أدان الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الناصري في تعز إغلاق عدد من المؤسسات الخدمية والايرادية في المحافظة من قبل مجاميع مسلحة ينتسبون للقوات الحكومية.
ووصف بيان صادر عن الحزبين الإعتداء على المكاتب الحكومية بأنها تصرفات لا تستهدف تقويض مؤسسات الدولة وحسب، بقدر ما تستهدف سمعة ومكانة “الجيش”، وتدفع إلى صدامات عبثية بين الجيش والمجتمع.
وأشار البيان، إلى أن ما حدث يستهدف أيضاً “حرف الحراك الشعبي المندد بالفساد عن مساره السلمي والحضاري، وتفخخ المجال السياسي العام بالعنف، وتمييع القضايا المطلبية الملحة للمجتمع المحلي، والتي لن تتحقق بدون إصلاحات حقيقية وجادة في السلطة المحلية والمؤسسة العسكرية والأمنية”.
وأكد البيان، على ماورد في البيان المشترك السابق الصادر عن الحزبين، أواخر مايو/آيار الماضي، وحمل قيادات السلطة المحلية ورئاسة الجمهورية مسئولية عدم اتخاذ أية إجراءات جادة على هذا المستوى، معتبراً عدم تحويل ملفات القيادات المتورطة بالفساد إلى نيابة الأموال العامة تواطؤ مع الفساد.
وقال البيان: إن “إغلاق مؤسسات السلطة المحلية ومكاتبها التنفيذية امتداد متطور وخطير للممارسات السابقة، والمتمثلة بتعطيل عدد من المنشآت العامة ونهب الأراضي والبسط عليها وغيرها من الممارسات، والتي تتم من قبل عناصر وجماعات تتمتع بحصانة وغطاء سياسي وعسكري من قبل طغمة سياسية وعسكرية فاسدة تعتاش من استمرار الحرب وتغيب مؤسسات الدولة وتستثمر في موضوع التحرير على حساب أرواح صغار الجنود البسطاء”.
وأضاف: “إننا في الوقت الذي ندين فيه هذا الإجراء الانقلابي نؤكد على وقوفنا الكامل مع حقوق إخواننا من أفراد مؤسسة الجيش والأمن ومع الجرحى، ونشدد على أهمية انتظام دفع رواتبهم الشهرية، ونحمل مؤسسة الرئاسة مسؤولية ذلك، كما نعتبر أن الاختلالات الرئيسية في مؤسسة الجيش سبب رئيسي يفاقم عدم انتظام الرواتب”.
وشدد البيان، على أن “أي تدخل في شؤون السلطة المحلية وأي عدوان على مكاتبها أمر لا يمت بصلة لمكافحة الفساد، بقدر ما يسيء للمؤسسة العسكرية ومكانة وسمعة إخواننا في الجيش واستقلاليته وحياديته، وما يقتضي ذلك من عدم التدخل في المجال السياسي”.
وحذر اشتراكي وناصري تعز، من الدعوات التحريضية ضد الأحزاب السياسية، واعتبرا أي خطاب تحريضي ضد الأحزاب ليس سوى دعوة للفساد السياسي وتقويض لمشروعية النظام السياسي للجمهورية اليمنية القائم على التعددية السياسية.
وأكد البيان، أهمية استمرار الفعل الشعبي المدني السلمي الحضاري، وتقوية الأدوات والأوعية النضالية المدنية وتنويع أشكال النضال السلمي؛ حتى الانتصار لمطالب المجتمع المشروعه.
واختتم اشتراكي وناصري تعز بيانهما، بالتأكيد على “أهمية الأخذ بعين الاعتبار أن الطريق لذلك مليء بالمصاعب وأن تجاوز التعقيدات مرهون بالإرادة المثابرة والوعي السياسي والنفس الطويل، والأفق الوطني”.
تحريك حملة أمنية
وعقب الاعتداء على مؤسسات حكومية وإغلاقها بقوة السلاح وجه محافظ تعز نبيل شمسان قيادة محور تعز بسرعة تحريك حملة أمنية لحماية مكاتب السلطة المحلية في المدينة، واتخاذ الاجراءات القانونية حيال من قاموا بهذه “الفوضى”.
بدورها وجهت قيادة محور تعز العسكري أمر عملياتي إلى قائد اللواء ٢٢ ميكا بتوقيف الضباط مرتضى اليوسفي، عبدالحكيم السماع، محمد كامل، وعارف الخزرجي الذين قادوا عملية الاعتداء واحتجازهم في الشرطة العسكرية، والتحقيق معهم.
وأمس السبت قامت مجاميع عسكرية من الجيش الوطني التابع للحكومة اليمنية باقتحام فروع وزارة المالية والضرائب بالمحافظة ومقرات المديريات بمدينة تعز.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر