خالد عبدالواحد - صنعاء
يتزايد أعداد المصابين بسوء التغذية الحاد، في اليمن، يومًا بعد أخر، بالتزامن مع حلول فصل جديد من الحرب، التي تشهدها البلاد منذ21من سبتمبر/ أيلول 2014، واحتلت اليمن المرتبة الأولى، الاكثر جوعًا في الوطن العربي، بحسب مؤشر الجوع العالمي، لعام 2018.
وتشاهد المئات من الاشخاص يجوبون المساجد، وشوارع مدينة صنعاء، للتسول بعد أن ضاقت بهم السبل، وتوقفت أي نشاطات خاصة لجني المال، وعدم تسليم الحوثيين مرتبات الموظفيين منذ عامين.
لا طموح للآلاف من اليمنيين، سوى الحصول على لقمة العيش، لقمة تبقيهم ليوم أخر، على قيد الحياة، بعد أن فقد الكثير من الأشخاص حياتهم بسبب الجوع.
تجلس "نادية علي"، مع أطفالها الأربعة، أمام المسجد، في منطقة شيملة، في العاصمة صنعاء، تطلب المال من المصلين.
لا تسطيع نادية 36 عامًا أن تجوب الشوارع، مع أطفالها الصغار، وتجلس من وقت الظهيرة حتى الليل، في الطريق المؤدية إلى المسجد.
تقول نادية التي تنتمي إلى محافظة حجة شمال غربي البلاد، إنها تجني نحو 2000 ريال، "3 دولارات"، يوميًا ، من رواد المسجد .
وأضافت نادية ل"اليمن اليوم"، أجمع المال لشراء الطعام والحليب للأطفال، وأعود إلى الخيمة التي أسكن فيها .
وتابعت، لم أعد أجني الكثير بسبب ظروف الناس العصيبة، وبالكاد أحصل على ما يمكنني من شراء الطعام والشراب.
وتعيش اليمن وضعا كارثيًا، هو الأسوء في العالم بحسب منظمات الامم المتحدة، وبات اكثر من نصف سكان البلاد، يعيشون تحت خط الفقر، بسبب الحرب التي تشهدها البلاد منذ مطلع العام 2014، وما خلفتها من أوضاع كارثية، على سكان البلاد.
الطفلة غادة محمد، تنام في احدى غرف مستشفى السبعين في العاصمة صنعاء، بعد أن أصبحت من "جلد-وعظم"، وتجلس أُمها عند رأسها والتي أصبحت اشبه بهيكل عظمي.
غادة ذات العشرة أعوام، مصابة بسوء التغذية الحاد، بسبب افتقار أسرتها لابسط مقومات الحياة من طعام وشراب.
تقول والدتها "لقد كنا نعيش على راتب التقاعد الذي يستلمه زوجي لكننا الأن لم نستلم المرتب من عامين".
وأضافت لقد بعنا كل شيئ من أثاث المنزل، لشراء الطعام، لكن كل شيئ نفد، ولم يعد امامنا سوى الموت جوعا.
وتحذر منظمات الأمم المتحدة، من مخاطر المجاعة في البلاد، لكنها تقف عاجزة، أمام موجات الجوع التي تعصف بالبلاد، وتفاقم الحرب المشتعلة و الأوضاع المتدهورة يومًا، بعد اخر.
الناشط الانساني محمود عبدالرحمن، يؤكد أن الانسان اليمني يتجرع الكثير من المعاناة يومًا بعد أخر.
وأضاف الحرب والفقر والبطالة وتفشي الأوبئة والامراض، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والدوائية والسلع الأساسية والاستهلاكية، اضافة إلى تردي الخدمات الصحية والتعليمية، والأمنية، تلك عبء على حياة اليمنيين.
وأوضح أن الحياة في اليمن أصبحت كابوس مرعب، ولاتدري هل ستحصل على الوجبة القادمة.
وتابع، ليس هناك أمل في تحسن الوضع الإنساني، الذي يعكره الوضع السياسي المضطرب، والمعارك التي تتوسع في مختلف مناطق البلاد.
ويواصل الريال اليمني انهياره أمام العملات الأجنبية الأخرى، حيث وصلت قيمة الدولار الأميركي الواحد إلى أكثر 730 ريال يمني، ما زاد من أرتفاع أسعار المواد الغذائية والضرورية لاكثر من 30 %.
ويحتاج اليمن إلى دعم مالي مباشر للبنك المركزي بما لا يقل عن ١٠ مليار دولار يتم الحشد للحصول عليها بصورة عاجلة من قبل الدول الشقيقة والصديقة، كحالة إسعافيه لإنقاذ الوضع الاقتصادي من الانهيار الشامل، بحسب مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة من أن اليمن قد يشهد قريبًا مجاعة على "نطاق ضخم"، إذا استمرت الحرب الدائرة هناك دون وصول المساعدات إلى المحتاجين، وقالت ليز غراندي، منسق الأمم المتحدة لشؤون اليمن، إن الجوع يهدد 13 مليون شخص، وأن الأمر قد يتحول إلى أسوء مجاعة في العالم منذ قرن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر