوري الإيراني يؤكد أن مرجعية سلاح (حزب الله) بيد طهران، وأن قرار الحزب مرتهن لأجندة إيران"، مشدداً على "رفض هذا السلاح ومتفرعاته، خصوصاً سرايا المقاومة، والتمسك بالسلاح الشرعي". وأضاف أن "(حزب الله) ذراع لإيران في لبنان والمنطقة، وخطورته على لبنان غير مرتبطة حصراً بتهديده أمن الدول العربية، بل بكونه أيضا أداة لفرض هيمنة وغلبة في الداخل اللبناني وتقويض الدولة".
ورأى رئيس دائرة الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" شارل جبور أن كلام قائد "الحرس الثوري" يؤكد أن "القرار في مصير سلاح الحزب بيد طهران لا (حزب الله)، كما أن أي حوار في هذا الخصوص يجب أن يكون مع إيران التي يبدو أنها تستجر تفاوضا معها"، كما أن الجعفري يؤكد بتصريحاته أن دور هذا السلاح إيراني لا لبناني.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر